وكان تركيز الجميع منصبًا على تشافي هيرنانديز، بعد الخيار المثير الذي اتخذه برفضه قيادة برشلونة في الوقت الحالي، والاستمرار مع فريقه السد القطري، إذ سيطرت حالة من الفضول على الجميع، واستندت إلى سؤال واقعي جداً وفحواه: "هل سيكسب تشافي أول تحدياته بعدما رفض حلم حياته كما يقول؟".
ولعل العنوان الذي خرجت به صحيفة "ماركا"، المعروفة بميولها المدريدية، يأتي ليعبّر عن واقع الحال إذ عنونت: "تشافي قال لا لبرشلونة و"نعم" للفوز بلقبه الثاني في قطر".
الصحيفة، التي تغنت بإنجاز تشافي، بدت وكأنها تلجأ إلى التشفي ببرشلونة، إذ إعتبرت أن رفضه تدريب ناديه السابق صب في مصلحته، بعدما قدّم لاعبوه أداء مبهراً في نهائي كأس قطر، وسيطروا على خصمهم، لينال المدرب الإسباني لقبه الثاني في "وطن المونديال".
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أن الفرصة متاحة أمام تشافي لاكتساب المزيد من الخبرة في قطر، قبيل اتخاذه قرار العودة إلى النادي الكتالوني مدرباً للفريق الذي سبق له وأن تألق في صفوفه لاعباً.
ويمكن القول إن تشافي ضرب سلسلة من العصافير بحجر واحد، إذ أثبت أولاً صحة اختياره الشخصي بالاستمرار مع فريق مُتمكن، محلياً وقارياً، اكتسح متصدر الترتيب العام في الدوري هذا الموسم، كما نجح في ترميم "ثقة" كانت قد اهتزت في الفترة الأخيرة لدى اللاعبين بعد الخروج من دوري أبطال آسيا، وتعرضهم لخسارة قاسية في مونديال الأندية أمام الترجي التونسي، وأخيرًا رد الصاع صاعين لمدرب الدحيل البرتغالي روي فاريا، الذي سبق وتفوق عليه في الدوري بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد.
وجاءت مسابقة كأس قطر في هذا التوقيت لتُعيد لـ"عيال الذيب" الرهبة والهيبة، وتمنح لاعبيه الشحنة المعنوية الكافية لاستعادة دور الطليعة في المنافسة على لقب دوري نجوم قطر، بعدما عاندته الظروف ووضعته في المركز الثالث خلف الدحيل (المتصدر) والريان (الوصيف).
ولم تذهب صحيفة "آس" المدريدية بعيدًا عن الموضوع، حيث رصدت تصريحاً لافتاً للبلغاري ديميتار بيرباتوف، نجم مانشستر يونايتد سابقاً، وقال فيه: "تشافي فعل الصواب برفضه برشلونة".
وفي تصريحه للصحيفة، أكد النجم الأسبق لـ"الشياطين الحمر" صوابية قرار تشافي في رفضه تولي الإدارة الفنية للبرسا في الوقت الحالي، معتبرًا أنه رفض تولي الفريق في منتصف الموسم.
وأشار النجم البلغاري السابق إلى أن قائد برشلونة الأسبق لديه الوقت الكافي لأن يصبح مدرباً لبرشلونة في المستقبل القريب، وهو ما قد يحدث في غضون سنتين أو أكثر.
من جانبها، لجأت الصحف الكتالونية إلى نشر فيديوهات خاصة لتشافي مع فريقه، وهو يحتفل في غرف الملابس عقب المباراة.
وقالت صحيفة "سبورت"، التي تدور في فلك برشلونة: "بهذا الفوز، تلقى تشافي دفعة معنوية مهمة مع السد، منح فريقه الحقنة المطلوبة لاستعادة الثقة والحيوية، بالنظر إلى الثقة التي اهتزت في الآونة الاخيرة بعدما تراجعت نتائج الفريق".
وأكدت "سبورت" أن تشافي سيعمل بعد هذا الإنجاز على تصويب البوصلة باتجاه لقب بطولة الدوري حيث يحتل حالياً المركز الثالث، متخلفًا بفارق 7 نقاط عن الريان الثاني و9 عن الدحيل المتصدر، مع مباراة أقل للسد.
وحذت صحيفة "موندو ديبورتيفو" حذو "سبورت"، ونشرت فيديو على موقعها الرسمي للاحتفالات في غرف الملابس، تحت عنوان: "تشافي بطل كأس قطر".