إحصاءات: "النهضة" التونسي يستحوذ على قرابة نصف البلديات المنتخبة

02 يوليو 2018
+ الخط -

كشفت الإحصاءات الأولية المتعلقة بانتخابات رؤساء البلديات التونسية حصول حزب "النهضة" على النصيب الأكبر من رئاسات البلديات، بنسبة تناهز أربعين بالمائة إلى اليوم.

وحصل حزب "النهضة"، بحسب التقارير الجهوية، على 84 رئاسة بلدية، في حين حصل حزب "نداء تونس" على 52 فقط، من جملة 210 بلديات تم تنصيبها من مجموع 350 بلدية، وهو ما يمثل نسبة 60 في المائة.

وحصد المستقلون أكثر من 70 رئاسة، أي ما يقارب 35 بالمائة من رئاسة البلديات المنتخبة إلى حد اليوم، أما بقية الأحزاب المعارضة، فقد حصلت على رئاسة 20 مجلسًا بلديًا، وتشمل القائمة تحالف "الجبهة الشعبية" اليساري المتزعم للمعارضة، و"حزب التيار الديمقراطي" المعارض، و"حركة الشعب"، و"الائتلاف المدني"، الذي يضم نحو 11 حزبًا سياسيًا.

وتمكن حزب "النهضة"، متصدر الأحزاب السياسية من حيث الحضور البلدي وعدد المقاعد في الانتخابات الأخيرة، من الظفر أيضًا بنصيب الأسد من الرئاسات بانتشار منقطع النظير، يضاف إلى تفوقه على بقية الأحزاب باعتباره الحزب الوحيد الذي فاز بمقاعد في جميع بلديات البلاد.

وبيّن عماد الخميري، المتحدث باسم حزب "النهضة"، لـ"العربي الجديد"، أن حزبه راض على تقدم تركيز المجالس البلدية، وانتخاب الرؤساء، وتنصيب اللجان، ويعتبر أن المهم اليوم هو العمل الجماعي المشترك، وضمان استقرار هذه المجالس بين مختلف أعضائها على أساس مصلحة المواطن والمناطق البلدية.

ولفت إلى ضرورة الانكباب على حل مشاكل المواطنين المتراكمة، والإسراع بإيجاد حلول جماعية للنهوض بالبلديات التي تمر بظروف صعبة.

ويعتبر مراقبون أن حزب "النهضة" بلغ مرحلة "التمكين" المحلي، ونجح في فرض خيار التوافق على "نداء تونس"، وحتى على معارضيه الذين طالما نادوا بمقاطعته ورفض التحالف معه.

وراهن حزب "النهضة" على قوة الانتشار والعوامل المحلية والواقع في القرى والأرياف، من خلال فهم طبيعة العمل المحلي والقواعدي، ما مكنه من الفوز بأكبر عدد ممكن من الرئاسات، بالرغم من إعلان الجميع رفضه التعاطي معه، بما في ذلك شريك الحكم "نداء تونس".

وجاءت نتائج تنصيب المجالس البلدية، وتوزيع المسؤوليات محليًا، لتكذب نظرية نهاية التوافق ومراجعة التحالفات، لتكشف عن تعزز الشراكة بين الحزبين الكبيرين، بل كشفت عن عمق محلي في التوافق.

ونجحت السلطات الجهوية في عقد الجلسات الانتخابية، بالرغم من الخلافات الطفيفة التي شابت عددًا من البلديات بسبب دعوة المحافظين إلى سرية الجلسات، وعدم حضور السكان، إلا أن تونس تقترب بثبات نحو إتمام توزيع المسؤوليات والرئاسات على المستوى المحلي في جميع المحافظات، باستثناء العاصمة التي من المرجح أن تكون يوم غد.

ويبقى الخلاف على رئاسة بلدية العاصمة "شيخ المدينة" قائمًا بين مرشح حزب "النهضة"، سعاد عبد الرحيم، وكمال ايدير، مرشح "النداء"، وبالرغم من نجاح التوافقات المحلية في إنهاء الأزمة في عدد من الجهات، تبقى العاصمة نزالًا مؤجلًا خاضعًا لرئيسي الحزبين، راشد الغنوشي، وحافظ قايد السبسي.