كرويف(أحب كرة القدم)4:تصعيد اللاعبين وأسخف ما في كرة القدم!

09 يوليو 2015
+ الخط -

يستكمل العربي الجديد تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كتب حول أسرار الساحرة المستديرة وعالم نجومها، ونستكمل معاً الحلقة الرابعة من كتاب الأسطورة الهولندية يوهان كرويف "أحب كرة القدم".


التصعيد
"من ضمن المفاهيم الخاطئة أيضاً في عالم الكرة الانتظار وقتاً أطول من اللازم لتصعيد لاعب إلى الفريق الأول أو لفئة عمرية مختلفة.. لا يجب تقييم اللاعب بناء على سنّه بل على جودته.. إذا ما أظهر لاعب عمره 12 عاماً أن لديه ما يتفوق به فنياً على باقي زملائه فيجب تصعيده ليلعب مع من هم أكبر سناً لكي يتحسن.. هذا الأمر سيجعله يكافح بصورة أكبر لأنه لن يشعر بالراحة ويرضى بما يعرفه، سيجد حافزاً جديداً وبكل بساطة سيصبح مجبراً على مواصلة التعلم والسعي وراء المزيد".

"أنا على سبيل المثال خضت تجربة مشابهة وساعدتني كثيراً حينما لعبت مع فئات عمرية أكبر مني نظرياً.. في فريقي الأصلي كنت أسير بالكرة وأراوغ واحداً واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وربما حتى ستة منافسين، وكان المدرب يأمرني بتمرير الكرة بصورة أكبر ولكن لم أكن آبه برأيه أو كلماته، ولكن حينما صعدوني لفئة أكبر عمرياً، ربما كنت أنجح في مراوغة الأول والثاني وأحياناً الثالث ولكن حينما كان يظهر الرابع، كان ينتهي الأمر بي ملقياً على الأرض دون كرة.. هذا الأمر يعلمك متى تتخلى عن الكرة وكيفية قراءة الملعب واتخاذ القرارات بسرعة وفاعلية أكبر".

"في بعض الأحيان أُصاب باليأس حينما أشاهد لاعبين عمرهم 21 عاماً لا يزالون يلعبون في الفرق الثانية لأندية كبرى دون خوض أول مباراة لهم في الدرجة الأولى، ما يمكن أن يقدمه هؤلاء اللاعبون الشباب للفريق ليس بالشيء الهين.. لا يمكنك مطالبتهم بحمل ثقل الفريق بين ليلة وضحاها، هذا صحيح، بل فقط القيام بما يعرفون والتعلم.. في المستقبل سيحين لهم الوقت الكافي ليصبحوا (الأبقار المقدسة) لفرقهم ولكن ليس في بداية مشوارهم".

"بالنسبة لي فإن وجود فتى مهاري جديد في الفريق يعد أمراً جيداً، فهو دائماً ما يضيف شيئاً للعب ولباقي اللاعبين مثل عنصر المفاجأة والجرأة والخيال والقدرة على إرباك الخصم.. يجب على هذا اللاعب أن يتعلم ويكتسب الخبرة، ولكن لمواصلة التعلم يجب أن يشارك مع الفريق الأول ومحاولة تغطية ظهره داخل وخارج الفريق".


أسخف ما في كرة القدم
"أسخف ما في العالم هو الجمهور والصحافة والإداريون حينما يطالبون لاعباً شاباً في كل مباراة بأن يكون حاسماً وعبقرياً وفناناً ورائعاً ولا ينسى لأن النتيجة الطبيعية التي ستحدث بعد كل هذا هي ارتكابه الكثير من الأخطاء والتجاوزات والسقطات بسبب الضغط والارتباك لتبدأ الشكاوى بعد ذلك ضده من قبل الجمهور وربما الفريق".

"لا يتوقف الأمر عند هذا بل ربما يستاء لاعبون من كثرة تصرفاته العبقرية مع الكرة ويقررون عدم التعاون معه وفي النهاية سيفضل المدرب عدم الاعتماد عليه وإجلاسه على الدكة وربما عدم ضمه لقائمة الفريق من الأساس.. هذا أمر مؤسف للغاية لأن الضغط النفسي يكون مرتفعاً وفي بعض الأحيان تكون حجة الإصابات هي الغطاء المناسب لحمايته".

"البعض اتهمني بأنني لم أشرك إيفان دي لا بينيا (لاعب برشلونة وإسبانيول المعتزل) بالصورة الكافية، ولكن الحقيقة أن الظروف المحيطة هي التي لم تسمح له بحيازة الوقت الكافي، الذي لو كان موجوداً لكان حصل على الغطاء المناسب لكي يستمر.. الأمر كان مؤسفاً.. لذا أفضل ألا يظهر أحد ليتهمني بأنني لم أدفع بإيفان كثيراً حينما كنت مدرباً لبرشلونة، لم يكن من المنطقي أن يلعب كل المبارايات وعمره لا يزال 18 عاماً، نصف المبارايات كان العدد الكافي".

المساهمون