صلاح أكثر من مجرد "زوبعة في فنجان"

05 مايو 2019
صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر (Getty)
+ الخط -


بات المصري محمد صلاح في الفترة الأخيرة اسماً رناناً وعالمياً في مختلف أنحاء العالم، يظهر تارة بين نجوم هوليوود ويتم تكريمه في مكانٍ آخر، لكنه في الوقت عينه يتعرض لضغوطات كبيرة من مختلف المشجعين حول العالم، وهذا الأمر بطبيعة الحال ينطبق على المنطقة العربية التي تتفاعل معه في كثير من الأحيان بطريقة يجب التوقف عندها.

بادئ ذي بدء لا بدّ لي من التأكيد على أن صلاح لم يعُد حالة عابرة أو مجرد لاعب كرة قدم ينشط في أوروبا، بل تجاوز هذا الأمر باعتراف الجميع، حتى لو كان الحديث عنه سلباً أو إيجاباً، لكنه بطبيعة الحال بات يمتلك هالة كالعديد من النجوم الكبار على غرار الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وهنا لا أعني الوصول إلى ذات المستوى، بل نتحدث عن الصورة التي استطاع بناءها منذ وصوله إلى ليفربول وحتى يومنا هذا.

ظهرت في الفترة الأخيرة حالة من السخرية أو التهكم، وربما تصل إلى حدٍ التنمّر في بعض الأوقات، حين يصادف المصري محمد صلاح موقفاً أو حالة معينة في الملعب أو خارجه، إن أضاع فرصة أو تصرف بشكل قد لا يعجب البعض أو حتى إذا ظهر في إعلان أو على غلاف مجلة.

قد يُحاول البعض التقليل من قيمة صلاح كلاعب كرة قدم باعتبار أنه "زوبعة في فنجان"، لكن الحقيقة لا تعكس ذلك أبداً، ومن يرى أنه ليس نجماً من الصف الأول فهو مخطئ حتى النخاع، فما حصل بعد إصابة المصري في مباراة نيوكاسل وسقوطه على أرض الملعب يدفعنا إلى التوقف قليلاً والتفكير في طريقة تعامل البعض مع مثل هذه الأمور.


الصحافة العالمية بأكملها تفاعلت مع إصابة صلاح وواكبت ما حصل معه، لكن حالة غريبة من التنمّر ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا وحتى لدى الجماهير العربية، السخرية من إصابة صلاح غير مقبولة البتة.

صلاح لم يخطئ في تصرفاته، قد يراه البعض متكبراً ومغروراً، لكن لماذا لا تتم معاملته كرونالدو وميسي، من ناحية الصورة هو في نفس المقام كما ذكرت، لذلك من الأجدى ترك صلاح بحاله وعدم توجيه سهام التنمّر عليه عند كلّ حادثة، أو وصفه بأنه حالة عادية لا تستحق الوقوف عندها.
المساهمون