ويبدأ حمادة صدقي مشواره مع الهلال السوداني اليوم الاثنين وسط صعوبات كبيرة، أبرزها تراجع ترتيب النادي إلى المركز الثالث في جدول الترتيب برصيد 25 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن المريخ المتصدر، إلى جانب التاريخ الطويل للأزمات والجدل الذي يصاحب تجارب المدربين المصريين في الهلال بشكل خاص والكرة السودانية بشكل عام، إذ تشير سجلات التاريخ إلى تحقيق المدرب المصري لنجاحات لا بأس بها في البداية، ورحيل درامي بالنهاية عبر سلسلة من المشكلات.
وبالنظر إلى تاريخ نادي الهلال نجد تجربة ناجحة فنياً مع مدربه المصري مصطفى يونس، الذي حقق معه عدة انتصارات كاد معها أن يحرز لقب بطل الدوري السوداني في عام 2003، لكن جرى إلغاء الموسم بقرار من الاتحاد السوداني لكرة القدم، بسبب خلافات بين النادي والاتحاد حول أحقية انضمام 5 لاعبين من الهلال للمنتخب واللعب من دون الدوليين.
ورفض يونس حينها جميع القرارات، وساهم باشتعال الأزمة بين الطرفين، لكنه أنهى مسيرته بشكل درامي وعقب تصريحات نارية اتهم فيها مجلس إدارة الفريق بالتآمر عليه بمساعدة قطاعات جماهيرية هتفت ضده، بسبب خلافات حول الصفقات الجديدة وقيده للاعبه عمر بخيت بالقائمة.
وتلقى المدرب يونس هزيمة مذلة لا تنسى أمام بلدية المحلة المصري بأربعة أهداف مقابل هدفين في مواجهة الفريقين بدور الستة عشر في كأس الأندية الأفريقية أبطال الكؤوس عام 2003، كانت سبباً باشتعال التوتر في علاقة الطرفين، ليرحل مصطفى يونس في تجربة انقسم عليها الكثيرون مابين أصوات تراها ناجحة وأخرى تراها غير موفقة ومليئة بالأحداث الدرامية.
بعد مصطفى يونس جاءت تجربة طارق العشري التي جرت أحداثها في عام 2016 حملت سيناريو مكرراً للتجربة الأولى، بعد أن نجح العشري بتحقيق لقب بطل الدوري السوداني، عقب منافسة شرسة مع المريخ، وقدّم عروضاً جميلة واكتشف أكثر من لاعب في تشكيلة الهلال، لكنه دخل بخلافات كبيرة مع الإدارة في ذلك الوقت، ما دفعه إلى الاستقالة بشكل فريد من نوعه.
وأعلن العشري عن رحيله من منصبه عبر تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" برفقة مدرب الأحمال، وسافر من الخرطوم إلى القاهرة من دون علم إدارة النادي التي سارعت فيما بعد لإصدار بيان هاجمت خلاله العشري بشراسة، وقررت عدم التعاون معه مستقبلاً في قيادة الفريق السوداني، وهو القرار الذي لا يزال سارياً ورفضت معه الإدارة التفاوض مع العشري قبل قدوم صلاح آدم لتولي تدريب الفريق.
كما كانت هناك تجربة مصرية ثالثة كبرى، لكن في نادي المريخ السوداني، حين تسلم حسام البدري الفريق في عام 2011، وقاده للفوز ببطولة الدوري السوداني، لكنه اصطدم مع الإدارة واختلف مع جمال الولي وفشل قارياً، ليرحل البدري بعد أول موسم له في المريخ رغم أن عقده، الذي كان ينص على العمل لموسمين 2011-2012.
ووسط هذه الأمواج، يخوض المدرب المصري حمادة صدقي التجربة الجديدة في الهلال بحثاً عن حلم الفوز ببطولة الدوري، والمنافسة على بلوغ المباراة النهائية في دوري أبطال أفريقيا بالنسخة الحالية.