الإنترنت التي نعرفها تتلاشى... وأرشيفنا قد يختفي في أي لحظة

04 ابريل 2019
اختفت مواقع لم يُتوقع اختفاؤها (فرانس برس)
+ الخط -
ماتت مواقع إلكترونية كثيرة، وبينها من الأكثر شهرة حول العالم. لم تعد روابط بعضها تعمل، بينما تغيّرت ملكيّة أخرى، واختفت من العالم الافتراضي من دون ضجة. ومع مرور السنوات، اختفت كميات من المحتوى الذي عرفناه على الإنترنت.

وفي السياق، أشارت ورقة تحليلية لـ "بي بي سي" إلى أننا (كمستخدمين) نعتبر أن المواد التي ننشرها على الشبكات الاجتماعية محتوى سيدوم إلى الأبد، لكن الخسارة الأخيرة لحوالي 12 عاماً من الموسيقى والصور التي تكبدها موقع "ماي سبايس"، أحد أكثر مواقع الويب شعبية في الولايات المتحدة، تدل على أنّ حتى المواد التي يتم تخزينها على أكبر المواقع لن تدوم إلى الأبد.

حتى أنّ خدمات "غوغل"، عملاق التكنولوجيا، ليست محصنة؛ فقد أغلق الموقع خلال الأيام الأخيرة عدداً من خدماته، وبينها "غوغل بلاس" و"أللو"، فيما لم يسارع المستخدمون إلى نسخ صورهم وذكرياتهم في المنصة.

ونقلت "بي بي سي" عن مدير مشاركة الأرشيف في المكتبة الوطنية البريطانية، جيسون ويبر، قوله إنّ "نشر صورك على "فيسبوك" لا يضعها في الأرشيف، لأنه في يوم من الأيام لن يكون موقع "فيسبوك" موجوداً".

وهناك جانب آخر لفقدان البيانات، إذ أشارت المديرة التنفيذية لمعهد علوم الويب بجامعة ساوثامبتون، ويندي هول، إلى أن عدم أرشفة القصص من مواقع الأخبار يمكن أن يؤدي إلى رؤية انتقائية للتاريخ؛ فالحكومات الجديدة تختار عدم حفظ القصص أو الأرشيفات التي تضر بصورتها مثلاً.

وقالت أستاذة العلوم الإنسانية الرقمية بجامعة لندن، جين وينترز إنّه "بمجرد حدوث تغيير في الحكومة، أو إعادة هيكلة للحصانات، يتم إغلاق المواقع"، مدللة على ذلك بمواقع الحملات الانتخابية، والتي بطبيعتها تم إعدادها لتكون مؤقتة.

في بعض الأحيان، يكون لفقدان المواقع وقع الزلازل، مثل ما حدث مع يوغوسلافيا، عندما تم إيقاف نطاق (.yu) الأعلى في البلاد، والذي انتهى مع انهيار الدولة.

المساهمون