احتفل المصور الصحافي الفلسطيني معاذ عمارنة (32 عاماً) من مخيم الدهيشة قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بعيد زواجه التاسع، وهو على سرير المستشفى في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني؛ إذ ظلّت زوجته ولاء تتفقد زوجها معاذ بين الفينة والأُخرى لتتأكد أنه استيقظ؛ لتتمكن من الاحتفال معه، لكنه لم يستيقظ إلا في ساعات المساء الأولى؛ إثر إعطائه منوماً من قبل الأطباء عقب يومٍ واحد من استئصال عينه اليسرى.
استيقظ معاذ أخيراً، وقطع قالب الحلوى مع شريكة حياته وأم طفليه؛ ميس الريم (9 أعوام) وابراهيم (4 أعوام)، حيث يقول معاذ لـ"العربي الجديد"؛ وقد منعه الأطباء من الحديث طويلاً: "لقد صبرت ولاء عليّ كثيراً، وعلى مهنتي ومخاطرها العالية"، ضحك معاذ ثم أكمل: "لا أعرف كيف تحملتني زوجتي كل هذه الأعوام، أتمنى من الله أن يحفظها لي". أما ولاء التي رمقته بنظرة حُبٍ عميقة وشبكت يدها في يد معاذ، فقالت: "أنا ومعاذ لسنا زوجين فقط نحن حبيبان، سنبقى إلى جانب بعضنا البعض طيلة العمر".
في يوم الجمعة الذي تشتعل المواجهات فيه عادةً مع الاحتلال الإسرائيلي في أماكن متفرقة من الضفة الغربية، شعرت فاطمة عمارنة والدة الصحافي معاذ عمارنة الذي فقد عينه اليسرى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيته لمواجهات مع الاحتلال في بلدة صوريف شمال غربي الخليل جنوبي الضفة الغربية، في الخامس عشر من الشهر الجاري، بضيقٍ في الصدر وإحساسٍ بحدوث مكروه، في ساعات الظهيرة، وهي الفترة التي أصيب خلالها معاذ.
استودعت الأُم ابنها الصحافي صباحاً قبل أن يغادر لتغطية المواجهات، داعيةً له ولإخواته بالتوفيق وحفظ الله، وبعدها توجهتْ لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم جنوب الضفة الغربية؛ حيثُ يقيم معاذ وزوجته وأطفاله ووالدته فاطمة عمارنة.
تقول والدة معاذ لـ"العربي الجديد": "بعد عودتي من الصلاة، بدأتُ أتلقى اتصالات من الأقارب للسؤال عن معاذ، فأعلمتهم بأنه بخير ظناً مني أنه سؤالٌ عابر، لكن عندما تلقت ولاء زوجة ابني معاذ اتصالاً من أخيها، أغلقت ولاء الهاتف وأعلمتني بإصابة معاذ".
اقــرأ أيضاً
حاول أقارب معاذ منع والدته التي خرجت من المستشفى حديثاً من رؤية صوره في بداية الأمر، رأفةً بقلبها، لكنها أصرت على رؤية الصور التي انتشرت بشكلٍ سريع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندها نطقت قبل الأطباء: "راحت عين معاذ".
في مستشفيات الخليل، حيثُ نقل الصحافي معاذ عمارنة بدايةً إلى مشفى الأهلي والخليل الحكومي التقته والدته، حيث تقول: "أول كلمة قلتها لمعاذ بعد إصابته: الله يرضى عليك يما، وكانت معنوياته عالية وأخبرني أنه بخير ولا داعي للقلق".
ولد معاذ عمارنة في الحادي والعشرين من أغسطس/آب العام 1987 في مدينة القدس، وتولى مسؤولية الاعتناء بعائلته التي تضم والدته وأخواته الست، خاصة عقب وفاة والده المريض قبل حوالي 10 أعوام، حيث تقول والدته: "منذ أن كان عمر معاذ 12 عاماً، وهو يساعد والده في العمل في الأردن، حيث كنا نعيش قبل استقرارنا في بيت لحم عام 2003، إذا وجدت كلمة أصف بها معاذ؛ فهو الأب الأخ ونور عيني وكل شيء في حياتي".
