كشف الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن موقفه، بشأن "المراهنات المشبوهة" التي طاولت إحدى مباريات الدوري الجزائري خلال الموسم الماضي، بعد قيام وسائل إعلام فرنسية بنشر تفاصيل مثيرة عن اعتقال سبعة أشخاص شرقي فرنسا، من طرف شرطة المصلحة المركزية للسباقات والألعاب، في سياق التحقيق في مراهنات مشبوهة في فرنسا مرتبطة بمباراة دفاع تاجنانت وضيفه وفاق سطيف في الموسم الماضي، التي جرت بتاريخ 12 مايو/ أيار 2018. وشهدت فوز الأول على الثاني بنتيجة (3 – 2).
وأخذت هذه القضية أبعاداً أخرى، بعد دخول الاتحاد الدولي للعبة على الخط لتقصّي حقيقة ما حدث بالضبط، ما دفع الاتحاد الجزائري لكرة القدم لإصدار بيان، كشف فيه أنه بصدد التعاون بشكل كامل مع لجنة "النزاهة" التابعة للفيفا، في قضية مراهنات مشبوهة بفرنسا تخص المباراة المذكورة.
وذكر بيان الاتحاد الجزائري، أنه حرص على توفير جميع المعلومات والبيانات اللازمة المتعلقة بهذه القضية، مؤكداً عزمه إنشاء قسم "النزاهة" الخاص به لحماية "لعب كرة القدم من الفساد، ومحاربة التلاعب بالمباريات والمراهنات في هذه اللعبة الشعبية. وأضاف البيان، أن اتحاد الكرة الجزائري اتخذ خطوات مع "فيفا"، لإنشاء هذا القسم الذي سيتم تزويده بالوسائل التي وضعها الاتحاد الدولي للكشف والتبليغ عن التلاعب بنتائج المباريات.
وكانت وكالة "فرانس برس"، قد كشفت مساء الثلاثاء الماضي عن اعتقال 7 أشخاص يشتبه في تورطهم في مراهنات مشبوهة تخصّ المباراة المذكورة، وأكدت أن نيابة مدينة نانسي الفرنسية فتحت تحقيقاً بسبب تلك المراهنات، التي تم تحديدها في المنطقة ولا سيما حول مدينة ماتز، وتتعلق بمباراة تاجنانت والوفاق التي آلت نتيجتها لفوز الأول (3 – 2)، وشهدت تسجيل ثلاثة من الأهداف الخمسة من ضربات جزاء.
وأكدت الوكالة من مصادرها أنه تمت المراهنة بالآلاف من اليورو على النتيجة الصحيحة، ونقلت عن أحد مصادرها قوله: "المبالغ التي تمت المراهنات بها ليست خيالية، لكن النتيجة صحيحة، وكانت النسبة 40 إلى واحد، ما يعني أن الأرباح المتحققة بلغت عشرات الآلاف من اليورو".
وأوقفت شرطة منطقة "مورت إي موسيل" المتخصصة بمكافحة هذا النوع من المراهنات، سبعة أشخاص، ويعمل المحققون على تحديد العلاقة بين المراهنين وأطراف المباراة، حيث تم التحفظ على خمسة منهم وإطلاق سراح البقية في انتظار استكمال التحقيقات.
وتواجه الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة خطر أكثر من ظاهرة سلبية، وأبرزها الحديث المستمر عن الفساد المستشري في المنظومة الكروية، الذي تفاقم في الفترة الأخيرة ما فتح الباب مجدداً للتشكيك مجدداً في نزاهة ومصداقية الدوري الجزائري، الذي يعيش أصلاً مشاكل جمة على غرار عنف الملاعب، المنشطات والمخدّرات.
في المقابل، نشرت كل من مجلة "فرانس فوتبول" الرياضية الفرنسية، وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" العام الماضي، تفاصيل وحقائق صادمة خلال تحقيقات قامت بها، كشفت عن سقوط الكرة الجزائرية ومنظومتها في وحل الفساد والرشوة والتلاعب بنتائج المباريات.
ولم يتغيّر الوضع منذ ذلك الوقت بل ازداد سوءاً، لتنفجر قضية "المراهنات المشبوهة" المتعلقة بمباراة تاجنانت والوفاق، التي ستؤزم حتماً من حال الكرة الجزائرية، خصوصاً بعد دخول الاتحاد الدولي على الخط.