احذروا التضليل... هذه الصور ليست لحرائق الأمازون
من حرائق الأمازون شمال البرازيل (كارل دي سوزا/فرانس برس)
ساعدت
وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة التغطية حول الحرائق المستعرة في
غابة الأمازون، لكنها تساهم أيضًا في التضليل. إذ بينما تحدث
حرائق حقيقية في الغابة، إلا أنّ كثيراً من الصور التي نشرها مستخدمون على مواقع ليست حقيقية، فهي إمّا مفبركة وأما أنها تعود لأحداث ومناطق أخرى، أو لحرائق سابقة في الأمازون، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس" في منشور يُدقّق في الصور، بالإضافة إلى مواقع إخباريّة عدة.
وساهم سياسيون ومشاهير وإعلاميون في زيادة التضليل حول القضية عبر نشرهم صوراً مفبركة أو تعود لمناطق أخرى. وبين تلك الصور واحدة تظهر غابة مع جدار ضخم من الدخان يتصاعد من النار. وشارك الفنان والممثل جايدن سميث الصورة، وحصلت لديه على أكثر من مليون إعجاب. وشاركها أيضاً لوغن بول على "تويتر". تظهر الصورة غابات الأمازون في البرازيل، لكنّها ليست للحرائق الحالية، بل عمرها يفوق الـ20 عاماً. فقد قالت "ذا غارديان" التي أعادت نشرها في 2007، إنّها التُقطت في يونيو/ حزيران 1989. كما قامت المواقع الترفيهية مثل 9gag وUNILAD بنشر الصورة على مواقعها ومنشوراتها على مواقع التواصل، فانتشرت بكثافة وحازت عشرات آلاف الإعجابات.
وتُظهر صورة أخرى اشتعال الأمازون، ونشرها ليوناردو دي كابريو، فحازت على حسابه على "إنستغرام" أكثر من 3 ملايين إعجاب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على "تويتر"، كما شاركها صندوق "راين فوريست تراست" على "تويتر"، لكنها بالتأكيد لا تُظهر الحرائق الحالية في "أمازون"، بل تعود إلى بويرتو مالدونادو في 2016.
وشارك الممثل ديفيد ليكاوكو أربع صور، كلّها ليست من حرائق غابة الأمازون الحالية، وبينها صورة لحريق هائل في السويد عام 2018، وصورة لحريق هائل في مونتانا عام 2000. المشكلة نفسها تنطبق على تغريدة كريستيانو رونالد، فالصورة المرفقة فيها تعود إلى عام 2013، والتقطت في ولاية ريو غراندي دو سول.
وظهرت صورة لغابة محروقة مع شجرة ما زالت قائمة، لكنّها في الحقيقة التُقطت عام 2017 من قبل مصور رويترز برونو كيلي. كما ظهرت صور لأشجار أكلتها النيران، إلا أنّها ملتقطة عام 2014 في مقاطعة مارانهاو.
الصور الأكثر انتشاراً من التي يتم مشاركتها هي بقايا الحيوانات المتفحمة، أو الحيوانات التي تحاول الهرب من حرائق الغابات، لكنها ليست لحرائق الأمازون أيضاً. وانتشرت صورة قردة تبكي وهي تحمل قرداً أصغر، لكنّها ليست من الأمازون. إذ التقطها أفيناش لودي في الهند عام 2016. بينما صورة الأرنب المحترق تعود إلى ماليبو في كاليفورنيا والتُقطت عام 2018. كما نُشرت صورة تُظهر ثعلباً على طريق ترابي يفرّ من النار، وهي مُلتقطة في ساو باولو عام 2011.
وقالت الإدارة الوطنية للمحميات: "أكثر من 200 من حراس الغابات (...) يراقبون دقيقة بدقيقة وضع الحرائق في غابات البرازيل وبوليفيا". وكانت بوليفيا والباراغواي تعرّضتا بدورهما لحرائق في غابات، ولكنّها غير مرتبطة بحرائق الأمازون.
وفي ظل صعوبة إجراء تقييمات، أشار المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء إلى استعار نيران جديدة في البرازيل، بعدد يقارب 2,500 حريق، وذلك فقط في غضون 48 ساعة.