لم يكن أي من مواطني دولة قطر أو المقيمين فيها يتخيل قبل عشر سنوات فقط أن يصبح البلد الخليجي الصغير الهادئ على ما هو عليه اليوم قبل أيام من حلول موعد انطلاق مونديال كرة القدم 2022، فالتغيير طاول كل مكان، وكثير من المناطق باتت مختلفة كلياً عما كانت عليه قبل بضع سنوات.
ولا يمكن لمن زار قطر قبل أن تحوز شرف تنظيم المونديال في نهاية عام 2010، أن يتخيل ما أصبحت عليه حالياً، حتى أن من يعيشون فيها أنفسهم لا يمكنهم بعد استيعاب حجم التغيير الذي حدث على الأرض.
ظهرت مناطق حضرية كاملة، من أبرزها مدينة لوسيل، وجرى تطوير شامل للمناطق القديمة في المدن الرئيسية، خصوصاً في العاصمة الدوحة، والتي باتت مدينة مختلفة تماماً عن ما كانت عليه في 2012، إذ شيّدت فيها أغلب ملاعب المونديال الجديدة كلياً، كما شهدت افتتاح معالم حضارية كبرى، منها متحف قطر الوطني، ومكتبة قطر، وباتت تضم عشرات أسماء الفنادق التي لم تكن موجودة سابقاً.
كما تطورت الشوارع بالكامل، فاختفت "الدوارات" التي كانت منتشرة في المناطق المزدحمة، ومن أبرزها "دوار الرياضة"، و"دوار التليفزيون"، وحلت محلها إشارات مرور حديثة، وظهرت جسور كثيرة في مناطق عدة لتسهيل الحركة المرورية، وربط المناطق ببعضها، وبات مترو الأنفاق أحد المعالم التي تربط بين المناطق، وتصل بين ملاعب المونديال.
كما اهتمت الدولة بالمساحات الخضراء، وباتت الحدائق علامة تميز كل أحياء المدن، وأكبرها على الإطلاق حديقة البدع في قلب الدوحة، والتي ستستضيف "مهرجان فيفا للمشجعين".