استمع إلى الملخص
- التكملة الجديدة وتحدياتها: Code Geass: Rozé of the Recapture يحاول إعادة إحياء السلسلة ببطلة جديدة تُدعى روزي، لكن تقديم "الغياس" لم يكن بنفس القوة، مما أدى إلى ضعف في السرد.
- التقييم العام والتحديات البصرية: رغم التجربة البصرية الجميلة، يعاني العمل من الاستسهال البصري وخدمة المعجبين المبالغ بها، مما يثير تساؤلات حول نهاية العصر الذهبي للأنمي.
Code Geass واحد من الأعمال الأيقونية في عالم الأنمي، إذ ترك تأثيراً كبيراً على الجمهور منذ عرضه الأول في عام 2006 وحتى اليوم. تدور قصته الأساسية حول لولوش لامبيروج، الأمير المنفي الذي يسعى إلى الانتقام من إمبراطورية بريطانيا باستخدام قوة غامضة تُسمى "الغياس". من خلال شخصيته الكارزمية والذكية، استطاع لولوش قيادة ثورة ضد القوى الاستعمارية، في قصة مليئة بالتوتر النفسي والمعارك الاستراتيجية.
مع إصدار Code Geass: Rozé of the Recapture، وهو تكملة لفيلم Lelouch of the Resurrection، يمكن النظر إلى هذا العمل على أنه محاولة لإعادة إحياء السلسلة من خلال تقديم عناصر جديدة مع الحفاظ على الجوهر الأصلي لها. وهذا خيار شُجاع بسبب استبدال شخصية لولوش ببطلة تُدعى روزي أو ساكويا، وهذا ما قد لا ينال حماس المعجبين المهووسين بالسلسلة القديمة، ويتوقّعون تأثير الشخصية القديمة نفسها.
في الإصدار الجديد، تبقى قوة "الغياس" التي تسمح لحاملها بالتلاعب بإرادة الآخرين محوراً رئيسياً، لكن تقديمها في هذا الجزء لم يكن بالقدر نفسه من القوة والإبداع الذي رأيناه في السلسلة الأصلية. من خلال روزي/ساكويا، تظهر القوة بطرق مثيرة للاهتمام، لكن عدم تعمّق المسلسل في استكشاف تأثيراتها على الشخصيات أدّى إلى ضعف في بعض الأجزاء السردية.
ومن غير المنصف مقارنة العملين بسبب عدد الحلقات القصير للجزء الجديد، مقابل خمسين حلقة في الموسم الرئيسي الذي تمكّن، بسبب مساحة الحلقات المتاحة، من تقديم شخصياته ومأزقها الأخلاقي بعمق. وأيضاً، فإن الانبهار الأول بالتعقيدات الأخلاقية المصاحبة للقوة الأخلاقية التي يريد بها صاحبها الخير قد احترقت من البداية، ومن غير الممكن توقُّع تجربة أقوى.
عام 2006، ظهر كل من Code Geass وDeath Note، وسبقهما Monster عام 2004. كان ذلك العَقْد مليئاً بالأعمال ذات الطابع النفسي القوي التي تتعمق إلى داخل النفس البشرية. كل من ياغامي لايت ولولوش حصلا على قوة خارقة، أرادا استخدامها في البداية للخير، لكن امتلاك قوة مطلقة مثل مذكرة الموت أو "الغياس"، ينتهيان بالسقوط في أزمات أخلاقية معقدة، توضّح عدم قدرة البشر على التسامي مع قوة إلهية من دون ثمن، أو تلطيخ أيديهم. نهاية لولوش اختلفت عن نهاية لايت، لأنه لم يكن فردانياً مثله. نهاية Code Geass تصنف كأفضل نهايو في عالم الأنمي، أو واحدة ضمن الخمس الأوائل بحسب تصنيفات أخرى. مع نهاية أيقونية كهذه، هل يمكن استعادة التجربة؟
قدّم صناع العمل كوناً كاملاً من عالم "الغياس"، في أفلام وحلقات خاصة. ويبدو أنهم يطمحون إلى جعله عالماً متكاملاً يمكن خلق المزيد من القصص داخله، وهذا ممكن. إذا استبعدنا التوقعات غير المنصفة في مشاهدة لولوش جديد، فيمكننا الحكم على خارج نطاق البحث عما كان في الماضي، لكن هذه ليست المشكلة. المشكلة هي أن السلسلة لم تخاطر بما يكفي.
عند تقييم القصة في هذا الجزء من السلسلة، نجد أن العمل يقدم محاولة جديدة لاستكشاف موضوع القوة الإلهية عبر شخصية روزي، ولكنه يفتقر إلى التماسك الكامل في تقديم هذه الفكرة. كان من الممكن تعزيز القصة من خلال تقديم صراعات داخلية وتحديات تواجهها روزي، ما يضيف بُعداً إضافياً للتجربة ويجعلها أكثر إثارة. الانتقال من تقديم قوة إلهية عبر شخصية ذكورية إلى تجسيد جديد لهذه القوة عبر روزي، يتطلب تعزيزاً في التنفيذ لجعل التجربة أكثر تأثيراً، لكن هذا لم يحدث. تمتلك شخصية روزي الصفات الكاملة لتكون البطلة الجديدة، لكن عدد الحلقات لم يكن كافياً لعرض الشخصيات وعرض الأحداث، لذا فبعدها النفسي لم يكن مميزاً رغم امتلاكه الإمكانيات.
على الجانب البصري، يمكن اعتبار Code Geass: Rozé of the Recapture تجربة جميلة لمحبي الميكا وقتالاتها وألوان الآلات، كما كان في الموسم الأصلي. مع ذلك، طاول الاستسهال هذا الموسم أيضاً، ليبدو وكأنه نسخة Gundam Wing، القديم أيضاً، بتطابق بصري تقريباً مع شخصياته، مثل شخصية نورلاند التي تبدو وكأنها زكس ماركيز.
خدمة المعجبين المبالغ بها تؤثر أيضاً على جدية العمل، رغم أنها تتيح متنفساً للأحداث المكثفة في 12 حلقة، لكنها تقدم الشخصيات الأنثوية بمبالغة جنسية. هذا الخيار أيضاً مضى عليه الدهر، وبات كوميدياً إلى حد ما، ما يؤثر على أخذ الشخصيات على محمل الجد.
تطرح تجربة Code Geass الجديدة السؤال حول نهاية العصر الذهبي للأنمي، وهو ما أعلنه المخرج الشهير هاياو ميازاكي. بدلاً من الابتكار، نرى نسخاً آمنة من أعمال ناجحة وإعادة إنتاج للكثير من الأعمال القديمة، وبجودة أقل وبعدد حلقات أقل بكثير، كما نرى قصصاً مشابهة للقديمة خصوصاً في أنميات السحر. كان عام 2024 مخيباً بالنسبة للأنمي، وإن استمر هذا حتى العامين القادمين، فإن العصر الذهبي للأنمي قد ينتهي بالفعل.