من تداعيات الحرب الروسية غير المتكافئة على أوكرانيا أنها جعلت البلد المستهدف بمختلف أنواع الأسلحة البرية والجوية والبحرية مفخخاً بكميات من الصواريخ والقذائف وربما الألغام غير المنفجرة. ويحتم ذلك استناداً إلى تجارب في بلدان شهدت حروباً سابقة، تنفيذ حملات لنزع الألغام قد تمتد لسنوات، وتكلف ملايين الدولارات، وتترافق مع سقوط عشرات وربما مئات وآلاف الضحايا.
تتناثر في أرجاء مناطق مختلفة من أوكرانيا، سواء كانت في مدن أو قرى تتضمن مساكن أو مصانع أو أراضيَ زراعية، مخلفات أسلحة روسية غير منفجرة، تهدد الأرواح في أي وقت، لكن لا بدّ من المرور عبرها لسلوك طرق اعتيادية إلى أماكن مأهولة، أو لجلب احتياجات. وبعض هذه المخلفات يكون أيضاً بين جدران منازل، وفي مزارع حيوية وضرورية للغذاء والحياة.
بالطبع تستخدم الفرق العسكرية والتقنية في أوكرانيا حالياً، ما يتيسر من قدرات بشرية وخبرات لا تزال صامدة في البلاد، وما يتوفر من معدات لمحاولة "تنظيف" المناطق من مخلفات الأسلحة غير المنفجرة التي تهدد السكان، لكن جهود "التنظيف الكامل" ستحتاج إلى أشهر وربما سنوات لإزالة المخاطر بالكامل، والتعاون مع خبراء دوليين، علماً أن الضوء الأخضر لم يمنح بعد لهذه العمليات باعتبار أن الحرب لا تزال متواصلة.
يشار إلى أن إحدى العراقيل المعهودة التي تواجهها عمليات إزالة مخلفات الحروب، توفير خرائط بمناطق الألغام تحديداً، وهي مواقع لا يمكن تحديدها حالياً في انتظار تبلور خريطة الغزو الروسي.
(العربي الجديد)