يبرز التقرير مدى نجاح إنفاذ القانون والتعاون الصناعي في دعم استجابة المملكة المتحدة للهجمات السيبرانية. كما يفصّل عدداً من أكبر الهجمات الإلكترونية التي حدثت في العام الماضي، ويشير إلى أنّ المخاطر التي تهدّد الشركات البريطانية مستمرّة في النمو. كذلك يعترف التقرير بأنّ وضع الأمن السيبراني الأساسي لم يعد كافياً، وأنّ معظم الهجمات ستهزم من قبل المنظّمات التي تعطي الأولوية للأمن السيبراني وتعمل بشكل وثيق مع الحكومة وأجهزة إنفاذ القانون.
وفي هذا السياق، يقول الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأمن الإلكتروني، كياران مارتن "نحن محظوظون لقدرتنا على الاستفادة من خبرات مكافحة الجريمة السيبرانية لزملائنا في فرض القانون في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة".
ويتابع، حسب ما أوردت قناة "سكاي نيوز" البريطانية، أنّه على الرّغم من هذه التهديدات الحقيقية لأمن الأمة، فإنّه واثق من قدرة المملكة المتحدة على مكافحة الهجمات التي تواجهها كل يوم، وإنّ هدف الـNCSC، هو جعل المملكة المتحدة هدفاً غير جذّاب للمجرمين الإلكترونيين وبعض الدول القومية، عبر زيادة مخاطرهم وخفض عائداتهم على الاستثمار.
ويلفت التقرير إلى أنّه على الرغم من نجاح أجهزة تطبيق القانون والحكومة في مكافحة العديد من التهديدات السيبرانية هذا العام بنجاح، فإنّ عدم الإبلاغ عن هذه الجريمة من قبل الشركات يعني أنّ أدلّة حاسمة حول التهديدات السيبرانية والمجرمين قد تضيع.
من جهته، قال رئيس شركة سونيكوال للأمن الإلكتروني، بيل كونر، إنّ الهجمات الإلكترونية على المملكة المتحدة ارتفعت بنسبة 300% هذا العام، مقارنة بارتفاع بلغت نسبته 151 في المائة في جميع أنحاء العالم.
أمّا الهجمات المعروفة باسم "رانسوم وير" التي تعتمد على الابتزاز، حيث يتعيّن على الشركات أو الأفراد الدفع مقابل استعادة بياناتهم، فارتفعت بنسبة 300 في المائة في بريطانيا مقارنة بـ 226 في المائة في جميع أنحاء العالم، حسب ما أورد موقع "إكسبرس".
وقال كونر الذي يقدّم المشورة للحكومة الأميركية، إنّ المملكة المتحدة تُستهدف بشكل متزايد. وأضاف أنّه من السابق لأوانه تحديد مصادر الهجمات على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، لكن في عام 2017، نفّذ أكثر من نصف الهجمات الإلكترونية في العالم البالغ عددها 9.3 مليارات على يد قراصنة تحت رعاية دول.
من هذه الدول كوريا الشمالية التي كانت وراء فيروس WannaCry، التي أغلقت أجزاء من خدمات الصحة العامة وروسيا التي ضربت الشركات البريطانية في وقت لاحق عبر NotPetya. كذلك من الممكن أنّ ترتبط زيادة الهجمات الإلكترونية في المملكة المتحدة بمحاولة اغتيال العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته يوليا الشهر الماضي والتي ألقي باللوم فيها على روسيا.
وأشار كونر إلى أنّه باستطاعة المجرمين شراء مجموعة أدوات رانسوم وير على "الإنترنت المظلم" غير المشروع مقابل 25 جنيهاً إسترلينياً. وقال إنّ دفع فدية لا يضمن أن الخدمات العادية ستستعاد، حيث أنّ نصف الشركات التي دفعت قيمتها لم تسترد بياناتها.
ومن بين أسوأ هجمات الفدية على العالم في العام الماضي، كانت كوريا الشمالية التي طلبت من ضحاياها عبر WannaCry بعد أن عطّلت أجهزة الكومبيوتر، دفع 220 جنيهاً إسترلينياً لإعادة فتحها. وتمّ الاستيلاء على ما يقارب 300 ألف جهاز كومبيوتر في 150 دولة، وكان من بين الضحايا مؤسسات الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، مع إلغاء حوالى 7 آلاف موعد. وعلى الرغم من أنّ العديد من الضحايا في العالم دفعوا الفدية، فإنّ العديد من أجهزة الكومبيوتر بقيت معطّلة.