مصر: ألعاب خطيرة على الأمن القومي... الحوت الأزرق ومريم وغيرهما

07 ابريل 2018
ظهرت اللعبة في روسيا (تويتر)
+ الخط -

تجتمع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجلس النواب المصري، اليوم السبت، مع عدد من المتخصصين في مجال المعلومات، لبحث سبل التصدي للألعاب التي وصفوها بأنها "تمثل خطورة على الأمن القومي"، ومنها لعبة "الحوت الأزرق".

وكانت صدمة سادت في الأصداء المجتمعية المصرية، بعدما أعلنت نجلة البرلماني السابق، حمدي الفخراني، أن شقيقها المنتحر منذ أيام، كان يلعب "الحوت الأزرق" وأفضت به الأوامر إلى شنق نفسه.

وخلال الأيام القليلة الماضية، كان حديث الساعة في الإعلام التلفزيوني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر"، عن تلك اللعبة الفتاكة، والمخاوف من انتشارها بين الأطفال والمراهقين.

وتقدم المحاميان وحيد الكيلانى وحميدو جميل، الخميس الماضي، بإنذار على يد محضر لوزارة الاتصالات والجهاز القومي للاتصالات في مصر، لإلزام الوزير ورئيس الجهاز، بحجب تطبيق الحوت الأزرق من كافة مواقع الإنترنت المصرية.

وبحسب تصريحات صحافية أدلى بها أعضاء في لجنة الاتصالات، لوسائل إعلام مصرية، فإن اللجنة رصدت أكثر من 500 ألف شخص، حمَّلوا تطبيقات تلك الألعاب التي تشكل خطورة على حياتهم، وتحض على العنف، وكان أكثرها شيوعًا لعبة الحوت الأزرق، وبعدها لعبة "مريم" التي تشبه الشبح، وتستهدف الأطفال من سن 8 سنوات، إذ تعتمد على عدد من الأسئلة التي توجهها للاعب لإثارة فضوله، ومع التقدم في مراحلها تعمل على إثارة الرعب والفزع في نفسه.



كما تقدّم النائب شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب المصري، بطلب إحاطة عاجل من خلال مجلس النواب، ووجهه لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري، ياسر القاضي، حول انتشار تطبيقات لألعاب إلكترونية تمثل خطورة على المجتمع، في الآونة الأخيرة.

وأصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى رسمية بتحريم المشاركة في تلك اللعبة شرعا، وقالت إن على من استُدرِج للمشاركة فيها أن يُسارع بالخروج منها.

وأهابت دار الإفتاء المصرية بالجهات المعنية، تجريم هذه اللعبة، ومَنْعها بكل الوسائل الممكنة.
وانتشرت قصص لأطفال وشباب وأولياء أمور على مواقع التواصل الاجتماعي، تروي معاناتهم مع اللعبة. منهم الكاتب الصحافي محمد دويدار، الذي روى قصته مع لعبة الحوت الأزرق التي سمع بها للمرة الأولى من ابنه، حيث قال "من حوالي شهر تقريبًا ابني جه يحكيللي عن لعبة تحدي جديدة اسمها الحوت الأزرق وقعد يحكي ويحكي وهو متأثر ومنفعل جدًا. وأنا لأني كنت مشغول ساعتها فبغباء شديد سمعته بعدم تركيز وماانتبهتش لكلامه وكل اللي فهمته إنها لعبة صعبه وخلاص. فمشيت وسبته وانتهى الموضوع".

إلى أن قرأ دويدار خبر انتحار نجل النائب حمدي الفخراني بسبب تلك اللعبة، فيقول "جسمى اترعش ورجعت بالذاكره لكلام ابني، جريت اتصلت بيه أسأله عن اللعبة دى وهل لعبها؟ فجاوبني إنه خايف يلعبها بس عنده فضول رهيب ليها أنه كان عايز يستشيرني بس أنا ماديتلوش فرصة. فحمدت ربنا إنها عدت على خير".

المتداول عن أصل تلك اللعبة، أنها ظهرت في روسيا عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016 عندما انتشرت بين الشباب والمراهقين هناك على نطاق واسع. واتخذت اسمها من الحيتان التي تنتحر على الشواطئ.

مخترعها هو طالب علم النفس الروسي، فيليب بوديكين (21 عاماً). وقد تم اتهامه بتحريض نحو 16 طالبة على الانتحار بعد مشاركتهن في اللعبة، بحسب ما نشره موقع "دايلي ميل" البريطاني. وبعدها وقعت عدة حالات انتحار تم ربطها باللعبة، وهو ما خلق حالة من الذعر في روسيا، إلى أن ألقت السلطات الروسية القبض عليه، ومثُل أمام القضاء الذي أدانه وحكم عليه بالسجن.


واعترف بوديكين بالجرائم التي تسبب في حدوثها، قائلًا "أحاول تنظيف المجتمع من النفايات البيولوجية، التي كانت ستؤذي المجتمع لاحقاً". وأضاف أن "جميع من خاض هذه اللعبة هم سعداء بالموت" بحسب الصحيفة البريطانية.

وبدأ بوديكين محاولاته عام 2013 عن طريق دعوة مجموعة من الأطفال إلى موقع vk.com، وأولاهم مهمة جذب أكبر قدر ممكن من الأطفال، وأوكل إليهم مهمات بسيطة، يبدأ على إثرها العديد منهم بالانسحاب. وتتكون اللعبة من 50 مهمة، تستهدف المراهقين بين 12 و16 عامًا.

وبعد أن يقوم الشخص بالتسجيل لخوض التحدي، يُطلب منه رسم حوت على ذراعه بأداة حادة، ثم تتوالى المهمات التي يتم تكليف اللاعبين بها، حتى يصلوا إلى التحدي الرئيسي وهو الانتحار بطرق مختلفة.

اللافت أن تلك اللعبة انتشرت، خلال السنوات القليلة الماضية، في بعض دول المغرب العربي، وأودت بحياة عدد من الشباب في المغرب والجزائر وتونس. كما ظهرت عدة حالات انتحار بسببها في الكويت. ثم تم اكتشاف دخولها مصر مع أول حالة انتحار سُجلت بسببها، لنجل البرلماني السابق.

ومنذ ذلك الحين، بدأت التقارير الصحافية وخبراء علم النفس يفسرون هذه اللعبة وكيفية استقطاب الأطفال والشباب إليها، ويفردون مساحات للحديث عن أعراض قد تظهر على من يلعبها.

المساهمون