هو طارق ذياب نجم منتخب تونس في مونديال 1978 ولاعب الترجي التونسي، الذي جمع بين الكرة والسياسة على اعتبار أنه اللاعب الوحيد الذي تقلّد حقيبة الشباب والرياضة بعد الثورة التونسية، كما يعمل محللاً بشبكة قنوات "بي إن سبورتس".
طارق ذياب نزل ضيفاً على "العربي الجديد" ليقدم قراءة بأمم أفريقيا، التي تدور فعالياتها في مصر، ومشاركة منتخب تونس. كما تحدث عن شؤون أخرى.
جمع طارق ذياب بين الكرة والسياسة، على اعتبار أنه تقلّد حقيبة الشباب والرياضة بعد الثورة التونسية، كما أمسى طارق ذياب واحداً من أفضل المحللين الرياضيين في شبكة قنوات "بي إن سبورتس".
بوصفك متابعاً لكأس أفريقيا، ماذا حدث لنسور قرطاج؟
للأسف، وقعنا في نفس أخطاء المونديال الروسي، نتائج المباريات التجريبية التي سبقت كأس العالم مع إسبانيا والبرتغال وإيران جعلتنا نحلم ونُمنّي النفس بمونديال كبير، لكن النتائج لم تكن في مستوى التوقعات، واليوم يتكرر السيناريو، أخطأنا في التقدير، وخاصة بعد الفوز على منتخب كرواتيا وصيف المونديال في عقر دارها.
وأعود لأقول من واقع خبرتي بأن المباريات الودّية التي تسبق المسابقات الرسمية ليست مقياساً، وللأسف أعطت انطباعاً خطأً للجهاز الفني واللاعبين والجماهير. وتشبه هذه المباريات "الحمل الكاذب"، مباراة كرواتيا على سبيل المثال لم تلق بثقلها في المباراة أمام تونس ولم تشرك نجومها، لأنهم كانوا يعانون من الإرهاق بعد موسمٍ طويل في الدوريات الأوروبية فتركوا الفرصة للاعبين شبان.
في مونديال روسيا على سبيل المثال لم نشاهد حارس إنكلترا في الشوط الثاني، ثم أحرزنا هدفاً من كرة ثابتة (ضربة جزاء)، وتعرضنا بعدها لكارثة أمام بلجيكيا، وقبل المونديال لعب المنتخب مباريات قوية لكنها لم تكن مقياساً لأن المباريات التجريبية كانت في واد والمباريات الرسمية في واد آخر.
بالعودة لمباراة مالي أين أخطأ المدرب آلان جيراس في تقديرك؟
جيراس لم يكن يعرف اللاعبين في المباريات التجريبية، وهو اكتشفهم في كأس أفريقيا أمام أنغولا ومالي. والمباريات التجريبية، كما ذكرت، أعطته انطباعاً خطأً، ثم إن إشراف ثلاثة مدربين على منتخب تونس في أقلّ من عام كان له انعكاس سيئ من الناحية الفنية على اللاعبين. أنا شخصياً ألقي اللوم على المساعدين وهم تونسيون يعرفون اللاعبين وإمكاناتهم، وكان عليهم أن يساعدوا المدرب.
مباراة مالي شهدت تحسناً نوعياً في الأداء، لكن هناك حلقة وصل كانت مفقودة، ما هي؟
عندما سحبت قرعة البطولة الأفريقية الكل هلّل، وقال إن منتخب تونس سيكون في طريق مفتوح وخاصة أن القرعة أوقعتنا مع منتخبات في المتناول، واليوم نجد أن نسور قرطاج لم يحصدوا سوى نقطتين في هذه "المجموعة السهلة"، نتائجنا مقارنة بالآخرين كارثية، عندما نعلم أن مدغشقر التي تشارك لأول مرة حققت الفوز، وكينيا الفريق المتواضع فاز أيضاً، وبقية المنتخبات العربية حققت الفوز، أعود وأقول إن المدرب اكتشف اللاعبين وإمكاناتهم أمام أنغولا ومالي وكان على مساعديه أن يقدموا له تقارير ليكون على دراية.
