قد تتعدد مصالح دول العام في علاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن شعوبها تلتقي دائماً مع جروح الفلسطينيين التي لم تندمل منذ نكبة عام 1948. هذا ما أظهرته وقفات وتظاهرات التأييد لحقوق الفلسطينيين التي عمّت شوارع العالم في ذكرى النكبة هذا العام، وكان وقع غضبها أكبر بعد أيام على فاجعة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة شبكة الجزيرة شيرين أبو عاقلة بالرصاص في مخيم جنين.
وإذا كانت ذكرى النكبة حدثاً عالمياً، فإن أهميتها الأكبر بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين لا يمكن أن ينسوا يوماً اغتصاب الاحتلال الإسرائيلي أرضهم، وتنفيذه عمليات تطهير عرقي في حقهم، هو استمرارها في عقول الأجيال المتعاقبة عبر نقل ذاكرة الكفاح الطويل الذي رافق السنوات السابقة، وعايش محطات مقاومة واستشهاد جُبلت أحياناً بمشاعر الآمال الكبيرة باستعادة الأرض الغالية، وأحياناً أخرى بالإحباط من عدم تحقيق الهدف المنشود في ظل الواقع الصعب.
هذه الذاكرة تواكب اليوم طريقة تداول الجيل الجديد وقائع النكبة، ومعلوماتها التي باتت كثيرة في ظل الثورة التكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي.
واللافت أن المعلومات التي يتداولها ناشطو الجيل الجديد عن أرضهم المسلوبة تزيد تعلّقهم بقضيتهم وافتخارهم بهويتهم في أي مكان يتواجدون فيه. وهم يؤكدون أن "المتوارث عن أرض فلسطين ليس فقط ما نقله إلينا أجدادنا من كلام، بل المعلومات التي تتعزز يوماً بعد يوم عن الرقي في أساليب عيش فلسطينيي مرحلة ما قبل النكبة في مدنهم وبلداتهم وقراهم العامرة بالاطمئنان والسلام، وتطورهم الثقافي وحرصهم على رفع مستوى الحياة، وتكريس طباع الإنسانية النبيلة في كل جوانب الحياة.
(العربي الجديد)