ميسي ورونالدو؟
"ينتمي هيغواين لفئة من اللاعبين ذوي الطراز العالي في أدائهم، وهو يؤثر بشكل مضاعف على المجموعة بالضبط كما يفعل ميسي في برشلونة وكريستيانو في ريال مدريد"، هكذا يتحدث المدرب الكبير ماوريزيو ساري عن غونزالو، واصفا إياه بأنه نجم لا يقل قيمة عن الثنائي الأبرز ميسي ورونالدو.
وأرقام الأرجنتيني هذا الموسم تشير إلى عدم المبالغة أبدا في تصريحات ساري، لأن مهاجمه أضاف بصمة واضحة، بتسجيله 36 هدفا في 35 مباراة، وقيامه بصناعة 51 فرصة لزملائه، ليساهم بنسبة تصل إلى 43 % من إجمالي أهداف فريقه بالدوري. وبالمقارنة مع أرقام ميسي وكريستيانو "تهديفيا"، سنجد أن مهاجم نابولي لا يقل بأي حال من الأحوال عن هؤلاء النجوم وفقا لمردود فريقه.
المجموعة لا تتكون إلا إذا كان الكل يتحدث بلغة واحدة، لذلك ليس من المنطقي أبدا تحميل هيغواين الأسباب وراء عدم فوز نابولي بالأسكوديتو، وكلمات ساري كانت واقعية للغاية عندما قال "نحن لسنا في مستوى برشلونة، لكن هيغواين في نفس مستوى نجومهم وهو لاعب في غاية الأهمية بالنسبة لنا".
مهاجم متكامل
التعريف المباشر للمهاجم المتكامل، هو المهاجم الذي يتميز بإنهاء متقن للكرات، وفي نفس الوقت يستطيع التحرك في العمق وعلى الأطراف، من أجل صناعة فرص لنفسه وزملائه، وبالتالي اللاعب الهداف أو المهاجم القاتل أمام الشباك، هو القادر على الابتكار في المساحات الضيقة، ورغم أن هيغواين عانى في فترات سابقة من إضاعة أهداف سهلة، خصوصا مع منتخب الأرجنتين في مونديال 2014، إلا أنه تطور كثيرا في الفترة الأخيرة، وتحول إلى نسخة صريحة من المهاجم القادر على التسجيل من جميع الوضعيات.
ميزة غونزالو أنه ليس مجرد هداف عادي، بل مهاجم قادر على صنع الفرص لنفسه وترجمتها إلى أهداف، ويستطيع أيضا فتح الطريق أمام زملائه، للوصول إلى مرمى الخصوم عن طريق تحركاته المثمرة وتمريراته القصيرة. باختصار شديد هو نموذج حقيقي للمهاجم رقم 9 الذي يتحرك داخل منطقة الجزاء وعلى حدودها، ويجيد بشدة اللعب في مختلف الخطط، من 4-2-3-1 إلى 4-3-3، لأي رسم يحتاج إلى مهاجم واحد في الأمام.
لاعب البطولات الطويلة
أضاع هيغواين فرصا لا تُنسى خلال كأس العالم، بالإضافة إلى تقديمه مستوى سيئا للغاية في كوبا أميركا، ليرتبط اللاعب بالآراء السلبية كلما لعب مع راقصي التانغو في المعتركات الدولية، لكن المتابع الجيد للأرجنتيني سيؤكد حتما أنه تغير كثيرا هذا الموسم، ووصل إلى درجة عالية من النضج، على الصعيدين النفسي والتكتيكي، ليحافظ على مستواه طوال عمر البطولة الإيطالية.
يعتبر هيغواين مهاجما مناسبا جدا للبطولات الطويلة، وبالأخص بطولة الدوري التي تحتاج إلى سياسة النفس الطويل، من خلال لعب 38 مباراة، أمام فرق صغيرة ومتوسطة وكبيرة، ولاعب نابولي نجح بامتياز في تسجيل أهداف غزيرة، وجلب نقاطا كاملة لفارس الجنوب، ساعدته في اعتلاء القمة لفترة ليست بالقصيرة، ومكًنته من الاحتفاظ بالمركز الثاني بعد منافسة شرسة مع روما.
سجل هيغواين 8 أهداف بقدمه اليسرى، 24 هدفا بالقدم اليمنى، مع 4 أهداف بالرأس، ورغم كل هذا العمل الكبير إلا أن تحقيق البطولة في النهاية يحتاج إلى تضافر العمل الجماعي ككل، وهذا ما يميز نابولي ساري أيضا، لكن ما خذلهم فقط قوة يوفنتوس الكبيرة وتوافر عناصره التي ساعدته على تقديم نهاية مثالية، عكس صاحب المركز الثاني الذي لعب بتشكيلة شبه ثابتة طوال الموسم، مما جعل "عمق" التشكيلة عاملا رئيسيا في حسم اللقب، ليخسر نابولي الدوري ويفوز هيغواين بلقب الهداف.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
