5 وجوه من غزة: هاتف وكاميرا ودمار

23 أكتوبر 2023
الناشط والمصوّر الغزيّ معتز عزايزة (فيسبوك)
+ الخط -

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، برز ناشطون وصحافيون شباب في قطاع غزة، سرعان ما تحوّلوا إلى مصدر للأخبار بالنسبة إلى كثيرين على مواقع التواصل، إذ عملوا على نقل واقع العدوان الإسرائيلي على القطاع لحظة بلحظة، متنقلين في الأحياء والشوارع، مصورين الشهداء والجرحى، والدمار الذي خلفته وحشية الاحتلال.
وفي ظل منع الاحتلال الإعلام الأجنبي من دخول القطاع، تحوّل هؤلاء إلى صوت الغزيين بواسطة المقاطع المصورة بهواتفهم.
نسلّط الضوء هنا على 5 من هؤلاء الشباب والشابات:

أحمد حجازي

ينقل أحمد حجازي واقع غزة المأساوي لجمهوره المؤلف من 1.2 مليون متابع في "إنستغرام"، وقد كان من أوائل من وصلوا إلى حي الرمال في مدينة غزة، بُعيد القصف الإسرائيلي الذي دمّر الحي. قبل العدوان الإسرائيلي الجديد كان حجازي يستخدم تأثيره إيجابياً في مواقع التواصل، لتسليط الضوء على المبادرات المجتمعية، وعرض الجانب الآخر الذي لا تسلط وسائل الإعلام الضوء عليه في القطاع.
أما الآن، فهو ينشر مقاطع فيديو من داخل المستشفيات، حيث الأطفال مذعورون والأطباء يغالبون الإرهاق ويكافحون لإنقاذ الجرحى من الموت.
يتنقل حجازي بشكل يومي بين الأحياء التي تتعرض للقصف، ويصوّر الشهداء، والناجين، ويتحدّث مع أهالي الضحايا، أو هؤلاء الذين لا يزالون في رحلة البحث عن مفقودين تحت الركام.

 

محمود زعيتر

لطالما تابع المستخدمون العرب والفلسطينيون المحتوى الإيجابي الذي ينشره محمود زعيتر (37 عاماً)، عبر صفحته على "فيسبوك" (1.4 مليون متابع)، و"إنستغرام" (716 ألف متابع). وقد لُقّب زعيتر بـ"وزير السعادة"، فهو ممثل كوميدي ساهم في تأسيس فرقة "تشويش" الشعبية الكوميدية، وعمل على رسم الابتسامة على الوجوه.
أما الآن، فمنشوراته تتوزّع بين مشاهد الدمار والموت والشهداء والاستغاثة التي تطالب العالم بالتدخل ووقف العدوان وبكاء على أهله وشعبه في قطاع غزة.
ولعل أكثر فيديوهاته تعبيراً عن الوضع الحالي هو ذاك الذي نشره الأسبوع الماضي، يوضح فيه الفرق بين المحتوى الذي كان يقدّمه قبل العدوان، وذاك الذي يحتل حساباته منذ 7 أكتوبر. إذ انهار باكياً، وهو يتحدّث عن الأوضاع في القطاع.

بلستيا العقاد

بلستيا العقاد (22 عاماً) ناشطة إعلامية توثّق بالفيديو تفاصيل وقصصاً إنسانية من قلب غزة، لاعبةً دور "المواطن الصحافي". في أحد المقاطع تقول العقاد: "لقد شهدتُ العديد من الاعتداءات سابقاً، وكذلك الانتفاضات، ولكن ما أشهده، اليومَ، هو نسخة مُحدَّثة"، في إشارة إلى حجم إجرام الاحتلال هذه المرة.
وعملها ليس سهلاً. فبينما تتحدّث العقاد إلى الكاميرا تُسمع أصوات القذائف في الخلفية، فيما تغطي هي آثار المجازر على الأرض. وتنشر بلستيا العقاد أخبار غزة لـ800 ألف متابع على حسابها في "إنستغرام"، بالرغم من معاناتها مع سوء خدمة الخلوي والإنترنت. 
وقبل أيام اختفت العقّاد لثلاثة أيام قبل أن تعود للنشر مرة أخرى. وقالت في مقطع فيديو إنها لم تتمكن من الوصول إلى الإنترنت.
ولعل شهرة العقاد سببها كذلك تقديمها محتوى باللغة الإنكليزية، وهو ما جعلها توصل المأساة في غزة إلى عدد كبير من المتابعين الأجانب، خصوصاً في ظل التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي، منذ بدء العدوان.

بيسان عودة

تحاول بيسان عودة، وهي مخرجة فلسطينية شابة، التعليق على تطورات الأحداث المتسارعة في غزة، وتقدّم فيديوهات لمتابعيها الذين يتجاوز عددهم نصف المليون في "إنستغرام". كم أنها تقدم فيديوهات "يوميات تحت القصف" التي يعرضها التلفزيون العربي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما تفنّد بيسان التضليل والأكاذيب التي ينشرها الاحتلال والإعلام الغربي حول الأوضاع في القطاع، من خلال سلسلة مقاطع تحمل عنوان "أشياء لن تعرفها من الإعلام".
تقدّم عودة محتواها ومقاطعها المصوّرة باللغتين العربية والإنكليزية، وهو ما جعل عدداً كبيراً من متابعيها من الجمهور الغربي.

معتز عزايزة

هو ربما الوجه الأشهر حالياً من غزة على مواقع التواصل الاجتماعي. يملك الناشط والمصوّر معتز عزايزة أكثر من 5 ملايين متابع في "إنستغرام"، ويوثق بشكل يومي المجازر التي يرتكبها الاحتلال، كما يساعد في عمليات الإنقاذ. 
انتشر المحتوى الذي يقدّمه عزايزة بشكل كبير بعد حادثين: الأول هو استشهاد عدد من أفراد عائلته إثر قصف إسرائيلي على دير البلح، وقد اكتشف ذلك أثناء تغطيته المباشرة للمجزرة. الثاني هو الاتصالات التي تلقاها من جهات إسرائيلية، تهدده بالقتل في حال لم يتوقف عن تقديم المحتوى الذي يقدّمه، وقد وثق ذلك أيضاً في فيديو مباشر عبر صفحته.
يقدّم عزايزة أيضاً المحتوى المصوّر باللغتين العربية والإنكليزية.

المساهمون