عاد أنطونيو كونتي إلى إيطاليا، عاد مع إنتر ميلان وعينه على إنهاء هيمنة يوفنتوس بشكل مؤكد. بدأ كونتي يكسب احترام الجميع بنهجه الفني المُتبع في خطة (3-5-2) الشهيرة وكأنه يُكرر ما فعله مع يوفنتوس خلال السنوات الذهبية، وما فعله في 45 دقيقة أمام برشلونة هو بمثابة "ماستركلاس" للجميع.
يلعب دي فريج في قلب الدفاع وهو دور بونوتشي في يوفنتوس أيام كونتي. يتطلع دائماً لكسر الخطوط عبر تمريرات نحو لاعبي المنتصف. بينما يلعب كل من غودين وسكرينيار دوراً أكبر في صناعة كرات طويلة في القنوات، أو الجرأة للخروج بالكرة ومشاركة الهجوم في حالات الاستحواذ طبعاً.
في وسط الملعب يشغل الأطراف كل من كاندريفا الذي يزداد هجوماً على الدوام. وهناك أسامواه، وأحياناً قد يُشرك دامبروزيو وهذا يعتمد على حجم المنافس.
أمام برشلونة، وعندما كان إنتر يفشل في استرجاع الكرة عبر الضغط واحد ضد واحد، كان الفريق يتراجع سريعاً لـ(5-3-2) في الدفاع، حيثُ كان يحمي أجنحة الوسط كل من غودين وسكرينيار.
وفي المرتدات يبدو إنتر ميلان مع كونتي أكثر شراسة. فسريعاً عند استرجاع الكرة يعمل الثنائي الهجومي على الخروج من تمركزهما وفتح الملعب على الأطراف وينضم إليهم لاعب خط الوسط للمساندة من الخلف، وكذلك أحد الأجنحة.
ومن الأمور التكتيكية الناجحة التي فرضها كونتي هو التقدم المباشر عبر التمريرات المباشرة والـ "Lay Off" بين الخطوط. يتمُ تطبيق ذلك في كامل أرجاء الملعب بدايةً من قلب الدفاع وصولاً إلى المهاجمين.
تمريرة من قلب الدفاع نحو الرقم "6" لاعب الارتكاز ثم تمريرة نحو لاعب "8" وبعدها تمريرة مباشرة نحو المهاجم ومُجدداً تمريرة إلى رقم "8". بهذه الطريقة "Line breaking Passes" يكسر إنتر ميلان الخطوط سريعاً ويعجز المنافس عن مجاراة الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم.
في الهجوم إنتر يتحول أحياناً لـ (3-3-4) مع تقدم الأجنحة أو لاعب من خط الوسط للمساندة عبر الأطراف. ويُهاجم بأكثر من أسلوب فتارةً عبر تمريرات بينية خلف المدافعين في الـ "Half Space" نحو المهاجم.
وفي حال كان الفريق أقرب لمنطقة الجزاء، يعود لفكر التمريرة المباشرة نحو العمق وسريعاً "Lay Off" لمهاجم يتمركز في المساحة، وهدف إنتر أمام ليتشي يُفسر الكثير. تمريرة من بروزوفيتش نحو لوكاكو، سريعاً تمريرة للاوتارو المتمركز أمام الكرة في المساحة تبعتها تسديدة أنقذها الحارس وتابعها لوكاكو في الشباك.
ويملك فريق إنتر ميزة التسديد من خارج منطقة الجزاء في حال أغلقت كل الطرق، وفعلياً هو الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف من خارج المنطقة هذا الموسم.
والمُلفت أيضاً هو قدرة الإبداع وخلق الفرص من الجميع في خط المقدمة، فالأرقام على صعيد صناعة الفرص في المباراة الواحدة تكشف الكثير: لوكاكو (1,3)، أساموا (2)، سينسي (2,2)، باريلا (1)، كاندريفا (1)، بروزوفيتش (1,2).
إنتر كونتي قادر على إيقاف هيمنة يوفنتوس في هذا الموسم، فهو ببساطة يملك النهج الفني القوي المدعوم بأدوات مثالية وبطريقة توظيف عالمية من المدرب "العبقري" أنطونيو كونتي.