تحاول أجهزة الإعلام السودانية، منذ بدء انتشار فيروس كورونا، القيام بدور إيجابي في التوعية والإرشاد للحد من انتشار الجائحة. وأجمعت كل وسائل الإعلام، خاصة المسموع والمرئي منها، على بث توعية واسعة منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وضاعفتها بعد الإعلان يوم الجمعة الماضية عن أول حالة وفاة لمواطن زار الإمارات أوائل الشهر الحالي، وعاد منها بعد بضعة أيام لتُكتشَف حقيقة إصابته، بعد وفاته، وسط جدل، أدى فيه الإعلام دوراً، حول صحة إصابته.
غير أنّ كثيرين ينتقدون الدور الإعلامي الحالي، ويتّهمونه بالقصور وعدم الارتقاء إلى مستوى الحدث، فضلاً عن عدم الوعي بين الإعلاميين لحقيقة الوباء، لدرجة وصلت إلى أن تستضيف قناة "سودانية 24" من داخل الاستديو، شقيق المتوفى، يوم الأحد، رغم أنه خالط شقيقه لعدة أيام، ما يفرض وضعه في الحجر، لا استضافته داخل الاستديوهات. وما أثار الاستياء أكثر، مشاركة مدير إدارة الوبائيات في وزارة الصحة، بابكر المقبول، في البرنامج نفسه، حيث عده البعض استهتاراً من جانبه بضوابط حملة الوقاية التي يقودها بنفسه.
وكان العاملون في البرامج، من الفنيين، قد انسحبوا منه سريعاً، بعد أن علموا أن الضيف شقيق المتوفى، والذي خالطه في الأيام السابقة لوفاته.
يقرّ مدير البرامج في قناة "سودانية 24"، منتصر النور، بخطأ استضافة الشقيق في البرنامج، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن القناة اتصلت بعد ذلك بإدارة الوبائيات بولاية الخرطوم التي نصحت بتعقيم الاستديو وتهويته لمدة 24 ساعة، وأوضح أن ذلك الإجراء الاحتياطي سبّب إيقاف الكثير من البرامج يومي الأحد والاثنين.
ويضيف النور أن القناة تعاطت مع فيروس كورونا منذ بداية انتشاره في العالم، فأعدت برامج خاصة وفواصل توعية تسلمتها من وزارة الصحة ومن لجنة الأطباء المركزية، وغطّت كل المؤتمرات الصحافية الخاصة. ويشير إلى أنّ الإعلام لا يزال مقصّراً في التعامل مع الفيروس، ويحتاج لزيادة جرعة الاهتمام به، خاصة في ظلّ ضعف الإمكانات السودانية إذا حدث انتشار كبير للوباء، مثل ما يحدث في كثير من البلدان، منتقداً عدم متابعة السلطات الحكومية لتنفيذ القرارات التي تصدرها، ومبيناً أنّ هناك جامعات ظلّت تعمل رغم قرار بإغلاقها وصالات أفراح ظلّت تنظم حفلات الزفاف وغيرها.
من جهته، يوضح المدير العام لوكالة السودان للأنباء "سونا"، محمد عبد الحميد، أن الوكالة، ضماناً لسلامة العاملين فيها، منحت إجازة مدتها شهر لـ39 من المتعاونين والمتدربين والذين يؤدون الخدمة الوطنية الإجبارية فيها، مع بعض العاملين، تقليلاً للازدحام، وأنها تفكر في منح المزيد من العاملين إجازات مؤقتة، بحسب تطورات انتشار الفيروس. ويقول عبد الحميد لـ"العربي الجديد" إنّ الوكالة تفكر كذلك في حال وصول الوباء إلى مراحل أخطر، في السماح للصحافيين بالعمل من منازلهم مع توفير معدات لهم لتنفيذ مهامهم.
اقــرأ أيضاً
ويشير إلى أنّ الوكالة رسمت خطة واسعة لتغطية الوباء وفقاً لخبرتها الطويلة في تغطية الطوارئ، "حيث توفد صحافييها إلى المرافق الصحية وترصد التحولات في المجتمع وتجري استطلاعات واسعة وتزور أماكن الحجر الصحي التي تُجهَّز وتعكس المشكلات في التجمعات الكبيرة، وقضايا السودانيين العالقين في دول أخرى موبوءة، وتعمل على دحض الشائعات"، معتبراً أنّها تحصل على كل المعلومات من مصادرها، وتؤدي عملها بحرية كاملة دون تدخل من أي جهة.
