مع ارتفاع عدد الصحافيين الشهداء الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وجنوب لبنان، دعت 6 منظمات حقوقية الرئيس الأميركي جو بايدن إلى "التحرك فوراً وبشكل حاسم" لتأمين ظروف صحية وآمنة لعمل الصحافيين.
وقالت كل من لجنة حماية الصحافيين، ومراسلون بلا حدود، وهيومن رايتس ووتش، وفريدوم هاوس، وفريدوم أوف ذي برس فاونديشن ، (FPF)، ومعهد Knight First Amendment Institute في جامعة كولومبيا، في رسالة مشتركة موجهة إلى بايدن: "تملك الولايات المتحدة سجلاً طويلاً من الدعم القوي لإسرائيل، بما في ذلك المساعدات المدنية والعسكرية، ومن الواضح أنها واحدة من شركاء إسرائيل الأكثر نفوذاً"، في إشارة إلى الضغط الذي يمكن أن تمارسه واشنطن على الاحتلال الإسرائيلي لإيقاف استهداف الصحافيين في غزة، بعدما بلغ عدد الشهداء من القطاع الإعلامي 114 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، وكان آخر الشهداء الصحافي أحمد بدير.
كما قالت المنظمات الست في رسالتها إلى بايدن: "نعتقد أنه يمكن لإدارتك، بل يجب عليها، أن تفعل المزيد للمساءلة في قضية الصحافيين الذي قتلوا، ولحماية ودعم الصحافيين المحليين والدوليين الذين يغطون هذه الأعمال العسكرية (أي العدوان الإسرائيلي على غزة)". وأضافت المنظمات في الرسالة: "يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها الكبير لدى الحكومة الإسرائيلية للضغط عليها لضمان قدرة الصحافيين على توثيق العمليات العسكرية بأمان، وتسليط الضوء على امتثالهم للقانون الإنساني الدولي".
وذكّرت الرسالة بالتقرير الصادر عن لجنة حماية الصحافيين، الصادر في 21 ديسمبر/ كانون الأول، الذي أشار إلى أن الأسابيع العشرة الأولى من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هي "الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحافيين"، مع تسجيل مقتل أكبر عدد من الصحافيين خلال عام واحد في مكان واحد، علماً أن "أغلب الصحافيين والعاملين في مجال الإعلام القتلى جراء الحرب هم من الفلسطينيين". وأشارت الرسالة إلى أن تقرير لجنة حماية الصحافيين أشار بشكل واضح إلى أن أغلب هؤلاء الصحافيين قتلوا على يد جيش الاحتلال. كما ذكرت الرسالة بنتائج التحقيقات التي أجرتها مؤسسات ومنظمات عدة بينها فرانس برس، ورويترز، ومراسلون بلا حدود، حول قتل الاحتلال للمصور اللبناني الشهيد عصام العبد الله في 13 أكتوبر الماضي في جنوب لبنان.
وتضمّنت الرسالة 5 نقاط، رأت المنظمات أن على الإدارة الاميركية العمل على تنفيذها لضمان سلامة وحرية الصحافيين في تغطية العداون:
- دعوة جميع أطراف النزاع المسلح إلى: احترام حق الصحافيين في الإبلاغ عن الأعمال العدائية، وضمان سلامة الصحافيين، والسماح لجميع الصحافيين الذين يسعون إلى مغادرة غزة بالقيام بذلك، ووقف القتل العشوائي والمتعمد للصحافيين، على الفور وبصورة عاجلة. وإجراء تحقيق شامل في جميع الاعتداءات على الصحافيين، ومحاسبة الأفراد الذين يتبين أنهم مسؤولون عنها.
- مطالبة إسرائيل ومصر بالسماح للصحافيين الدوليين بالوصول إلى غزة، وبوقف إسرائيل قطع الاتصالات، واتخاذ الخطوات اللازمة لضمان سلامة الصحافيين المسموح لهم بدخول القطاع وكذلك العاملين هناك.
- إجراء تقييم شامل وشفاف للاستخدام الإسرائيلي للأسلحة والمساعدات العسكرية الأميركية، لضمان الامتثال للقانون الأميركي، والقانون الدولي، ومسؤوليات حماية المدنيين.
- مطالبة إسرائيل بالسماح بمرور معدات الحماية الشخصية والمواد المستخدمة لتغطية الأخبار، مثل الخوذات والسترات الواقية من الرصاص وشواحن الهواتف وبطاقات eSIM وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، للصحافيين في غزة والضفة الغربية.
- دعم إجراء تحقيقات سريعة وشفافة ومستقلة في مقتل جميع الصحافيين وإنهاء نمط الإفلات من العقاب القائم منذ فترة طويلة في عمليات قتل الصحافيين على يد الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة.