هي صفقة قوية للنادي "الملكي" لكن تخفي وراءها قصة إنسانية مُعبرة كادت تجعل من ميندي إنساناً عادياً لا يمكنه ممارسة رياضته المفضلة كرة القدم بسبب إصابة أجبرته على الجلوس على كرسي متحرك.
بداية كروية صعبة
انتقل فيرلاند ميندي إلى فرنسا برفقة عائلته وهو من جذور غينية وسنغالية (الوالد والوالدة). بدأ في أكاديمية متواضعة لفريق إيكيفيلي، بعد ذلك وصل إلى أكاديمية باريس سان جيرمان بعمر التسع سنوات فقط وكان نجماً صغيراً واعداً آنذاك وينتظره مستقبل كروي كبير.
لكن بعد سنوات قليلة من وجوده في أكاديمية النادي "الباريسي" تعرض الطفل فيرلاند ميندي لإصابة على مستوى الورك وتطورت حالته نحو السلب وأصيب بالتهابات في المفاصل، ليمضي عاماً كاملاً بعيداً عن ملاعب كرة القدم بسبب حظر الأطباء لأي نشاط رياضي قد يؤثر على حالته الصحية.
أمضى ميندي الأشهر الثلاثة الأولى من الإصابة وهو يرتدي مشداً للورك ثم بدأ العلاج في مستشفى "نيكير للأطفال المرضى"، وهناك قال له الأطباء إنه لن يتمكن من لعب كرة القدم مجدداً بسب الإصابة القوية وخطرها على قدميه ووركه في حال قرر العودة إلى الملاعب والركض. وكان يغادر سريره ويتحرك على كرسي متحرك فقط.
فترة علاج صعبة قبل العودة
عانى فيرلاند ميندي كثيراً خلال فترة العلاج بعد مغادرته المستشفى، بعدما انتقل إلى قرية بوليون الفرنسية وهناك خضع لعلاج شاق بهدف استرجاع قدرته على التحرك بدون الكرسي.
سنواتٌ من الألم المتواصل بدأت بصعوبات جسدية وذهنية لتعلم المشي من جديد مروراً بإعادة بناء قوة العضلة المفقودة على مستوى الورك وصولاً إلى عودته إلى ملاعب كرة القدم بأعجوبة.
في السنوات الأخيرة من علاجه بدأ فيرلاند ميندي يستعيد عافيته بشكل كبير وعادت له الحركة الطبيعية وممارسة الرياضية رويداً رويداً. وفي عام 2012، وبعد وصوله إلى حالة شفاء كاملة قرر ميندي مغادرة أكاديمية النادي "الباريسي" وانتقل إلى فريق مانتوا الذي بقي معه حتى عام 2013.
بعد ذلك انتقل ميندي إلى فريق لو هافر الذي مثله بين 2013 و2015 على صعيدي الفريق الثاني والأول. وفي عام 2017 تعاقد معه فريق ليون ليُمثله في 57 مباراة ويُسجل هدفين.
وقبل نهاية موسم 2018-2019، بدأت الصحف الإسبانية بربط اسم ميندي بريال مدريد الإسباني في صفقة العمر بالنسبة لللاعب الفرنسي.
وأعلن ريال مدريد في 12 حزيران/ يونيو عن التوقيع رسمياً مع فيرلاند ميندي ليكون الظهير الأيسر الجديد في النادي "الملكي"، ليترك ميندي وراءه تسعة أشهر من التحرك على كرسي متحرك، سنوات من الآلام والوجع المتواصل، سنوات من العلاج الصعب وسنوات من التحدي وراءه ويبدأ رحلة ذهبية جديدة مع واحد من أعظم أندية كرة القدم.