الصحافة الإسرائيلية تتبنى رواية حكومة الاحتلال

15 مايو 2018
في غزة أمس (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
تبنّت الصحافة الورقية في إسرائيل ووسائل الإعلام المختلفة بما فيها المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية، منذ أمس الإثنين، وفي أوج المجزرة في غزة، رواية حكومة الاحتلال بأن المظاهرات ومسيرات العودة السلمية عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، كانت تهدف إلى اجتياز السياج الحدودي و"تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية".
وبدا ذلك واضحاً منذ أمس، بعد أن روّجت وسائل الإعلام الإسرائيلية الإلكترونية لروايات وادعاءات المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) بأنّ الأخير استطاع من خلال التحقيق مع عدد من نشطاء "حماس" الذين تمكنوا من اجتياز السياج الحدودي واعتقلتهم قوات الاحتلال، الحصول على معلومات بأن إيران تمول نشاط مسيرات العودة وأنها حولت أموالاً لحركة حماس لتدفعها للفلسطينيين في القطاع لدفعهم للمشاركة في المسيرات.

وصدرت الصحف الإسرائيلية اليوم وهي تتبنى الرواية كاملة في حديثها عن سقوط شهداء أمس، بالقول إنهم "قُتلوا وهم يحاولون اجتياز السياج الحدودي أو تنفيذ عمليات إرهابية".

وبموازاة ذلك، أبرزت خبر الاحتفالات بافتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة، وأظهرت عبارات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في حديثه عن "اليوم التاريخي والعظيم واليوم الرائع لصنع السلام"، من دون إبداء أي تساؤلات أو تشكيك في الرواية الرسمية للاحتلال، في التغطية الإخبارية، ومن دون أن تصف ما حدث بالمجزرة.

وحتى صحيفة "هآرتس" اليسارية التي دعت في افتتاحيتها إلى "وقف حمام الدم"، اكتفت بعنوان رئيسي: "مقتل 55 فلسطينياً وإصابة أكثر من ألف شخص بنيران الجيش في مظاهرات على الحدود". في المقابل، اكتفت "يديعوت أحرونوت" بعنوان رئيسي ثانٍ بعد أن خصّصت عنوانها الرئيسي الأول لافتتاح السفارة الأميركية بكلمتي "يوم تاريخي"، فقالت عن مجزرة غزة "يوم قتال في غزة".

أما "يسرايل هيوم" (إسرائيل اليوم) فاختارت هي الأخرى عنوان "يوم تاريخي في القدس" مع اقتباس جملة نتنياهو من التوراة "الذي أحيانا وأبقانا لنشهد هذا اليوم"، ثم وضعت في مربع صغير عناوين فرعية عن المواجهات في القطاع ورسائل التحذير الإسرائيلية لقادة حماس.

وعلى صعيد التحليلات الإسرائيلية، برز بشكل عام تحميل حركة "حماس" المسؤولية عن المجزرة عبر اتهامها بأنها "تواصل الحشد والتحريض لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل واجتياز الحدود وسط تركيز على رواية الشاباك بشأن تمويل إيران للمسيرات"، كنوع من النص التأصيلي لتبرير الجرائم على حدود غزة وسقوط الشهداء تباعاً.

مع ذلك، كان لافتاً أن عاموس هرئيل وزّع المسؤولية بين الضحية وبين حكومة الاحتلال، عندما كتب أنه لا يمكن لحكومة إسرائيل أن تخلي مسؤوليتها عما حدث لكونها لم تتخذ سياسة واضحة وخطوات عملية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في القطاع. أما يوآف ليمور، فقال في تحليل نشره في "يسرائيل هيوم" بعد تحميله هو الآخر الفلسطينيين و"حماس" مسؤولية مجازر جيش الاحتلال: "إنه على الرغم من كل ذلك فإن على إسرائيل أن تسأل ألا توجد طرق أخرى لمنع هذا التدهور، سياسة استخدام القوة عند السياج الحدودي صحيحة/ يمنع منعاً باتاً السماح لجماهير الفلسطينيين بالعودة إلى داخل أراضي إسرائيل لا بسبب الخطر المباشر ولا من أجل منع سابقة أخطر، عدا عن أن العدد الكبير من المصابين هو بالأساس بسبب دفع المتظاهرين إلى السياج الحدودي بواسطة حماس، لكن في نهاية المطاف تظل هذه أحداثاً وخطواتٍ تكتيكية، فعلى إسرائيل على المستوى الاستراتيجي أن تبلور لنفسها سياسة بشأن غزة وعدم الانجرار بفعل الأحداث الميدانية"، بحدّ قوله.​