سانشيز هذا الموسم.. آخر صيحة في عالم المهاجمين الجدد

18 نوفمبر 2016
سانشيز يتمتع بسرعة كبيرة وحسّ تهديفي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -


 
"نحن نملك سانشيز لذلك لا خوف أبدا علينا، حتى في وجود ثنائي بقيمة سواريز وكافاني مع الخصم"، تحدث المدير الفني لمنتخب تشيلي الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، بشيء من الفخر والتقدير عن مهاجمه أليكسيس سانشيز، بعد الفوز المهم على الأوروغواي ضمن قمة التصفيات اللاتينية. وعلى الرغم من التأخر في النتيجة بالبدايات كانت العودة مثالية، خصوصا مع مواصلة النجم رقم 7 أداءه الاستثنائي خلال الموسم الحالي.

صيحة جديدة
تحدث مؤلف كتاب قلب الهرم جوناثان ويلسون عن الصيحة الجديدة التي قلبت الأوضاع في الدوري الإنكليزي، إذ اعتمد أكثر من مدرب على مهاجم غير صريح في الأمام. البداية كانت مع بيب غوارديولا بعد الإطاحة بسيرجيو أغويرو في بعض المباريات، وتهميش يورغن كلوب لمهاجمه دانييل ستوريدج في سبيل تركيز مضاعف على البرازيلي روبرتو فيرمينو، مع طلب أنطونيو كونتي من دييغو كوستا الضغط المستمر على دفاعات منافسيه، والعودة للمساندة رفقة بلاعبي الوسط.

لعب مدرب أرسنال أرسين فينغر خلال المواسم الأخيرة بأوليفييه جيرو في المقدمة، مع وضع ألكسيس سانشيز كجناح على الخط. آمن الفرنسي بأن أفضل مركز لنجمه اللاتيني خلف المهاجم الصريح، بعد تألقه وفق هذا الشكل الخططي. لكن الأستاذ فينغر قلب أوراقه تماما هذا العام، بعد الرهان على ألكسيس كمهاجم رئيسي في خطة لعب 4-2-3-1، ليفوز المدير الفني وتنصفه أفكاره داخل الملعب.

تألق سانشيز بشدة كقلب هجوم أساسي، واستفاد كثيرا من وجود مسعود أوزيل خلفه، ليسجل هذا الثنائي أهداف عدة في البريميرليغ، ويساهم اللاعب في تسجيل 6 أهداف و3 أسيست. وتؤكد لعبة الإحصاءات أن جميع أهداف سانشيز من داخل منطقة الجزاء، مع خروجه منها لسبب واحد فقط، حتى يدخل مسعود مكانه ويتحول الآخر إلى صانع لعب، يحصل على الكرة على اليمين أو اليسار، ويقطع دائما إلى العمق بتحرك مفاجئ أو تمريرة قطرية سريعة.

حرية الحركة
يقول اللاعب الفرنسي تييري هنري في حوار سابق عن مركز سانشيز مع آرسنال، "لعب ألكسيس من قبل في هذا المركز، فعلها مع تشيلي وأودينيزي بإيطاليا، لذلك هو يعرف جيدا ماذا يفعل. عندما تملك 9 بهذه الصفات، في الحركة، والرؤية، والمهارة بالكرة، والتمركز المثالي، فأنت توفر الأريحية الكاملة لمن يلعب خلفه، لأنه يجد فراغات متاحة في كل لعبة يشارك فيها هذا المهاجم غير الثابت داخل منطقة الجزاء".

تكمن قوة آرسنال الحالي في تحركات لاعبيه، إنها الخلطة التي أوجدها أرسين فينغر، الرجل الذي يريد الهجوم لكن دون استحواذ ممل، ويفكر في تسجيل الأهداف مع أسرع عدد ممكن من التمريرات. ولم يستفد أوزيل فقط من تواجد سانشيز كرأس حربة، بل سجل والكوت أيضا 5 أهداف بالدوري، نتيجة تبادل المركز واللامركزية في تغطية المساحات بالثلث الهجومي الأخير.

قوة سانشيز ليست في التسجيل أو الصناعة فقط، بل يتفوق هذا المهاجم على كافة أقرانه في العمل الدفاعي المثالي، إذ إنه يشارك بقوة في العرقلة المشروعة، افتكاك الكرات، وغلق زوايا التمرير أمام الدفاع، ما يجعله أفضل مثال ممكن لما يعرف بالمهاجم الجديد في التكتيك، حيث تكون أرقامه الهجومية والدفاعية على حد سواء.

فانتازيا الإنكليز
يركز الدفاع على المهاجم، لكن الفكرة ليست في تسجيل سانشيز للأهداف، بقدر فتحه المجال أمام أسماء أخرى للحصول على الكرات في وضعية أفضل، هذه هي فلسفة آرسنال باختصار شديد.

تُحسب لفينغر أيضا طريقة لعبه الذكية في استخدام التركيبات الهجومية، التي تجمع بين سرعة التمريرات وتركيزها. فأوزيل يعود كثيرا إلى خط المنتصف أثناء البناء من الخلف، يحصل على الكرة على مقربة من سانتي كازورلا أو تشاكا، ويوجه سهامه سريعا نحو لاعبي الهجوم، في تعاون مثمر بينه وبين ثنائي الأطراف، وبالطبع سانشيز له نصيب الأسد من هذه الأفكار.

يعود ألكس إيوبي - ثيو والكوت إلى العمق في الفراغات بين الخطوط، يصنعان المثلث مع مسعود، ويقترب المهاجم من هذا الثلاثي ليجبر دفاعات المنافس على الاقتراب لمراقبته، مما يجعل الفرصة مواتية لصعود أكثر من زميل إلى الأمام خلفهم. وفي حالة اكتفاء الدفاع بالمراقبة من بعيد، تصبح المهمة أسهل أمام آرسنال لحصولهم على الكرة في أماكن قريبة من صندوق العمليات دون رقابة قوية على مفاتيح اللعب.

تضع لعبة "فانتازي البريميرليغ" سانشيز كلاعب وسط، وعلى الرغم من أنه موجود كمهاجم صريح في تشكيلة آرسنال، يقود الطفرة التكتيكية الجديدة لأرسين، من خلال عودته المستمرة إلى الوسط الهجومي، وإجباره للدفاع على مواجهته من مساحات بعيدة، ليحصل الأظهرة على فرصة أكبر للتمرير. وأثناء تحوله من الوسط تجاه منطقة الجزاء، يجذب الجميع ناحيته لكي يسدد القادمون من الخلف بشكل أفضل.
دلالات
المساهمون