The Lumineers... كما لو أنّ ما مضى كان حادث سيارة

30 يناير 2022
الحبّ لم يصمَّم لإضاعة الوقت (إيلّا هوفسبين / Getty)
+ الخط -

أخيراً، أصدرت فرقة الروك الشعبية الأميركية، The Lumineers، ألبومها الجديد Brightside، وهو العمل الرسمي الرابع في مسيرة الفرقة. في هذا الإصدار، يعود ويسلي شولتز وجيرميا فرايتس ليصنعا ألبوماً قصيراً، لا تتجاوز مدته الـ 30 دقيقة، موزعة على تسعة مسارات، لكنه يحتوي على جرعة كبيرة من التفاؤل والأمل.

تبدأ الأغنية الافتتاحية في الألبوم، Brightside، بموسيقى تحمل قدراً كبيراً من البهجة والصخب، تتناغم فيها ضربات الدرامز التي تتواتر بإيقاع منخفض مع الطبقات الحادة من صوت الغيتار الكهربائي، لتوفر بداية متفائلة للألبوم، وتترك أثراً شبيهاً بأغاني الكانتري، رغم اعتمادها بشكل كامل على جميع عناصر أغنية الروك الكلاسيكية. وتصاحب هذه الموسيقى كلمات تعزز التفاؤل والبهجة، إذ يتردد في لازمة الأغنية: "سأكون جانبك المشرق الليلة".

في الأغنية الثانية، A.M. RADIO، تزداد سرعة الإيقاع وتزداد الموسيقى صخباً، لتنصهر معها كلّ المشاعر السلبية التي تنكسر قبل أن تتبلور. يرد في الأغنية "الموسيقى ستستمر للأبد"، ليغطي صوتها على مشاعر الألم الطفولية التي تلوح في الأفق.

الأغنية التالية، Where we are، تبدو وكأنها استجابة للأفكار السوداوية التي انتشرت منذ انتشار جائحة كورونا، وتبدو كأنها جرعة من التفاؤل والدعم يحتاج إليها الناس للخروج من حالة التشاؤم السائدة؛ فتتصرف الأغنية كما لو كانت السنوات القليلة الماضية حادث سيارة، كان له أثر سلبي، لكن يجب ألّا يسيطر على حياتنا، فيرددون في الأغنية: "لا أعرف أين نحن، لكن سيكون الأمر على ما يرام".

بعدها، نصل إلى الأغنية الأكثر إبداعاً وإثارةً في الألبوم، BIRTHDAY، التي تبدو مستوحاة من أغنية تحمل الاسم ذاته لفرقة البيتلز. تتكرر فيها الكلمات التي تعزز التفاؤل: "لا بأس، لا بأس، لا بأس... إنّه عيد ميلادك". وتتلوها أغنية BIG SHOT، التي تبدو كصورة بانورامية ترصد كلّ التفاصيل بلقطة واحدة، لتوضح كلّ ما يبرر التفكير السلبي وهواجس القلق خلف التفاؤل المنشود، الذي يجب أن يتحقق حتى لو افترضنا أنّه مجرد استثناء يقدم في عيد الميلاد.

بعدها نصل إلى أغنية Never Really Mine، تبدو كلماتها مستوحاة من أغنية August لتايلور سويفت؛ إذ تجري استعارة جمل كاملة ضمن سياق مشابه، منها: "الحبّ لم يصمَّم لإضاعة الوقت". وكذلك جملة "لا تتلاشَ" التي تتكرر طوال الأغنية، لتؤدي ذات الدور الذي تلعبه بأغنية سويفت. نتيجة هذه الاقتباسات بدت جيدة للغاية، إذ يمكن أن نصف الأغنية بأنّها الأكثر صدقاً وحساسية في الألبوم كله.

وفي الأغنية التالية، ROLLERCOASTER، تقوم The Lumineers بإعادة صياغة الأفكار ذاتها بطريقة شعرية، لتعبر عن الرغبة بالحياة والأمل في الأجواء السوداوية العامة المسيطرة على حياتنا. يرد في الأغنية: "أعرف ما هذا، أستطيع أن أشعر بالصدأ... لقد كان الجميع مخطئين، كانوا على الحافة يموتون ليعيشوا. أتمنى أن أتمكن من الإبحار والعثور على جزيرة أخرى، أتمنى أن نبدأ من جديد وأن أنجب طفلاً آخر". إلّا أنّ هذه الشعرية القائمة على الإدراك والتمييز بين الحالة السائدة والرغبة في حياة أفضل تعكس جانباً سوداوياً تبدو The Lumineers وكأنّها كانت تهرب منه طوال الوقت.

ومنها نصل إلى أقصر أغاني الألبوم، REMINGTON، التي تبدو أقل أغاني الإصدار إثارةً للاهتمام، فهي تفتقر إلى بعض الإمكانات، ولا ترتقي إلى مستوى الأغاني الأخرى في العمل.

ويختتم الألبوم بأغنية REPRISE؛ حيث تجمع العديد من اللحظات والمشاعر التي مرت في الأغاني السابقة، لتنسج منها الصورة الختامية، التي تبدو نهاية نموذجية لعمل مختلف عن كل النسق السائد في موسيقى الروك بالأعوام الأخيرة.

المساهمون