توتي ليس وحده..نجوم عاشوا حياتهم من أجل كرة القدم

09 اغسطس 2015
+ الخط -


كرة القدم هي لعبة الغد، المستديرة التي تصيب كل من يقترب منها بالعشق والجنون، وتظل حكاية الذكريات حاضرة بقوة وسط الجماهير والعشاق، لأنها تجعلهم على مقربة من أحداث مرتبطة دائماً بالمباريات الكبيرة ونجومها المميزين. خلال مباراة جوان غامبر الأخيرة كمثال بين برشلونة وروما، حرص معظم نجوم الأحمر والأزرق على التقاط صور تذكارية مع توتي، قيصر روما. ميسي ورفاقه الذين حصدوا كل شيء ممكن خلال السنوات الماضية، وجدوا في الكابتن الإيطالي أيقونة احترمت اللعبة عبر سنوات طويلة، فاحترمتها كافة عناصرها في ما بعد.

ويعتبر فرانشيسكو لاعباً ذا حظ كبير، لأنه استمر في ممارسة اللعبة مع ناديه روما، ولم ينتقل إلى فريق آخر، لكن هناك أيضاً أسماء كروية أخرى، صحيح أنها لم تنل شهرة وعظمة الإيطالي، لكنها أيضاً أعطت الجلد المنفوخ كل ما تملك من جهد وعمل طيلة فترات لا تُنسى، ولا تزال بصمتهم حاضرة داخل المستطيل الأخضر حتى هذا اليوم.

جوهرة اليورو
شهدت بطولة يورو 2008 مولد جديد للكرة الإسبانية، بعد فوز منتخب الماتادور باللقب، في ظل تألق غير طبيعي للثنائي تشافي وإنييستا خلف نجوم الهجوم توريس ودافيد فيا، لكن برز خلال هذه الدورة نجم فياريال السابق، ماركوس سينا، وكان النجم التكتيكي الأبرز وفق منظور خبراء اللعبة.

أعاد المدرب أراجونيس القيمة للارتكاز، حينما لعب بالبرازيلي الإسباني ماركوس سينا، خلف الرباعي سيلفا، سيسك، تشافي، وإنييستا في طريقة لعب 4-1-4-1. لا يصعد سينا كثيراً إلى الأمام، لكنه يقدم كل الإضافة والدعم للاعبي الوسط، وبدون هذا اللاعب، لتم إرهاق الإسبان أثناء التحولات والمرتدات.

دور سينا يُطلق عليه المتابعون اسم "The Makelele Role"، في إشارة واضحة إلى الفرنسي كلود ماكيليلي، وأهميته في قطع الكرات أمام رباعي الدفاع. ولم يبتعد سينا أبداً عن الملاعب حتى الوقت الحالي، وقرر مواصلة الاحتراف في أميركا مع نادي كوزموس، الفريق الذي يلعب ضمن صفوف الدرجة الثانية.

طوّر مركز سينا من الخطط التكتيكية خلال عام 2008، وعادت أهمية لاعب الارتكاز مرة أخرى في البطولات الكبيرة، ورغم أنه لم يحصل على حقه الإعلامي والجماهيري، إلا أنه استمر في لعب كرة القدم، مثله مثل توتي.

السوبر ديبور
صعد فريق لاس بالماس إلى دوري الدرجة الأولى الإسباني، والمفاجأة السارة في الإنجاز، برزت في وجود الدولي السابق خوان كارلوس فاليرون ضمن قائمة الفريق الصغير، النجم الذي صال وجال مع ديبورتيفو لاكرونيا في بدايات الألفية الجديدة، وكتب تاريخاً كروياً حقيقياً من الصعب نسيانه أو محوه.

فاليرون صاحب لمسة خاصة، ويملك ذكاء كروياً خارقاً، من أفضل اللاعبين الإسبان من حيث التحرك والحصول على مكان ممتاز بالملعب، يصنع الأهداف ويسجلها ببراعة في شباك المنافسين. لم يكن يلعب فقط في عمق الملعب، بل يتحرك بحرية إلى الأطراف، ويقوم بعمل التحول مع أجنحة لاكرونيا في تبادل رائع للمراكز.

لاعب يجيد لعب أكثر من دور داخل الملعب، صانع اللعب المتقدم، لاعب الوسط الحر، المهاجم "التسعة ونصف" الذي يجيد التسجيل والتمرير. يقول فاليرون "أعلم أن اللعبة صارت بدنية أكثر، لكنني أستمتع باللعب حتى آخر لحظة في حياتي الكروية"، لذلك يقرر الشجاع الاستمرار في الملاعب حتى العودة من جديد إلى مصاف الكبار في الدوري الإسباني.

الكوتشو
خلال مباراة إنتر ميلان وبرشلونة في نصف نهائي الأبطال 2010، تعامل الطليان مع ميسي بمنهى الذكاء، مواطنه كامبياسو كان هو الحل.. استخدم مورينيو سياسة الرقابة الفردية برفقة دفاع المنطقة، كلما يستلم ليو الكرة يلعب أمامه كامبياسو، وإذا تقدم أكثر في الثلث الأخير، يصعد مدافع زميل لكي يقابله، وقدم "الكوتشو" الأرجنتيني مباراة العمر في الطريق نحو النهائي في سانتياغو برنابيو.

بعد رحلة إنتر الطويلة، لم يكتفِ كامبياسو بما قدم، وقرر مواصلة اللعب في الدوري الإنجليزي برفقة ليستر سيتي. ورغم تقديم النادي عرضاً جديداً للخبير اللاتيني، إلا أنه حاول الاستمرار في مكان آخر. يُقال إن مورينيو قد خاطبه للذهاب إلى تشيلسي لمدة موسم، لكن كل الطرق تقود الأرجنتيني إلى بلاد اليونان، مع البطل الإغريقي أولمبياكوس.

يعشق إستيبان هذه اللعبة، يفهمها بكل تفاصليها وخباياها، ويعتبر من القلائل الذين يتوقع لهم مستقبل كبير في عالم التدريب بعد الاعتزال، لأنه يمثل دور المدرب داخل الملعب مع أي فريق يلعب معه. كامبياسو يستحق الذكر والتقدير، لأنه أعطى الكثير والكثير، ومستمر في تفانيه حتى إشعار آخر، كرمز من رموز الوفاء في كرة القدم.

لمتابعة الكاتب

المساهمون