يعيش أطفال غزة يوميات العدوان الإسرائيلي الوحشي بكل تفاصيله، فعشرات الآلاف منهم نزحوا مع عائلاتهم، والآلاف فقدوا منازلهم بسبب القصف، وآلاف آخرون فقدوا أحد الأبوين أو أفراداً من عائلاتهم أو جيرانهم.
معظم جرحى العدوان هم من الأطفال، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إن أكثر من 80 في المائة من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد"، وإن ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، كما أن نحو 400 طفل يُقتلون أو يصابون كل يوم في قطاع غزة، والباقين يعانون من صدمات عصبية أو نفسية.
رغم كل تلك المأساة، لا يزال آلاف الأطفال حريصين على الصمود، ويتحدى بعضهم الظروف القاهرة، فقد ولدوا وعاشوا كل سنوات عمرهم في ظل حصار إسرائيلي مطبق، وعاش الكثير منهم حروباً سابقة، فالعدوان الحالي ليس الأول على القطاع.
يبحث بعض الأطفال بين ركام المنازل عن ألعاب أو أغراض قد يستفيدون منها، ويمارس بعضهم الألعاب الشعبية المتوارثة فوق الأنقاض، وبينما بات بعضهم مسؤولاً عن جلب الطعام أو الشرب، أو الوقوف في طوابير المساعدات، إلا أن هؤلاء يحاولون في أوقات الفراغ المحافظة على براءة طفولتهم التي يحاول الاحتلال سلبهم إياها، فيمارسون اللهو، أو الرسم، أو اللعب بالبالونات. رغم القصف والدمار، يظل الأطفال أطفالاً.
(العربي الجديد)