اضطر معاذ لترك المدرسة في صفه العاشر الأساسي، لكنه عاد لتعلم التصوير ومهارات العمل الصحافي في دورات تقدمها جامعة بيرزيت، لينطلق إلى الميدان في العام 2009 مع وكالة رامتان، ثم إلى إحدى شركات الإنتاج المحلي في مدينة الخليل، قبل أن يستقر الأمر به في وكالة (Jmedid).
ويتمتع الصحافي المصاب معاذ عمارنة بشعبية بين الصحافيين؛ لتواضعه واستعداده للتعاون المهني مع زملائه متى احتاجوه؛ حيث يقول الصحافي والصديق الأقرب لمعاذ، عبد الرحمن حسان، من مدينة بيت لحم لـ"العربي الجديد": "لقد أثبت معاذ الذي يعمل مصوراً صحافياً مدى انتمائه للمهنة؛ ففي الوقت الذي يهتم فيه بعض الصحافيين باللقاء المالي، يكترث معاذ لجودة العمل الصحافي".
"إنت جبل يا أبو إبراهيم"، بهذه الجملة حاول عبد الرحمن مواساة صديقه معاذ عمارنة، لكنه لم يكن بحاجتها إذ حمد الله كثيراً، لكن على ما يبدو أن عبد الرحمن وهو صاحب الفيديو الأدق لطريقة استهداف الشهيد عمر البدوي من مخيم العروب شمالي الخليل أخيراً، هو من كان بحاجة لمساندة، حيث يقول: "تلقيت ضربتين في فترةٍ قصيرة، الأولى عندما قتل الاحتلال عمر البدوي بدم بارد، والثانية عندما فقد معاذ عينه، لم أتمكن من النوم لأيام".
لم يغادر الصحافيون أحمد البديري ومصعب سلهب وإياد حمد، وصحافيون آخرون غرفة زميلهم معاذ عمارنة، في مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في مدينة القدس، ويحصل أن يتناوب بعضهم على المبيت على راحته خلال الليل، وخدمته وعائلته خلال النهار.
يقول الصحافي أحمد البديري لـ"العربي الجديد": "لن نترك معاذ وحده، ولقد حاورته حول موضوع عودته للعمل الصحافي، نحن الصحافيين لن نسمح له بالعودة لتغطية المواجهات؛ لن نتحمل إصابة أُخرى لمعاذ".
يؤكد البديري أن حملة التضامن مع معاذ رفعت معنوياته كثيراً؛ إذ بالإضافة إلى التفاعل العالي مع وسم #عين_معاذ على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تلقى معاذ عمارنة اتصالات من شخصيات سياسية وفنية؛ كالرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والفنان محمد عساف.
في يوم الجمعة الذي تشتعل المواجهات فيه عادةً مع الاحتلال الإسرائيلي في أماكن متفرقة من الضفة الغربية، شعرت فاطمة عمارنة والدة الصحافي معاذ عمارنة الذي فقد عينه اليسرى برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيته لمواجهات مع الاحتلال في بلدة صوريف شمال غربي الخليل جنوبي الضفة الغربية، في الخامس عشر من الشهر الجاري، بضيقٍ في الصدر وإحساسٍ بحدوث مكروه، في ساعات الظهيرة، وهي الفترة التي أصيب خلالها معاذ.
استودعت الأُم ابنها الصحافي صباحاً قبل أن يغادر لتغطية المواجهات، داعيةً له ولإخواته بالتوفيق وحفظ الله، وبعدها توجهتْ لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد مخيم الدهيشة جنوبي بيت لحم جنوب الضفة الغربية؛ حيثُ يقيم معاذ وزوجته وأطفاله ووالدته فاطمة عمارنة.
تقول والدة معاذ لـ"العربي الجديد": "بعد عودتي من الصلاة، بدأتُ أتلقى اتصالات من الأقارب للسؤال عن معاذ، فأعلمتهم بأنه بخير ظناً مني أنه سؤالٌ عابر، لكن عندما تلقت ولاء زوجة ابني معاذ اتصالاً من أخيها، أغلقت ولاء الهاتف وأعلمتني بإصابة معاذ".
