ناشطو غزة يخاطبون الغرب لنفي روايات الاحتلال

14 ابريل 2018
نشر الصور على مواقع التواصل يجذب الاهتمام (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
تنشغل الناشطة الفلسطينية فرح بكر بمتابعة أبرز الأحداث والتطورات التي تشهدها مسيرات العودة المستمرة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، وتنقلها عبر حسابها الشخصي على موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" باللغة الإنكليزية من أجل وصولها إلى متابعيها من الأجانب وغيرهم.

وخلال المسيرات والحراك الجماهيري الذي تشهده حدود القطاع، يعمل العديد من الصحافيين والناشطين على استغلال مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر الرواية الفلسطينية التي توثق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين والصحافيين وتكذيب الرواية الإسرائيلية.

وتحظى بكر بمتابعة كبيرة من المتابعين الأجانب بعد اهتمامها منذ الحرب الأخيرة على غزة عام 2014 بتوثيق الجرائم الإسرائيلية التي طاولت المدنيين العزَّل، ما دفعها إلى عرض الاستهداف الأخير الذي حل بمسيرة العودة السلمية في المناطق الشرقية الحدودية للقطاع والقريبة من الأراضي المحتلة عام 1948.

وتقول بكر لـ "العربي الجديد" إن الناس في غزة أصبحوا أكثراً وعياً وإدراكاً بالطرق التي تجذب اهتمام الأجانب للقضايا المهمة، وهو ما أسهم في وجود الكثير من الحسابات الفعالة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تخاطب المجتمع الغربي.



وتضيف الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي أنه وبالرغم من تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية في الآونة الأخيرة، إلا أن ما شهدته الحدود خلال الأسبوعين الماضيين أعاد الاهتمام خصوصاً في ظل سلمية المسيرات الحدودية.

وتوضح أن التفاصيل البسيطة والإنسانية هي الأكثر جذباً بالنسبة للمتابع الغربي على حساب الصور الممتلئة بالدماء أو الأشلاء وهو ما يتطلب حرصاً من الناشطين في كيفية اختبار الجوانب التي يتم من خلالها مخاطبة الأجانب.

وتؤكد بكر أن الناشطين الذين يكتبون باللغة العربية عددهم كبير للغاية، في الوقت الذي باتت هناك ضرورة ملحّة من أجل استخدام لغات أجنبية جديدة كالإنجليزية وغيرها من اللغات للوصول إلى العالم ونشر الرواية الفلسطينية.

وتنوّه إلى أن الإعلام الإسرائيلي المنتشر كان طاغياً بشكل كبير على حساب الرواية الفلسطينية في مختلف العالم، في الوقت الذي شهدت الآونة الأخيرة تغيراً في هذه الرواية بفعل جهود الناشطين والصحافيين ومخاطبة العالم الغربي.



أما الناشط الغزي أحمد المدهون الذي يوثق هو الآخر أحداث مسيرات العودة السلمية باللغة الإنكليزية، فيقول إنّه يستغل تواجده على منصات التواصل الاجتماعي في نقل رسالة للعالم العربي والغربي حول ماهية الحياة في غزة والأوضاع المعيشية الصعبة.

ويوضح المدهون في حديث لـ "العربي الجديد" أنه وثق خلال مشاركته في مسيرات العودة السلمية أخيرًا على حدود غزة، كيفية قيام الاحتلال الاسرائيلي بقتل الأطفال والمدنيين الذين خرجوا للمطالبة بحقهم الذي يكفله لهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة من خلال "القرار 194".

ويضيف أنه وثق العديد من الجرائم التي قام بها جنود الاحتلال الاسرائيلي ونشرها باللغة الانكليزية، وهو ما حظي بتفاعل جيد نوعاً ما وتعاطفٍ من الكثير من الأوروبيين والأميركيين، حيث تواصل الكثير منهم للحصول على المزيد من المعلومات ونشرها لسكان بلده لإدانة القتل بحق الأطفال والمدنيين.

ويوضح غرّد حول الفلسفة التي قامت عليها مسيرات العودة وأنها سلمية تحمي حقوق الشعب الفلسطيني في غزة الذي يعاني ويلات الحصار، وأن على العالم أن يلتفت لقضايا الشباب وأهل غزة عموماً وإنصافهم على الأقل.



ويشير إلى أنه حرص خلال عملية التوثيق والتغريد على مواقع التواصل الاجتماعي على الحديث عن كيفية انتهاك إسرائيل للقانون الدولي وإطلاقها الرصاص الحي تجاه الصحافيين، ما أدى إلى استشهاد الصحافي ياسر مرتجى وهو يلبس بزة الصحافة.

ويعمل العديد من الناشطين والصحافيين على توثيق ما يجري على حدود غزة بشكل شبه يومي ونشره إما عبر الوسائل الإعلامية الأجنبية أو مواقع التواصل الاجتماعي، اعتماداً على بعض الوسوم المنتشرة من أجل إيصال الرسالة الفلسطينية.

في الأثناء، يقول المصور الصحافي محمد أسعد لـ "العربي الجديد" إن مسيرات العودة التي تشهدها المناطق الشرقية للقطاع أعادت الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعد حالة التراجع التي حدثت بفعل الأحداث في المنطقة العربية كسورية واليمن.

ويضيف أسعد أن الكثير من الصور التي وثقت المسيرات لا سيما مشاهد استهداف المدنيين من قبل جيش الاحتلال تصدرت الصفحات الأولى لوسائل الإعلام، وخصوصاً الصحف الأجنبية، وهو ما يزعج الاحتلال الإسرائيلي كثيراً.

ويوضح أنه ورغم عمله كمصور لبعض المؤسسات الأجنبية إلا أن نشره للصور عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يجذب المتابعين الأجانب بشكل كبير حتى وإن كان بعضها صوراً شخصية في بعض المرات من موقع الأحداث.

ويشير إلى أن هناك حالة من التكامل بدأت تتضح في الجهود من خلال ما يقوم به الكثير من الناشطين والصحافيين عبر مخاطبة العالم الغربي باللغة الإنجليزية ونشر الرواية الفلسطينية بشأن تفاصيل الأحداث التي يشهدها القطاع.