الآن وبعدما انتهى الشد والجذب، استقر الاتحاد الأفريقي على مصر لتحتضن كأس أمم أفريقيا لهذا العام، وكأي مسلسل "دراماتيكي"، فإن عنصر المفاجأة أهم مقومات الحبكة القوية، فقد كان للكاف ذلك بسيناريو غير الذي توقعه الجميع بمنح المغرب شرف التنظيم.
وبعد الإعلان رسمياً عن الملاعب التي ستحتضن الكأس، في انتظار اكتمال عدد الفرق المتأهلة، لم تعد تنقص الحفل القاري سوى القرعة التي ستجرى مع بداية شهر إبريل/ نيسان المقبل، ليبدأ العد العكسي لأول بطولة بأربع وعشرين فريقاً.
ككلّ دورة يبدأ الضغط مبكراً على المنتخب الوطني الجزائري بحكم التعداد الذي يمتلكه، وذلك نسبة للأسماء التي تحمل قميص الخضر، ليتم وضعهم في خانة المرشحين لنيل اللقب، وكما جرت العادة، فإن هذه الأمور تتكرر خلال الدورات الأخيرة، وجاءت النهايات عكس الترشيحات، وخرج رفاق حليش خالي الوفاض وبمشاركات متوسطة إلى ضعيفة جداً.
دورة جنوب أفريقيا سنة 2013، تأهل المنتخب الجزائري حينها تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش، كأحسن منتخب بنتائج مبهرة خلال التصفيات، وتمكن من خطف الأضواء إليه كأحسن هجوم ودفاع، غير أن المشاركة كانت سلبية الى أبعد الحدود بنقطة يتيمة في اللقاء الأخير الشكلي بحكم الإقصاء المبكر، فلم تنفع الخضر الأرقام الكبيرة ولا عدد التمريرات ولا السيطرة العقيمة على مجريات كل اللقاءات.
الدورة التي تلتها سنة 2015، دخل أشبال المدرب الفرنسي وقتها كريستيان غوركيف، وكانوا فوق السحاب، الجميع ينظر اليهم كأحسن منتخب قاري، بعد مشاركة قوية في مونديال البرازيل قبلها بعام، ورشح الجميع رفاق مجاني لتحقيق اللقب الغائب عن خزائن الجزائر منذ دورة 1990، غير أن الثعلب الفرنسي وأشباله الإيفواريين كان لهم رأي آخر وأنهوا مشوار الخضر مبكراً بالخروج من الدور الثاني.
أما دورة 2017 فقد جاءت مباشرة بعد سطوع نجم المنتخب الجزائر وليستر سيتي وقتها رياض محرز، وحصده لكل الألقاب الفردية سواء في إنكلترا أو الجزائر أو أفريقيا، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها المجموعة خلال المشاركتين السلبيتين، إلا أن النتائج لم تختلف تماماً عن سابقتيها، وكان الخروج مراً من الدور الأول بنقطتين فقط، ليدخل المنتخب الجزائري في دوامة مشاكل بعدها انتهت بتراجع مستواه وبلوغ مرحلة الضعف حتى الانهزام على أرضه ووسط جمهوره مرتين، وهو أمر لم يحدث لسنوات عديدة.
الآن وبعد أن أمسك جمال بلماضي زمام أمور المنتخب الجزائري، وبدأت ملامح العودة تلوح في الأفق، لا بد من التعلم من أخطاء الماضي، وعدم تكرارها، فالذهاب إلى مصر في صورة المرشح لإحراز اللقب هو مجازفة نعرف عواقبها مسبقاً بحكم التاريخ، ووضع اللاعبين تحت ضغط تحقيق اللقب قد ينسف ما بدأ جمال في العمل عليه.
على الورق المنتخب الوطني الآن هو منتخب ضعيف مهلهل غير سوي البناء، بعد الضربات الكثيرة التي توالت عليه، بداية من المشاكل الداخلية، وعدم استقرار الأطقم الفنية، والنتائج السلبية المتكررة، والحديث عن اللقب هو مجرد وهم لا بد من علاجه قبل أن تأتي العواقب الوخيمة.
إذا كان خطاب بلماضي واضحاً وصريحاً أمام وسائل الإعلام، حين أكد أنه لن يقول للاعبين إنه ذاهب الى مصر لتحقيق اللقب، فهذا الأمر سيكون مختلفاً داخل غرف تبديل الملابس، حتى لا يشكل جبهة ضغط، فزلة لسانٍ قد تخلق له مشاكل مستقبلاً، ولهذا لا بد أن يكون الخطاب أكثر ذكاءً بالتفريق بين الجبهتين.
ما قاله بلماضي في حواراته سابقاً عن رغبته في إجراء الدورة بجنوب أفريقيا، سيشكل ضغطاً كبيراً عليه وعلى اللاعبين، إلا أن التجارب السابقة تؤكد أن الجزائر كلما وضعت تحت ضغط مصري، تكون ردّة الفعل قوية ومبهرة.
بالمختصر المفيد، المنتخب الجزائري حالياً قيد التغيير، وفي خضم مرحلة بناء جديدة دون أي شرعيات، لا شرعية أم درمان ولا شرعية البرازيل، والنتائج السابقة هي سلاح بلماضي لتحفيز لاعبيه، غير أن النجاح هو ثمار عمل متناغم بين كل الأطراف، فعلى المدرب حُسن التخطيط، واللاعبين حُسن التنفيذ، والإعلام حُسن الكتابة والتعبير، والجمهور حُسن التشجيع، الحصان الأسود هو السبيل الأحسن لخلق المفاجأة وخطف تاجٍ طال انتظاره لسنين.
