الاحتلال يحكم بسجن مصور مقدسي عامين مع وقف التنفيذ

29 يونيو 2016
(فيسبوك)
+ الخط -
صادقت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة، أمس الثلاثاء، على اتفاق بين النيابة العامة الإسرائيلية ومحامي المصور الصحافي المقدسي عطا عويسات، من سكان حي جبل المكبر جنوب القدس المحتلة، يقضي بفرض عقوبة السجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين على الصحافي.

وتتهم سلطات الاحتلال الصحافي عويسات بـ"الاعتداء" على أحد جنود الاحتلال قبل ثلاثة أعوام، وهي التهمة التي نفاها عويسات في حينه، وما زال متمسكا بنفيه لها، مؤكدا أنه كان ضحية اعتداء من قبل جنود الاحتلال عليه خلال قيامه بعمله مصورا صحافيا.

وقال عويسات لـ"العربي الجديد"، إن "الاتفاق بين النيابة ومحاميه كان أهون الشرَّين، وكانت مطالبات في السابق من قبل النيابة بسجنه فعلياً، خصوصاً أنه وعلى مدى عمله مصوراً صحافياً منذ مطلع التسعينيات تعرض لسلسلة طويلة من الاعتداءات لا يمكن حصرها من قبل جنود وأفراد شرطة إسرائيليين خلال أدائه لعمله، وكان مستهدفًا على الدوام من قبلهم بالملاحقة والضرب وتحطيم الكاميرات، لكن اعتداء العام 2002 كان الأخطر وتسبب له بكسور ورضوض في الوجه وفي مختلف أنحاء الجسم".

ولفت الصحافي عويسات إلى أحدث هذه الاعتداءات وما أعقبه من توجيه اتهامات له بضرب جندي إسرائيلي، والذي يعتبره عويسات تحولا هما ومصيريا "في مسيرتي كمصور صحافي تابع على مدى أكثر من عقد أحداثا كثيرة شهدتها القدس والضفة الغربية"، وكانت من العنف والشدة بحيث "كنا كمصورين صحافيين مهددين في حياتنا" يقول الصحافي عويسات.

وقرر عويسات أن ينشئ مؤسسة للتصوير الفوتوغرافي، تفرغ لها بالكامل، واستهدفت عشرات الفتية والشبان من كلا الجنسين، وبالتالي انتقل في معركته كمصور صحافي مع المحتل إلى مواجهة من نوع آخر كان حصادها تدريب الكثير من المصورين الصحافيين ليرصدوا انتهاكات الاحتلال واعتداءاته اليومية.

لا يحبذ عويسات الحديث كثيرا عن كم الجوائز التي حصدها خلال مسيرته المهنية المليئة بالمعاناة ومواجهة المحتل، حيث كان الأخير يتعمد إعاقته، بل واستهدافه بالضرب ومصادرة كاميراته أو تحطيمها، بل وإطلاق الرصاص عليه.

مع ذلك، فقد نال عويسات عشرات الجوائز المحلية والدولية، وحاز في عديد منها على الجائزة الأولى، فتحت عنوان "عشر سنوات في الشرق الأوسط" اختارت وكالتا الصحافة الفرنسية، وغيتي امجيس صورة المصور عويسات لحظة تفجير مقر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إبان حصاره في سبتمبر/ أيلول 2002 على أيدي الجيش الإسرائيلي.

وقد التقطت عدسة المصور عويسات مشهد التفجير في ظروف غاية في الخطورة، قام خلالها وبعض من زملائه المصورين، بالتسلل إلى سطح مستشفى للولادة مقابل مقر الرئيس ياسر عرفات المحاصر واختبأوا وراء الحمام الشمسي على سطح المشفى في منطقة محاصرة تماما بقناصين من الجيش الإسرائيلي المنتشرين في كل مكان.

بينما الدبابات والمدرعات العسكرية الإسرائيلية كانت تعزل مقر الرئيس عرفات عن باقي أرجاء رام الله، ووثقت صورته لحظة تفخيخ مقر الرئيس الفلسطيني بكمية كبيرة من المواد المتفجرة قبل أن يتم تفجير المقر، والذي ما لبث أن تحول إلى إثر بعد عين.

وحازت الصورة على انتشار عالمي واسع، حيث نشرت في كبرى الصحف والمجلات العالمية، كما حازت على جائزة الصورة الإخبارية عام 2003.

في حين، فاز المصور عويسات بالجائزة الأولى في معرض تصوير الصحافة الدولي الذي حمل عنوان "إفادة محلية"، وهي عبارة عن مسابقة صحافية لمصورين من فلسطين يتم افتتاحه سنويا.

وشارك في هذه المسابقة أكثر من 400 مصور صحافي محترف من المصورين الأجانب والفلسطينيين والإسرائيليين، فيما بلغ عدد الصور المقدمة للمسابقة أكثر من 8000 آلاف صورة إخبارية واجتماعية وفنية، تتحدث عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث قامت لجنة الحكام باختيار 250 صورة في عدة موضوعات.

كما حاز المصور عويسات على الجائزة الأولى حول موضوع الصلاة تحت ظل البنادق وهي قصة مصورة عن معاناة المصلين المسلمين في الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه وتتكون المجموعة من 12 صورة.

المساهمون