اختفاء جمال خاشقجي: حين فقد إعلام السعودية عقله

12 أكتوبر 2018
خديجة جنكيز (أوزان كوز/فرانس برس)
+ الخط -
هبط إعلاميون وصحف ومواقع إخبارية عربية إلى مستوى جديد من انعدام المهنية والتضليل واستغباء القرّاء، وصل إلى حد الهذيان في التعاطي مع قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، منذ يوم الثلاثاء الماضي.

إذ بعد تجاهل القضية، والاكتفاء بنشر التصريحات الرسمية، المحدودة، الصادرة عن سلطات المملكة العربية السعودية، بدأت المواقع الإخبارية بنسج روايتها الخاصة حول مصير خاشقجي، من دون أي اعتبار للحد الأدنى من المنطق والأخلاق المهنية.

الهدف الأسهل لهذه المنصات كان خطيبة خاشقجي التركية، خديجة جنكيز. اتهمها رئيس تحرير صحيفة "الرياض اليوم"، الكاتب السعودي سامي العثمان، بـ"الجاسوسية" لدولة قطر وسلطنة عُمان.


أما الكاتب السعودي صالح الحمادي، فزعم أن جنكيز ليست إلا وزير الشؤون القانونية والبرلمانية في عهد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، محمد محسوب.


قد يبدو الأمر مزحة للوهلة الأولى، لكن صحيفة "الشرق" التي ترعاها المملكة العربية السعودية، ويملكها نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، نشرت المزاعم نفسها في عددها الصادر اليوم، الجمعة، تحت عنوان "الإخونجي الهارب"، في استخفاف مدهش بالقرّاء.

عدد صحيفة "الشرق" اليوم 

كما نشرت "الشرق"، في الصفحة نفسها، صورة معدلة حول "براءة القنصلية السعودية من اختفاء خاشقجي"، ونشرها من باب السخرية، مقدم برنامج "جو شو" الذي يعرض على "التلفزيون العربي"، يوسف حسين، وتبين خروج خاشقجي من القنصلية، في التوقيت نفسه الذي دخل فيه إليها. واستبدلت الصورة المأخوذة من كاميرات المراقبة، رقم السيارة باسم البرنامج. وسبقها إلى نشر الصورة أيضاً نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي ضاحي خلفان تميم، وحذفها بعد السخرية منه على مواقع التواصل الاجتماعي.




والمصري دندراوي الهواري في "اليوم السابع" رأى في خطيبة خاشقجي "شبكة الصيد المدفوعة من جهاز استخباراتي، بهدف التخلص من جمال خاشقجي، للانقضاض على المملكة العربية السعودية، وإحراج نظامها، وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي".

يذكر أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي، دخل إلى قنصلية بلاده في إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي ولم يخرج. ومنذ اختفائه، تتوالى الروايات المتناقضة حول مصيره، كما يبدو أن السلطات التركية تتعمّد تسريب الأدلة التي تدعم كلها فرضية اختطاف خاشقجي أو تصفيته، في ظل تواصل التهرب السعودي من تحمّل المسؤولية عن العملية.