نفت وزارة الخارجية الإيرانية صحة تقارير صحافية تتعلق بطلب تقدمت به طهران أخيراً لإجراء مفاوضات مع كل من واشنطن والرياض.
ونقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، وصفه لهذه التقارير بـ"مزاعم لا أساس لها من الصحة"، مؤكدا أن بلاده "لم تقدم أي طلب لإجراء مفاوضات مع الإدارة الأميركية والحكومة السعودية".
ولفت موسوي إلى أن إيران "لا تجري أي مفاوضات مع السعودية سوى حول قضايا لها علاقة بالحج، وهي منفصلة عن القضايا والعلاقات السياسية بحسب اتفاق بين الجانبين"، بحسب قوله.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "السعودية دولة مهمة في المنطقة، لكنها دخلت مسارا غير صحيح واتبعت توجها غير بنّاء خلال السنوات الأخيرة، ما أدى إلى مصائب وأزمات كثيرة في المنطقة".
وأعرب عن أمله أن "تعود السلطات السعودية إلى المسار الذي فيه الخير لشعوب المنطقة"، موضحا أن إيران "حينها ستكون مستعدة للتعامل معها في إطار التعاون الإقليمي الثنائي".
وشدد على أن سياسة طهران "واضحة تجاه جيرانها وهي تقوم على احترام متبادل وحسن الجوار"، قائلا إن بلاده "تعطي الأولوية لبناء علاقات مع دول جارة تنظر بواقعية إلى الأحداث الإقليمية والدولية".
يذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، قد أعلن الأربعاء الماضي، استعداد بلاده لإجراء "مفاوضات مشروطة" مع الإدارة الأميركية، بقوله "إننا دوما كنا رجال التفاوض والدبلوماسية كما نحن رجال الحرب والدفاع، لكن لا يمكن التفاوض إلا إذا رفعت الضغوط كافة، ويتم تقديم الاعتذار عن التصرفات غير الشرعية وأن يكون هناك احترام متبادل".
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الأربعاء الماضي من نيويورك، أن الولايات المتحدة تتبع سياسة "خطيرة جدا" تجاه إيران، ولفت إلى أن أميركا لا تحتاج لطاولة تفاوض جديدة والاتفاق النووي أفضل اتفاق يمكن تحقيقه.
وفي أغسطس/آب عام 2018، أعلن المرشد الإيراني، علي خامنئي، حظر إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية على غرار حظر مماثل لمؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية، آية الله الخميني.
وسبق أن كسرت طهران حاجز المفاوضات مع واشنطن لأول مرة في تاريخ الثورة الإيرانية، أثناء إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وتوّجت المفاوضات حينئذ بالاتفاق النووي مع المجموعة السداسية الدولية عام 2015، قبل أن يقرر الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الانسحاب من هذا الاتفاق.
وخلال تلك المفاوضات، أجري اتصال هاتفي، هو الأول من نوعه بين روحاني وأوباما، كما التقى وزيرا خارجية البلدين مرات عدة قبل الاتفاق وبعده.