هل تطرد السفارة الإكوادورية مؤسّس "ويكيليكس" جوليان أسانج؟

26 يوليو 2018
أسانج مقيم في السفارة الإكوادرية منذ 2012 (تولغا أكمن/الأناضول)
+ الخط -

السفارة الإكوادورية في لندن قد تطرد مؤسّس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، حيث لجأ قبل 6 سنوات، إذ قطعت عنه شبكة الإنترنت والاتصال بأجهزة الكمبيوتر والهاتف، منذ عدة أشهر، ولا يزال يتواصل مع محاميه، وفقاً للتقارير الإخبارية.

وكانت جولة رئيس الإكوادور الأخيرة إلى لندن قد شملت محادثات مغلقة مع مسؤولين بريطانيين، وفقاً لموقع "ذي إنترسبت". وقد يؤدي الاتفاق بينهم إلى طرد أسانج من السفارة، وبالتالي تسليمه إلى السلطات في لندن.

وتُطرح تساؤلات عدة حول ما إذا كان البريطانيون سيسلمون أسانج إلى الولايات المتحدة، حيث تعهد المشرعون بمقاضاته، لنشره مئات الآلاف من وثائق الحكومة الأميركية السرية.



العلاقة بين أسانج وإدارة لينين مورينو متوترة (دانييل ليل-أوليفاس/فرانس برس)


توتر العلاقات بين أسانج وسلطات الإكوادور

أعلنت الإكوادور، في مايو/أيار الماضي، عن إلغاء الإجراءات الأمنية الإضافية في سفارتها في لندن، بعد الكشف عن عملية تجسس بملايين الدولارات الأميركية، لحماية ودعم مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، عن طريق شركة أمن دولية ووكلاء سريين، لمراقبة زواره وموظفي السفارة.

وجاء التحرك الذي أمر به الرئيس لينين مورينو، بعدما كشفت صحيفتا "ذي غارديان" و"فوكس إكوادور" أن الإدارة السابقة برئاسة، رافاييل كوريا، مولت العملية التي تم خلالها مراقبة زوار أسانج وموظفي السفارة وعناصر الشرطة البريطانية في المكان.

ودافع كوريا، في مقابلة مع موقع "ذي إنترسبت"، عن هذه الإجراءات معتبراً إياها "روتينية ومتواضعة". وزعم كوريا الذي يعيش الآن في بلجيكا برفقة زوجته أن حكومة الإكوادور الحالية لا تسمح لمؤسس "ويكيليكس" باستقبال الزوار، وهي خطوة انتقدها، واصفاً إياها بأنها شكل من أشكال "التعذيب" وانتهاك لواجب البلاد في حماية سلامة أسانج.

وفي مارس/آذار الماضي، قطعت الإكوادور قدرة أسانج على التواصل مع العالم الخارجي، بعدما أخل بتعهد من العام 2017 بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أثناء تواجده في السفارة.

وحاز أسانج في يناير/كانون الثاني الماضي الجنسية الإكوادورية.



انتقد كوريا السياسة الإكوادرية الحالية إزاء أسانج (فرانس برس)


لماذا لجأ أسانج إلى سفارة الإكوادور أصلاً؟

في يونيو/حزيران عام 2012، كان أسانج يعيش في المملكة المتحدة، خارجاً بكفالة من السجن. وكان يرتدي جهاز رصد الكاحل عندما دق جرس باب السفارة الإكوادورية في لندن طالباً اللجوء السياسي، خوفاً من تسليمه إلى السويد حيث يواجه تهم الاعتداء الجنسي التي ينفيها. ورغم أن السلطات السويدية أسقطت ملاحقته العام الماضي، إلا أن السلطات البريطانية تريد اعتقاله لانتهاكه شروط الإفراج بكفالة.

وليس واضحاً سبب اختيار أسانج للإكوادور، لكن تجدر الإشارة إلى أن علاقة الرئيس حينها، رافاييل كوريا، بالولايات المتحدة الأميركية كانت متوترة. إذ عام 2011 قررت الإكوادور إبعاد السفيرة الأميركية في العاصمة كويتو، هيثر هوغز، واعتبارها شخصاً "غير مرغوب فيه"، بسبب ما ورد في برقيات دبلوماسية صادرة عنها وسربها موقع "ويكيليكس"، عن فساد مزعوم في الشرطة، وأن الرئيس الإكوادوري يعلم بوجود ذلك في سلك الشرطة.

منحت السفارة اللجوء لأسانج، وسمحت له بالعيش هناك، مما أثار أزمة دبلوماسية كبيرة مع المملكة المتحدة. ونشرت شرطة العاصمة العشرات من الضباط خارج مبنى السفارة الإكوادورية على استعداد لاعتقال أسانج إذا غادر المكان. لم يغادر أسانج المبنى منذ ذلك الحين.



لم يغادر أسانج السفارة منذ 6 سنوات (أندرو كووي/فرانس برس)


لماذا تلاحق الولايات المتحدة "ويكيليكس" وأسانج؟

جوليان أسانج المولود في أستراليا عام 1971، هو مبرمج كمبيوتر شارك في عمليات قرصنة إلكترونية استهدفت البنتاغون ووكالة "ناسا"، والبحرية الأميركية، والعديد من الشركات الأميركية الخاصة.

في 2006، أسّس موقع "ويكيليكس" الذي نشر معلومات سرية مسربة. على مر السنين، نشر "ويكيليكس" كميات هائلة من البرقيات الدبلوماسية غير الموثقة، احتوى آلاف منها على معلومات حساسة، وبينها وثائق استخبارية تتعلق بالحروب في العراق وأفغانستان. في 2007، حمّل دليلاً كشف كيفية تعامل الجيش الأميركي مع السجناء في خليج غوانتنامو.

عام 2010، نشر شريط فيديو يظهر طائرة هليكوبتر أميركية من طراز "أباتشي" تطلق النار على مدنيين وصحافيين في العراق يعود إلى عام 2007. الفيديو انتشر على نطاق واسع، وزعم البنتاغون أن الطاقم في ذلك الوقت اعتقدوا أن المستهدفين من المتمردين وليسوا مدنيين.

وخلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016، بدأ موقع "ويكيليكس" بنشر الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني المخترقة من "اللجنة الوطنية الديمقراطية" (دي إن سي)، ورئيس حملة المرشحة الديمقراطية حينها هيلاري كلينتون، جون بوديستا، فضلاً عن الآلاف من وثائق الاستخبارات الأميركية.

وقبل 3 أشهر، رفعت "اللجنة الوطنية الديمقراطية" دعوى قضائية ضد حملة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والحكومة الروسية وموقع "ويكيليكس" تتهمهم بالتآمر لإيصال ترامب إلى سدة الرئاسة.



نشر "ويكيليكس" آلاف الوثائق السرية التابعة للاستخبارات الأميركية (توني سافينو/كوربس)

المساهمون