رئيس اتحاد الكرة التونسي وديع الجريء كان يفاخر قبل المونديال، ويقول إن منتخب تونس تصنيفه على العالم 14 لكن النتائج تقول غير ذلك، أعتبر هذه التصريحات مغالطة للرأي العام لأن الحديث عن التصنيف 14 على العالم يعني أن تونس مرشحة للمنافسة على كأس العالم، والحال أننا لم نصل إلى مناطق المنتخب الإنكليزي وسجلنا هدفاً من ركلة جزاء، ولم نصل إلى مرمى الأسود الثلاثة في الشوط الثاني، ومن المهازل الأخرى أن فخر الدين بن يوسف تم اختياره أفضل لاعب، وكان دوره دفاعياً في تلك المباراة وهو للعلم يشغل مركزاً هجومياً، ثم خسرنا بالخمسة أمام بلجيكا ولا أعتقد أن منتخباً مصنفاً في المركز الرابع عشر يخسر بهذه النتيجة.
تعتقد أن المدرب نبيل معلول أسوأ من آلان جيراس؟
لا المشكلة ليست في المدرب، المشكلة في تقديري بالجو العام داخل المنتخب، أعود وأكرر أن مسألة التصنيف "كذبة كبيرة"، وإلا بماذا نفسر أن منتخب أنغولا الذي يحتل التصنيف 122 على العالم كاد أن يفوز علينا ومالي تصنيفها 66 على العالم، أجبرتنا على التعادل، وأعتقد أن تصريحات رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء فيها مغالطة.
لكن رئيس الاتحاد يفاخر بأن عهده شهد وصول الأندية التونسية للنهائيات الأفريقية وفوزها بالألقاب؟
الأندية التونسية حققت البطولات بجهودها وإمكاناتها الخاصة، على سبيل المثال، الترجي هيمن على أفريقيا بفضل رئيسه حمدي المدب، لهذا يجب عدم استثمار جهد الآخرين، وتأهلنا لكأس العالم ليس جديداً لأننا بلغنا المونديال من قبل أربع مرات.
كيف ترى حظوظ منتخب تونس للتأهل للدور الثاني؟
أرى أن التأهل شبه مضمون ويكفي الفوز على المنتخب الموريتاني الذي يبدو في متناولنا، لكي نبلغ الدور الثاني، لكن لا ننسَى أننا سنصطدم بمنتخبات قوية وستبدأ الأمور الجدية في الدور القادم.
المنتخبات العربية كيف رأيتها؟
شاهدنا منتخباً مغربياً من العيار الثقيل. أمتعنا في المباراتين أمام ناميبيا وكوت ديفوار، وأتوقع أن يذهب المغاربة بعيداً، والمنتخب الجزائري كان رائعاً في أدائه والمدرب بلماضي عرف كيف يتعامل مع اللاعبين ومع المباراتين، وسيكون منتخب الخضر أحد المرشحين أيضاً، في المقابل حقق المنتخب المصري نتائج جيدة، لكنّ أداءه بشهادة الإخوة في مصر لم يكن مقنعاً، وأتوقع أن الدور الثاني ستتغير فيه المعطيات.
بالمناسبة، ألا تعتقد أن أداء محمد صلاح الباهت حتى الآن بسبب الضغط المسلط عليه؟
هذا طبيعي، وأعتقد أن كل اللاعبين الكبار يتعرضون للضغط، ميسي مثلاً مضغوط في برشلونة والأرجنتين وسواريز أيضاً في البلاوغرانا، ونيمار أيضاً لا يشذ عن القاعدة ورونالدو، لكن أعتقد أن صلاح تعوّد على هذا الضغط في "البريمييرليغ" وهي بطولة قوية وليفربول ليس فريقاً عادياً، وأتصور أنه تعوّد على هذه الوتيرة من الضغط.
مونديال قطر 2022 كيف تراه وأنت تعيش في الدوحة؟
قد تكون شهادتي مجروحة، لكن قطر تتطور ووضعت استراتيجية وحققت أهدافاً على صعيد البنية التحتية والملاعب والمواصلات، أعتقد أن قطر ستكون جاهزة لكسب هذا التحدي العالمي بفضل الرؤية الثاقبة لقيادتها، ونتمنى أن تنظم قطر مونديالاً سيذكره التاريخ.