(بالأرقام) لماذا يستخدم العرب مواقع التواصل الاجتماعي؟

28 مارس 2016
(Getty)
+ الخط -
ما إن انطلقت شرارة الثورات في بعض الدول العربية حتى ازداد ارتباط مئات آلاف الاشخاص بمواقع التواصل الاجتماعي، فغدت منصاتهم الافتراضية تعبر عن شخصياتهم، كما ازداد تفاعل المواطنين مع الحكومات. فلم تعد الأحداث والجرائم، حكراً على نشرات الأخبار والبرامج. ففرض تأثير الحدث على العديد من الدول العربية تواجداً فعالاً لها على تلك المواقع، لخلق مساحة من النقاش والتفاعل، كونها جزءا من المجتمع.

كما بات التفاعل الإلكتروني يحفز أجهزة هذه الحكومات على التحرك، فلا يمكن تجاهل نقاشات ومطالب اجتماعية على موقع للتواصل، وأن تخفى مشكلة يضج بها البلد. وفي هذا الإطار، جاء تقرير "قمة رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب"، لقياس انطباعات وسلوك مستخدمي هذه المواقع في العالم العربي، وتقديم وصف لعاداتهم في استخدامها، الى جانب تسليط الضوء على آثار وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والاقتصاد وممارسة الأعمال.
وشملت الدراسة عينة من 7000 شخص يتوزعون على 18 دولة عربية، كما أنها شملت 6 منصات للتواصل الاجتماعي هي "لينكد إن"، "فيسبوك"، "تويتر"، "غوغل بلاس"، "يوتيوب"، "واتساب".

الأكثر استخداماً
يعتبر كل من "فيسبوك" و"واتساب" الأكثر استخدامًا، إذ تبادلا المركز الأول على صعيد نسبة عدد المستخدمين في الدول العربية. فأتت نسبة مستخدمي فيسبوك 87 بالمئة ونسبة استخدام
"واتساب" 84 بالمئة أي بفارق 3 بالمئة فقط، يليهما موقع يوتيوب (المملوك من شركة غوغل) بـ39 بالمئة، ثم "تويتر" و"إنستاغرام" بنسبة 30 بالمئة، وأخيرا "لينكد إن".
وذكر التقرير أن كل شخصين من أصل خمسة في العالم العربي لديهما حساب على "فيسبوك"، وهو الموقع المفضل لدى رواد مواقع التواصل.

كيف تنقسم مواقع التواصل على العالم العربي؟
أما الدول الأكثر تفضيلا لـ"فيسبوك" هي الأردن بنسبة 63 بالمئة، يليها كل من ليبيا وفلسطين بنسبة 50 بالمئة لكل منهما، ثم لبنان والسعودية بنسبة 24 بالمئة.
بلغت نسبة الذين يستخدمون "فيسبوك" يوميًا حوالى 89 بالمئة، وكانت معدلات الاستخدام الأعلى في فلسطين والعراق بنسبة 99 بالمئة التي تعد عالية جدا، بينما نسبة استخدام "فيسبوك" الأقل في العالم العربي في البحرين والسعودية.

أما تطبيق "واتساب" فيشترك فيه حوالى 84 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين شملتهم الدراسة، فقد بلغ نسبة الذين يستخدمونه يوميًا حوالي 96 بالمئة، وكانت معدلات الاستخدام الأعلى في الجزائر وفلسطين والعراق، والأدنى في الأردن. أما من حيث عدد المستخدمين فتبادل كل من لبنان وسورية المرتبة الأولى بنسبة 99 بالمئة و98 بالمئة على التوالي، وبينما كان أقل معدل للمستخدمين الذين لديهم اشتراك في و"اتساب" حاليا في فلسطين بنسبة 47 بالمئة.

والجدير ذكره أن أكثر من 4 من بين كل 5 مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي لديهم "واتساب" عبر هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر اللوحي الخاصة بهم.
أما تطبيق "إنستاغرام" فيشترك فيه ثلث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي حاليًا. وكانت معدلات الاستخدام الأعلى في الإمارات والمغرب بينما سُجل أدنى معدل اشتراك حاليا في سورية، علما أن نسبة الذين يستخدمون انستاغرام في العالم العربي يوميا 82 بالمئة تقريبًا.

أما "تويتر" فقد بلغت نسبة الذين يستخدمونه يوميًا حوالي 39 بالمئة في العالم العربي، علمًا أن السعودية والإمارات حصدتا الأعلى تفضيلا للموقع بنسبة 12 بالمئة و9 بالمئة على التوالي، في حين كان أدنى معدل في مصر بنسبة 1 بالمئة من إجمالي عدد المستخدمين.

أما موقع "يوتيوب"، فيقوم حوالى 66 بالمئة من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي باستخدامه يوميا. وكانت معدلات الاستخدام الأعلى في الأردن تليها فلسطين 75 بالمئة و74 بالمئة على التوالي، وهم الأقل في لبنان بنسبة 56 بالمئة. علمًا أن قطر والبحرين الأعلى تفضيلا للموقع في حين لم يكن الوسيلة المفضلة لدى المستخدمين في سورية.

