يعلم جميع فلسطينيي غزة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أنه لا تتوفر لهم أي منطقة آمنة كي يكونوا فيها، وليس للعيش فيها، وهو تعبير أجبروا على نسيانه طوال مدة النكبة الكبرى عليهم.
في الأيام الأخيرة، تنقّل سكان شمال غزة بين ناحية وأخرى لمحاولة البقاء ورفض أوامر أصدرها الاحتلال للنزوح كلياً إلى مناطق في الجنوب التي زعم أنّها "آمنة"، قبل أن يفرض حصاراً مشدّداً على مراكز الإيواء، ويمنعهم من التنقّل، واستهدف كلّ من يتحرّك في أي مكان ووقت.
يسيطر الرعب على سكان شمال غزة في شكل دائم، ويتنقّلون بصعوبة وبقلق في وقت استخدم فيه الاحتلال أسلوب الضغط العسكري الشديد عبر عمليات برية وقصف كثيف.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا أخيراً: "يعاني الفلسطينيون من أهوال تفوق الوصف في شمال قطاع غزة المحاصر، والذي تأتي منه أخبار مروّعة من بينها تهجير عشرات آلاف قسراً، وبدء نفاد الإمدادات الأساسية، وضرب المستشفيات المكتظة بالمرضى. من الضروري أن تتوقّف هذه الفظائع". أما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فطلب التعامل مع ما يجري في شمال قطاع غزة بتصنيف المنطقة بأنها "منكوبة".
يقول سكان في مخيم جباليا: "اعتدنا النزوح منذ عام كامل، ولا بديل عن ذلك في كلّ مرة نشعر باقتراب الموت بسبب القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، وصعوبة الحركة وعدم توفّر مقومات الحياة والمساعدات، والمعاناة من الجوع والعطش".
(العربي الجديد)