حاول أقارب معاذ منع والدته التي خرجت من المستشفى حديثاً من رؤية صوره في بداية الأمر، رأفةً بقلبها، لكنها أصرت على رؤية الصور التي انتشرت بشكلٍ سريع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندها نطقت قبل الأطباء: "راحت عين معاذ".
في مستشفيات الخليل، حيثُ نقل الصحافي معاذ عمارنة بدايةً إلى مشفى الأهلي والخليل الحكومي التقته والدته، حيث تقول: "أول كلمة قلتها لمعاذ بعد إصابته: الله يرضى عليك يما، وكانت معنوياته عالية وأخبرني أنه بخير ولا داعي للقلق".
ولد معاذ عمارنة في الحادي والعشرين من أغسطس/آب العام 1987 في مدينة القدس، وتولى مسؤولية الاعتناء بعائلته التي تضم والدته وأخواته الست، خاصة عقب وفاة والده المريض قبل حوالي 10 أعوام، حيث تقول والدته: "منذ أن كان عمر معاذ 12 عاماً، وهو يساعد والده في العمل في الأردن، حيث كنا نعيش قبل استقرارنا في بيت لحم عام 2003، إذا وجدت كلمة أصف بها معاذ؛ فهو الأب الأخ ونور عيني وكل شيء في حياتي".
اضطر معاذ لترك المدرسة في صفه العاشر الأساسي، لكنه عاد لتعلم التصوير ومهارات العمل الصحافي في دورات تقدمها جامعة بيرزيت، لينطلق إلى الميدان في العام 2009 مع وكالة رامتان، ثم إلى إحدى شركات الإنتاج المحلي في مدينة الخليل، قبل أن يستقر الأمر به في وكالة (Jmedid).
ويتمتع الصحافي المصاب معاذ عمارنة بشعبية بين الصحافيين؛ لتواضعه واستعداده للتعاون المهني مع زملائه متى احتاجوه؛ حيث يقول الصحافي والصديق الأقرب لمعاذ، عبد الرحمن حسان، من مدينة بيت لحم لـ"العربي الجديد": "لقد أثبت معاذ الذي يعمل مصوراً صحافياً مدى انتمائه للمهنة؛ ففي الوقت الذي يهتم فيه بعض الصحافيين باللقاء المالي، يكترث معاذ لجودة العمل الصحافي".
"إنت جبل يا أبو إبراهيم"، بهذه الجملة حاول عبد الرحمن مواساة صديقه معاذ عمارنة، لكنه لم يكن بحاجتها إذ حمد الله كثيراً، لكن على ما يبدو أن عبد الرحمن وهو صاحب الفيديو الأدق لطريقة استهداف الشهيد عمر البدوي من مخيم العروب شمالي الخليل أخيراً، هو من كان بحاجة لمساندة، حيث يقول: "تلقيت ضربتين في فترةٍ قصيرة، الأولى عندما قتل الاحتلال عمر البدوي بدم بارد، والثانية عندما فقد معاذ عينه، لم أتمكن من النوم لأيام".
لم يغادر الصحافيون أحمد البديري ومصعب سلهب وإياد حمد، وصحافيون آخرون غرفة زميلهم معاذ عمارنة، في مستشفى هداسا عين كارم الإسرائيلي في مدينة القدس، ويحصل أن يتناوب بعضهم على المبيت على راحته خلال الليل، وخدمته وعائلته خلال النهار.
يقول الصحافي أحمد البديري لـ"العربي الجديد": "لن نترك معاذ وحده، ولقد حاورته حول موضوع عودته للعمل الصحافي، نحن الصحافيين لن نسمح له بالعودة لتغطية المواجهات؛ لن نتحمل إصابة أُخرى لمعاذ".
يؤكد البديري أن حملة التضامن مع معاذ رفعت معنوياته كثيراً؛ إذ بالإضافة إلى التفاعل العالي مع وسم #عين_معاذ على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تلقى معاذ عمارنة اتصالات من شخصيات سياسية وفنية؛ كالرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والفنان محمد عساف.