أما "غوغل بلاس" فبلغت نسبة استخدامه في العالم العربي حوالي 29 بالمئة فقط، وهو يعد ضعيفا نوعا ما، وكانت معدلات الاستخدام الأعلى في كل من لبنان والمغرب بنسة 58 بالمئة و48 بالمئة على التوالي، في حين كانت أدنى معدلات في كل من السودان وفلسطين بنسبة 17 بالمئة و18 بالمئة على التوالي، هذا وكان معدل تفضيل الموقع منخفضا جدا بالنسبة للمستخدمين الذين شملتهم الدراسة، حيث ذكر التقرير أن 2 بالمئة فقط من إجمالي المستخدمين يفضلون "غوغل بلاس".


اقرأ أيضاً: وسائل التواصل قد تفقدك عملك... كيف تتجنب ذلك؟

انطباعات العرب
ينظر المستخدم العربي بشكل عام الى وسائل التواصل الاجتماعي بإيجابية، وبأنها تسهم في تحسين نوعية حياة الأفراد، وتعود بالنفع على الأعمال، وعلى التواصل مع الحكومات. لكن في الوقت نفسه، ليس لديه ثقة في هذه الوسائل، ويعتقد أنها، على الرغم من فائدتها، تحمل آثارًا سلبية على العادات العربية والثقافة المحلية، منها: تقلل التفاعل الشخصي بين الناس، التفكك الأسري، تزايد الكسل والخمول، خطر التعرض إلى مواد غير لائقة، تضعف مهارات التواصل، معلومات غير دقيقة ومضللة في بعض الأ„حيان.

لماذا يستخدمها العرب؟
يستخدم أكثر من نصف المستخدمين في العالم العربي وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناس بشكل أساسي، في حين جاء الحصول على المعلومات، ومشاهدة مقاطع الفيديو، والاستماع إلى الموسيقى ومشاركة الصور، كثاني أهم سبب لاستخدامها. وتعتبر المحادثات هي النشاط الأكثر شيوعا بين المستخدمين العرب، يليها قراءة المدونات التي ينشرها مستخدمون
آخرون.

متى يستخدمونها؟
ويقضي ثلت المستخدمين أقل من 30 دقيقة تقريبا في الجلسة الواحدة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن 5 بالمئة يقضون أكثر من 4 ساعات في كل جلسة، وينشط أكثر من النصف في ساعات المساء.

أنواع مستخدمي وسائل التواصل
يمكن تصنيف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب بحسب سلوكهم ومواقفهم على خمس مجموعات. 


1- المؤثرون: هم في مجتمعاتهم، قادة منخرطون في العديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية والسياسية والمهنية، يستخدمون هذه الوسائل لتحقيق نجاحات شخصية ومهنية، كالإعلان عن خدمة يقدمونها أو للحصول على وظيفة وتطوير شبكة العلاقات المهنية، وهم ديناميكيون وسريعو التكيف ومقتنصون للفرص.

2- الهاربون من الواقع: حساسون وخجولون لا يفضلون الاختلاط مع الناس ومواجهتم، تمنحهم وسائل التواصل الاجتماعي حصنا واقيا يسهل عليهم مواجهة الناس، وهم إجمالاً طيبون وليس لديهم قائمة كبيرة من الأصدقاء.

3- المستكشفون: هي فئة منتشرة بكثرة في العالم العربي، ويتميز أفرادها بأنهم يحبون اكتشاف وتعلم أشياء جديدة دوما، ويميزهم عن الفئة السابقة بأنهم لا يرغبون بالضروة بمشاركة أفكارهم أو ما يعرفونه مع الآخرين.

4- الواقعيون: لا يستخدمون هذه الوسائل إلا عند الضرورة، ولا يتبعون الاتجاهات السائدة ولا ينجرّون عاطفيا وراء الأحداث التي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي (كتغيير صورة البروفايل تضامنا مع قضية ما). في معظم الأحيان ينحصر استخدامهم لها بتحقيق وظائف مادية أو مهنية أو علمية.

5- ناشطون اجتماعياً: تضم هذه الفئة نسبة كبيرة من المستخدمين، وتتوزع تقريبا بالتساوي في جميع الدول العربية، وهم يتميزون بأنهم اجتماعيون ولديهم قائمة كبيرة من الأصدقاء الافتراضيين. وبالنسبة إليهم تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة أساسية للم شمل العائلة والتواصل مع الأصدقاء القدامى الذين فقد الاتصال بهم، كما أنهم يقضون معظم وقتهم في التحدث مع الأصدقاء، ومشاهدة مقاطع الفيديو المسلية والاستماع إلى الموسيقى وقراءة المقالات القصيرة.



اقرأ أيضاً: وسائل التواصل مرتبطة بالاكتئاب... كيف؟

المساهمون