مدير الأخبار والشؤون السياسية في التلفزيون الحكومي، ماهر أبو الجوخ، يُبيّن من جهته أن التركيز بالنسبة إليهم هو على بثّ حملات التوعية على مدار الساعة، مع إمكانية زيادة المساحة البرامجية. ويضيف أبو الجوخ لـ"العربي الجديد" أن "التغطية الإعلامية للحدث في السودان تأثرت بالتجاذبات السياسية، حيث عمد كتاب محسوبون على النظام القديم إلى تقديم تفسيرات ومعلومات غير صحيحة، بل تشككوا في حقيقة وجود الوباء"، مضيفاً أنّ "ذلك غير موضوعي، وما كان ينبغي له أن يحدث في ملف إنساني بهذه الدرجة من الخطورة". ويحذر مما يعتبره تعاملاً غير واعٍ من وسائل الإعلام باستضافة شقيق المتوفى بسبب الفيروس، ما أعطى رسالةً سالبة للمواطنين في طريقة التعامل مع المخالطين، مشيداً "بالحرية المتوافرة للصحافيين والمعلومات التي تقدمها لهم جهات الاختصاص بطريقة شفافة، تخالف ما كان يحدث في النظام السابق من تعتيم على الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الوادي المتصدع"، على حد قوله. ويبدي أيضاً أسفه لأخذ وسائل إعلام سودانية معلومات في بعض الأحيان من وسائل التواصل الاجتماعي دون التدقيق فيها أو محاولة فحصها، مبيناً أن ذلك قد يؤدي إلى الهلع أو الاستهتار بالوباء.
اقــرأ أيضاً
يحرص عدد من الصحافيين على العمل من منازلهم، في إجراء وقائي، ومنهم تسنيم عبد السيد التي تغطي دوائر صحية وخدمية لمصلحة جريدة "السوداني". تقول عبد السيد لـ"العربي الجديد" إنها فعلت ذلك لأنها لمست عدم وجود قدرات حقيقية في السودان لمكافحة الفيروس وحجر المصابين والمشتبه فيهم وعلاجهم، مستشهدةً بحديث لوزارة الصحة التي أكدت أنها لا تستطيع علاج أكثر من 10 حالات لو انتشر الوباء في البلاد، مؤكدةً أنها تحرص دوماً على أن تضع سلامتها فوق كل شيء.
وتشير عبد السيد إلى أنها تؤدي كل المهام التي توكلها إليها الصحيفة يومياً باستخدام الهاتف ومن ثم إرسال مادتها عبر البريد الإلكتروني، مشيرةً إلى أنّ أغلب المواد التي تعدها، هي عن الفيروس.
محمد مختار، وهو صحافي في صحيفة "الجريدة"، أنشأ مجموعة على "فيسبوك" جمع فيها بين الصحافيين والأطباء من أجل تضافر جهودهم للوقاية من فيروس كورونا. يقول مختار لـ"العربي الجديد" إنّه والصحافيين عامة بحاجة للتوعية على الوباء وطرق الوقاية منه حتى يؤدي رسالته الصحافية على أكمل وجه، لذا فكر في إنشاء المجموعة باسم "للوقاية من فيروس كورونا"، وعبرها يحصل الصحافيون على المعلومات العلمية الصحيحة، مؤكداً أنّ المجموعة أدت هدفها، حيث بات الصحافيون يتشاركون داخلها المعلومات منعاً للشائعات، مشيراً إلى أنّ الحملة الإعلامية ككل تحتاج لمزيد من تنسيق الجهود لتكون أوسع وأشمل.
غير أنّ كثيرين ينتقدون الدور الإعلامي الحالي، ويتّهمونه بالقصور وعدم الارتقاء إلى مستوى الحدث، فضلاً عن عدم الوعي بين الإعلاميين لحقيقة الوباء، لدرجة وصلت إلى أن تستضيف قناة "سودانية 24" من داخل الاستديو، شقيق المتوفى، يوم الأحد، رغم أنه خالط شقيقه لعدة أيام، ما يفرض وضعه في الحجر، لا استضافته داخل الاستديوهات. وما أثار الاستياء أكثر، مشاركة مدير إدارة الوبائيات في وزارة الصحة، بابكر المقبول، في البرنامج نفسه، حيث عده البعض استهتاراً من جانبه بضوابط حملة الوقاية التي يقودها بنفسه.
وكان العاملون في البرامج، من الفنيين، قد انسحبوا منه سريعاً، بعد أن علموا أن الضيف شقيق المتوفى، والذي خالطه في الأيام السابقة لوفاته.
يقرّ مدير البرامج في قناة "سودانية 24"، منتصر النور، بخطأ استضافة الشقيق في البرنامج، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن القناة اتصلت بعد ذلك بإدارة الوبائيات بولاية الخرطوم التي نصحت بتعقيم الاستديو وتهويته لمدة 24 ساعة، وأوضح أن ذلك الإجراء الاحتياطي سبّب إيقاف الكثير من البرامج يومي الأحد والاثنين.
ويضيف النور أن القناة تعاطت مع فيروس كورونا منذ بداية انتشاره في العالم، فأعدت برامج خاصة وفواصل توعية تسلمتها من وزارة الصحة ومن لجنة الأطباء المركزية، وغطّت كل المؤتمرات الصحافية الخاصة. ويشير إلى أنّ الإعلام لا يزال مقصّراً في التعامل مع الفيروس، ويحتاج لزيادة جرعة الاهتمام به، خاصة في ظلّ ضعف الإمكانات السودانية إذا حدث انتشار كبير للوباء، مثل ما يحدث في كثير من البلدان، منتقداً عدم متابعة السلطات الحكومية لتنفيذ القرارات التي تصدرها، ومبيناً أنّ هناك جامعات ظلّت تعمل رغم قرار بإغلاقها وصالات أفراح ظلّت تنظم حفلات الزفاف وغيرها.