وبعد الإعلان رسمياً عن الملاعب التي ستحتضن الكأس، في انتظار اكتمال عدد الفرق المتأهلة، لم تعد تنقص الحفل القاري سوى القرعة التي ستجرى مع بداية شهر إبريل/ نيسان المقبل، ليبدأ العد العكسي لأول بطولة بأربع وعشرين فريقاً.
ككلّ دورة يبدأ الضغط مبكراً على المنتخب الوطني الجزائري بحكم التعداد الذي يمتلكه، وذلك نسبة للأسماء التي تحمل قميص الخضر، ليتم وضعهم في خانة المرشحين لنيل اللقب، وكما جرت العادة، فإن هذه الأمور تتكرر خلال الدورات الأخيرة، وجاءت النهايات عكس الترشيحات، وخرج رفاق حليش خالي الوفاض وبمشاركات متوسطة إلى ضعيفة جداً.
دورة جنوب أفريقيا سنة 2013، تأهل المنتخب الجزائري حينها تحت قيادة البوسني وحيد حليلوزيتش، كأحسن منتخب بنتائج مبهرة خلال التصفيات، وتمكن من خطف الأضواء إليه كأحسن هجوم ودفاع، غير أن المشاركة كانت سلبية الى أبعد الحدود بنقطة يتيمة في اللقاء الأخير الشكلي بحكم الإقصاء المبكر، فلم تنفع الخضر الأرقام الكبيرة ولا عدد التمريرات ولا السيطرة العقيمة على مجريات كل اللقاءات.
الدورة التي تلتها سنة 2015، دخل أشبال المدرب الفرنسي وقتها كريستيان غوركيف، وكانوا فوق السحاب، الجميع ينظر اليهم كأحسن منتخب قاري، بعد مشاركة قوية في مونديال البرازيل قبلها بعام، ورشح الجميع رفاق مجاني لتحقيق اللقب الغائب عن خزائن الجزائر منذ دورة 1990، غير أن الثعلب الفرنسي وأشباله الإيفواريين كان لهم رأي آخر وأنهوا مشوار الخضر مبكراً بالخروج من الدور الثاني.
أما دورة 2017 فقد جاءت مباشرة بعد سطوع نجم المنتخب الجزائر وليستر سيتي وقتها رياض محرز، وحصده لكل الألقاب الفردية سواء في إنكلترا أو الجزائر أو أفريقيا، إضافة إلى الخبرة التي اكتسبتها المجموعة خلال المشاركتين السلبيتين، إلا أن النتائج لم تختلف تماماً عن سابقتيها، وكان الخروج مراً من الدور الأول بنقطتين فقط، ليدخل المنتخب الجزائري في دوامة مشاكل بعدها انتهت بتراجع مستواه وبلوغ مرحلة الضعف حتى الانهزام على أرضه ووسط جمهوره مرتين، وهو أمر لم يحدث لسنوات عديدة.
الآن وبعد أن أمسك جمال بلماضي زمام أمور المنتخب الجزائري، وبدأت ملامح العودة تلوح في الأفق، لا بد من التعلم من أخطاء الماضي، وعدم تكرارها، فالذهاب إلى مصر في صورة المرشح لإحراز اللقب هو مجازفة نعرف عواقبها مسبقاً بحكم التاريخ، ووضع اللاعبين تحت ضغط تحقيق اللقب قد ينسف ما بدأ جمال في العمل عليه.
على الورق المنتخب الوطني الآن هو منتخب ضعيف مهلهل غير سوي البناء، بعد الضربات الكثيرة التي توالت عليه، بداية من المشاكل الداخلية، وعدم استقرار الأطقم الفنية، والنتائج السلبية المتكررة، والحديث عن اللقب هو مجرد وهم لا بد من علاجه قبل أن تأتي العواقب الوخيمة.
إذا كان خطاب بلماضي واضحاً وصريحاً أمام وسائل الإعلام، حين أكد أنه لن يقول للاعبين إنه ذاهب الى مصر لتحقيق اللقب، فهذا الأمر سيكون مختلفاً داخل غرف تبديل الملابس، حتى لا يشكل جبهة ضغط، فزلة لسانٍ قد تخلق له مشاكل مستقبلاً، ولهذا لا بد أن يكون الخطاب أكثر ذكاءً بالتفريق بين الجبهتين.
ما قاله بلماضي في حواراته سابقاً عن رغبته في إجراء الدورة بجنوب أفريقيا، سيشكل ضغطاً كبيراً عليه وعلى اللاعبين، إلا أن التجارب السابقة تؤكد أن الجزائر كلما وضعت تحت ضغط مصري، تكون ردّة الفعل قوية ومبهرة.
بالمختصر المفيد، المنتخب الجزائري حالياً قيد التغيير، وفي خضم مرحلة بناء جديدة دون أي شرعيات، لا شرعية أم درمان ولا شرعية البرازيل، والنتائج السابقة هي سلاح بلماضي لتحفيز لاعبيه، غير أن النجاح هو ثمار عمل متناغم بين كل الأطراف، فعلى المدرب حُسن التخطيط، واللاعبين حُسن التنفيذ، والإعلام حُسن الكتابة والتعبير، والجمهور حُسن التشجيع، الحصان الأسود هو السبيل الأحسن لخلق المفاجأة وخطف تاجٍ طال انتظاره لسنين.