الإعلام الأميركي يغذّي مفهوم "الإرهاب الإسلامي"

14 مارس 2017
تجاهل الإعلام الأميركي اعتداءات إرهابية ضد مسلمين(جاستن سوليفان/ Getty)
+ الخط -

وجدت دراسة أعدتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمس الإثنين، أن وسائل الإعلام الأميركية لا تغطي الاعتداءات الإرهابية كلها بالطريقة نفسها، بل تركز أكثر على الاعتداءات المنفذة من قبل مسلمين، خاصة المولودين منهم خارج الولايات المتحدة الأميركية. علماً أن هذا النوع من الاعتداءات هو الأقل شيوعاً.

واعتمدت "واشنطن بوست" في دراستها على مراجعة الاعتداءات الإرهابية كافة في الولايات المتحدة الأميركية، بين عامي 2011 و2015، وفقاً لـ"قاعدة بيانات الإرهاب العالمي" Global Terrorism Database. وتعرّف الأخيرة الإرهاب بأنه "التهديد أو الاستعمال الفعلي للسلاح والعنف غير الشرعي من قبل جهة غير حكومية، لتحقيق هدف سياسي أو اقتصادي أو ديني أو اجتماعي، عبر الخوف والإكراه والترهيب".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001، يتبادر المسلمون إلى أذهان مواطني الولايات المتحدة، كلما سمعوا كلمة "الإرهاب"، بسبب التركيز الإعلامي على الأمر. لكنْ للإرهاب وجوه متعددة. وتدرج على "قاعدة بيانات الإرهاب العالمي" اعتداءات مثل الاعتداء على كنيس يهودي من قبل أحد المتطرفين البيض في كنساس، واعتداء آخر على معبد للسيخ في ويسكونسن على يد أحد المتطرفين البيض أيضاً.

ووجدت الدراسة أن 89 اعتداءً حصل في الولايات المتحدة الأميركية، بين عامي 2011 و2015، من قبل أطراف عدة. وارتكب المسلمون 12.4 في المائة من إجمالي تلك الاعتداءات.

بعدها دققت الصحيفة في 2413 مقالاً إخبارياً حول الدراسة موضوع البحث. ولاحظت أن 24 اعتداءً لم تحصل على أي تغطية إعلامية من أصل الـ89، بينما حازت الاعتداءات المنفذة على يد مسلمين (12 في المائة) 44 في المائة من إجمالي التغطية الإعلامية. ومن أصل الاعتداءات الإرهابية كافة 5 في المائة فقط نفذها مسلمون مولودون في الخارج، أي 4 اعتداءات، لكنها حصلت على 32 في المائة من إجمالي التغطية الإعلامية.

وتعد جريمة قتل الأميركي كريغ هيكس (49 عاماً) للمسلمين الثلاثة في عمر الشباب: السوري ضياء بركات (23 عاماً) ويسر أبو صالحة (21 عاماً) وأختها رزان أبو صالحة (19 عاماً) في ولاية كارولاينا الشمالية، عبر إطلاق النار على رؤوسهم، في فبراير/شباط عام 2015، من أبرز الاعتداءات ضد المسلمين المتجاهَلة من قبل الإعلام الأميركي.

فبعد 12 ساعة على الجريمة، لم تظهر إطلاقاً في أي من الواقع والقنوات الأميركية. وبعد انتشار وسم #ChapelHillShooting بكثافة، ووصوله إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت تغطية الإعلام الأميركي للموضوع، أي بعد عشرين ساعة على الحادثة.

وجاءت دراسة "واشنطن بوست"، بعدما أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في خطابه الأول خلال جلسة مشتركة للكونغرس، الشهر الماضي، أن إدارته تركز على "الإرهاب الإسلامي المتطرف". وقبل ذلك بأسابيع عدة قدمت إدارته قائمة بـ"الاعتداءات الإرهابية" حول العالم، تضمنت 788 اعتداءً "لم تحظَ بتغطية إعلامية كافية"، وتصدرت اعتداءات المسلمين القائمة.

المساهمون