من جهته، يوضح المدير العام لوكالة السودان للأنباء "سونا"، محمد عبد الحميد، أن الوكالة، ضماناً لسلامة العاملين فيها، منحت إجازة مدتها شهر لـ39 من المتعاونين والمتدربين والذين يؤدون الخدمة الوطنية الإجبارية فيها، مع بعض العاملين، تقليلاً للازدحام، وأنها تفكر في منح المزيد من العاملين إجازات مؤقتة، بحسب تطورات انتشار الفيروس. ويقول عبد الحميد لـ"العربي الجديد" إنّ الوكالة تفكر كذلك في حال وصول الوباء إلى مراحل أخطر، في السماح للصحافيين بالعمل من منازلهم مع توفير معدات لهم لتنفيذ مهامهم.
ويشير إلى أنّ الوكالة رسمت خطة واسعة لتغطية الوباء وفقاً لخبرتها الطويلة في تغطية الطوارئ، "حيث توفد صحافييها إلى المرافق الصحية وترصد التحولات في المجتمع وتجري استطلاعات واسعة وتزور أماكن الحجر الصحي التي تُجهَّز وتعكس المشكلات في التجمعات الكبيرة، وقضايا السودانيين العالقين في دول أخرى موبوءة، وتعمل على دحض الشائعات"، معتبراً أنّها تحصل على كل المعلومات من مصادرها، وتؤدي عملها بحرية كاملة دون تدخل من أي جهة.
مدير الأخبار والشؤون السياسية في التلفزيون الحكومي، ماهر أبو الجوخ، يُبيّن من جهته أن التركيز بالنسبة إليهم هو على بثّ حملات التوعية على مدار الساعة، مع إمكانية زيادة المساحة البرامجية. ويضيف أبو الجوخ لـ"العربي الجديد" أن "التغطية الإعلامية للحدث في السودان تأثرت بالتجاذبات السياسية، حيث عمد كتاب محسوبون على النظام القديم إلى تقديم تفسيرات ومعلومات غير صحيحة، بل تشككوا في حقيقة وجود الوباء"، مضيفاً أنّ "ذلك غير موضوعي، وما كان ينبغي له أن يحدث في ملف إنساني بهذه الدرجة من الخطورة". ويحذر مما يعتبره تعاملاً غير واعٍ من وسائل الإعلام باستضافة شقيق المتوفى بسبب الفيروس، ما أعطى رسالةً سالبة للمواطنين في طريقة التعامل مع المخالطين، مشيداً "بالحرية المتوافرة للصحافيين والمعلومات التي تقدمها لهم جهات الاختصاص بطريقة شفافة، تخالف ما كان يحدث في النظام السابق من تعتيم على الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الوادي المتصدع"، على حد قوله. ويبدي أيضاً أسفه لأخذ وسائل إعلام سودانية معلومات في بعض الأحيان من وسائل التواصل الاجتماعي دون التدقيق فيها أو محاولة فحصها، مبيناً أن ذلك قد يؤدي إلى الهلع أو الاستهتار بالوباء.
يحرص عدد من الصحافيين على العمل من منازلهم، في إجراء وقائي، ومنهم تسنيم عبد السيد التي تغطي دوائر صحية وخدمية لمصلحة جريدة "السوداني". تقول عبد السيد لـ"العربي الجديد" إنها فعلت ذلك لأنها لمست عدم وجود قدرات حقيقية في السودان لمكافحة الفيروس وحجر المصابين والمشتبه فيهم وعلاجهم، مستشهدةً بحديث لوزارة الصحة التي أكدت أنها لا تستطيع علاج أكثر من 10 حالات لو انتشر الوباء في البلاد، مؤكدةً أنها تحرص دوماً على أن تضع سلامتها فوق كل شيء.
وتشير عبد السيد إلى أنها تؤدي كل المهام التي توكلها إليها الصحيفة يومياً باستخدام الهاتف ومن ثم إرسال مادتها عبر البريد الإلكتروني، مشيرةً إلى أنّ أغلب المواد التي تعدها، هي عن الفيروس.
محمد مختار، وهو صحافي في صحيفة "الجريدة"، أنشأ مجموعة على "فيسبوك" جمع فيها بين الصحافيين والأطباء من أجل تضافر جهودهم للوقاية من فيروس كورونا. يقول مختار لـ"العربي الجديد" إنّه والصحافيين عامة بحاجة للتوعية على الوباء وطرق الوقاية منه حتى يؤدي رسالته الصحافية على أكمل وجه، لذا فكر في إنشاء المجموعة باسم "للوقاية من فيروس كورونا"، وعبرها يحصل الصحافيون على المعلومات العلمية الصحيحة، مؤكداً أنّ المجموعة أدت هدفها، حيث بات الصحافيون يتشاركون داخلها المعلومات منعاً للشائعات، مشيراً إلى أنّ الحملة الإعلامية ككل تحتاج لمزيد من تنسيق الجهود لتكون أوسع وأشمل.