عاملات المنازل الأجنبيات في مصر وأزمة الدولار: عنصرية إلكترونية

29 يوليو 2016
دعوات للدفع لعاملات المنازل بالجنيه (Getty/Jonathan Torgovnik)
+ الخط -

طاولت مشكلة هبوط الجنيه المصري أمام الدولار بتأثيرها عاملات المنازل الأجنبيات، إذ أصبحت العديد من العائلات المصرية تفضل أن تدفع لهن بالجنيه بدلاً من الدولار المرتفع، الأمر الذي يعود بالضرر على هؤلاء النساء اللواتي تكلفن مشقة السفر والعمل في بلد آخر في سبيل تحسين ظروف عائلاتهن.

لكن الطرف الذي يدفع المال لديه وجهة نظر أخرى، لا تأبه بجدوى تقاضي العاملة الأجنبية أجرها بالعملة المحلية، إذ أثارت مجموعة على موقع "فيسبوك" تحمل عنوان "No more dollars for you" الجدل حول طريقة التعاطي مع هذه المشكلة بعد مقاربتها بطريقة عنصرية وطبقية.

فالعديد من المنشورات داخلها اعتبرت عاملات المنازل وجليسات الأطفال الأجنبيات عبارة عن عصابة و"مافيا" تسحب الدولار فتؤدي لارتفاع سعره، ووصل الأمر بالبعض إلى درجة المطالبة بالإبلاغ عنهن لتتمكن الشرطة من القبض عليهن.

في التسعينيات، بدأ المصريون في استقدام مدبرات المنازل، وعاماً وراء الآخر تطور الأمر، حتى أصبحت غالبية أبناء الطبقة الوسطى "الشريحة العليا تحديداً" لا تستغني عن وجود عاملة أو مربية أطفال أجنبية، لاسيما الأثيوبيات والأغوانيات والنيجيريات.

ويبدأ أجر العاملة أو جليسة الأطفال الأجنبية من 300 دولار في الشهر، ويزداد بحسب طبيعة الإقامة وإجادة العربية بجانب الإنكليزية.

أحد المنشورات على المجموعة الخاصة، لإحدى السيدات تحكي أن لديها خادمة أثيوبية وصل مرتبها إلى 550 دولاراً، وأنها رفضت إعطاءها المرتب بالدولار، وأبلغتها أنها ستحصل على 4000 جنيه مصري فقط، وحين طلبت الخادمة نصف المرتب بالدولار اعترضت السيدة، وطالبت أعضاء المجموعة بوقفة حاسمة ضد "جشع" الخادمات.

بعض التعليقات كانت حادة ومستاءة بسبب طبيعة المجموعة ومحتواها، إذ جاء في أحد التعليقات "دي تجارة عبيد رسمي.. ده رق".

وفي تعليق آخر "عايزين يعملوا باشاوات، فيجيبوا أجانب يتمنظروا بيهم ويعاملوهم زي الزفت، لبسوا في أزمة الدولار فيعملوا أيه؟، يقولوا تحيا مصر وياللا نبلغ عن الأجانب إللي سارقين البلد".

دلالات
المساهمون