إنها بالدرجة الأولى حماسة استعادة لحظات الطفولة التي تجعل البالغين يركبون الدراجات الهوائية، للتجوّل في الطرقات وبين الأزقة والشوارع الضيقة. يشعرون بسعادة على متنها، وقد يستعيدون شيئاً من حيوية أجسادهم التي تراجعت في ظل انغماسهم في استخدام وسائل النقل الأكثر حداثة، وبالتالي أكثر سرعة التي تسيّر أنماط حياتهم، وتنقلهم إلى أعمالهم وأماكن الحصول على احتياجاتهم اليومية.
قبل نحو عقد زمني أو أكثر، انطلق التفكير في ربط أسلوب الحياة اليومي بوسيلة تنقّل إيكولوجية تحافظ على البيئة، وتوجد التناغم المطلوب بين الإنسان والطبيعة، من مبادرات فردية نظر إليها القسم الأكبر من الناس باعتبارها دخيلة على حياتهم، حتى إن بعضهم كانوا ينظرون إلى محبي ركوب الدراجات الهوائية بأن أطوارهم غريبة، رغم أن بعضهم كانوا من ذوي الوظائف والمصالح الناجحة الذين قرروا فقط تطبيق أساليب عيش مختلفة.
أما اليوم، فيمكن تصنيف مطلقي فكرة ركوب "دراجات الطفولة" بأنهم امتلكوا رؤية استباقية للمتغيرات التي سيعرفها العالم في علاقته مع الطبيعة، وباتت اليوم ركيزة مبادرات زيادة الوعي بأهمية وسائل النقل قليلة الكلفة والصديقة للبيئة التي يحتاجها الإنسان لتجنب مشاكل التعديات، واستعادة التناغم مع الطبيعة، كي لا يتحول الكون إلى فناء.
في السياق، يخصص ناشطون مطلع يونيو/ حزيران الجاري لإحياء اليوم العالمي للدراجات الهوائية، وتحتفل به بلدان عدة على امتداد الصيف.
(العربي الجديد)