رغم وداع نجوم اللعبة، واعتزالهم للساحرة المستديرة، إلا أن ذكرى الكثير من اللاعبين خلال تألقهم وأرقام ارتبطت بمسيرتهم، تبقيهم بذاكرة مناصريهم لفترة طويلة، مهما تقدمت الأيام والسنوات.
ويملك نجم "أسود الرافدين" الأسبق مهدي كريم، وأحد أساطير اللعبة في العراق، مسيرة حافلة واستثنائية مع الأندية والمنتخبات التي لعب لها، وامتدت لأكثر من 15 عاماً.
وقرر نجم جيل 2007 المتوج بلقب أمم آسيا، الاعتزال وكتابة أسطر الوداع في الثامن والعشرين من فبراير/شباط عام 2018، في مباراة ودية لمنتخب العراق أمام السعودية، والتي أقيمت على ملعب "جذع النخلة" في البصرة، في كرنفال رائع وحدث استثنائي بحضور أكثر من 65 ألف متفرج، حيث كانت المباراة الرسمية الأولى على ملعب البصرة الدولي وشهدت كسر الحظر على ملاعب العراق.
وساهم مهدي كريم الملقب بـ"النفاثة" لسرعته الفائقة، بعدة إنجازات تاريخية مع منتخب بلاده، حيث حقق المركز الرابع في أولمبياد أثينا 2014، قبل أن يحصد اللقب التاريخي في كأس آسيا 2007، في حدث ما زال العراقيون يتذكرون لحظاته لغاية يومنا هذا.
وشارك كريم في بطولة كأس القارات 2009 في جنوب أفريقيا، والتي غادرها منتخب العراق من دور المجموعات برصيد نقطتين، ومن دون أن يسجل أي هدف، رغم الأداء الكبير أمام منتخبات المجموعة الأولى (جنوب أفريقيا وإسبانيا ونيوزلندا).
ولم يتمكن اللاعب الذي كتب حروف الإنجاز مع "أسود الرافدين"، من تحقيق حلم التأهل للمونديال، رغم مشاركاته لثلاث مرات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
ولايزال النجم المتألق يحتفظ برقم استثنائي في مسيرته الاحترافية، كونه اللاعب العراقي الوحيد الذي احترف بثلاث قارات في أربع سنوات (آسيا وأوروبا وأفريقيا)، مع أندية الخور القطري وأهلي طرابلس الليبي، وآبويل القبرصي والذي خاض معه ملحق دوري أبطال أوروبا، ولكنهم فشلوا في التأهل لدور المجموعات.
وعُرف عن مهدي كريم، اللاعب الذي مثل أندية النفط والطلبة والشرطة وأربيل محلياً، الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه، وهذا الشيء جعل المدربين الذين يشرفون على تدريبه مع المنتخبات والأندية يعملون على توظيفه بأكثر من مركز، ليتمكن من اللعب في جميع أرجاء الملعب، باستثناء مركز قلب الدفاع وحارس المرمى.
وكانت أهم الألقاب التي حققها اللاعب خلال مسيرته الكروية مع الأندية، الفوز بلقب الدوري العراقي لثلاث مرات (2002-2009-2012)، والكأس والدوري القبرصي مع فريق أبويل.
واتجه مهدي كريم لاستكمال الدراسة والحصول على الشهادات العليا، فيما تم تعيينه بمنصب المدير الإداري لمنتخب العراق الأولمبي في عام 2020.