استمع إلى الملخص
- برزت حالات الإخفاء القسري في فلسطين، بوركينا فاسو، مالي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، أوكرانيا، ونيكاراغوا، مع تزايد ملحوظ في بعض الدول.
- دعت منظمة مراسلون بلا حدود إلى التصديق العالمي على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري، مشيرة إلى أن 12 حكومة تقف وراء هذه الحالات.
19 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي مخفيون قسراً منذ عام 2015، و"الحكومات مسؤولة مباشرة عن مصيرهم، إذ يعرّف الإخفاء القسري بأنه الحرمان من الحرية على يد عملاء للدولة ينكرون أو يخفون مصير الشخص المفقود ومكان وجوده"، وفقاً لبيان أصدرته منظمة مراسلون بلا حدود بمناسبة اليوم الدولي لضحايا الإخفاء القسري.
وقد دانت "مراسلون بلا حدود"، في بيانها الصادر في 30 أغسطس/ آب الماضي، "الدور النشط الذي تلعبه الحكومات في الحفاظ على الصمت بشأن مصير ومكان وجود 19 من المهنيين الإعلاميين الذين وقعوا ضحايا للإخفاء القسري منذ عام 2015، والذين ما زالوا في عداد المفقودين". ودعت المنظمة، ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، السلطات إلى بذل كل ما في وسعها لضمان استعادة هؤلاء الصحافيين حرياتهم.
وقال مدير المناصرة والمساعدة في المنظمة أنطوان برنارد: "في الوقت الذي يستمر فيه عدد حالات الإخفاء القسري في الارتفاع، تعرب مراسلون بلا حدود عن قلقها إزاء الدور النشط الذي تلعبه بعض السلطات في إسكات أصوات الصحافيين، وتدعو إلى التصديق العالمي على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإخفاء القسري التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، ولكنها لم تحص سوى 75 تصديقاً حتى الآن".
ووفقاً للمنظمة، هناك اثنتا عشرة حكومة تقف وراء حالات الإخفاء هذه.
ومن بين الصحافيين التسعة عشر الذين وقعوا ضحايا للإخفاء القسري منذ عام 2015، برز اسم الصحافيين الفلسطينيين هيثم عبد الواحد من "عين ميديا" (شركة إنتاج للمحتوى الإعلامي في غزة)، ونضال الوحيدي من موقع نيوز برس الإخباري اللذين اختطفتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بالتزامن مع بدء حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 170 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي حتى اليوم. وهناك أربعة صحافيين مخفيين قسراً في بوركينا فاسو، وثلاثة في مالي، واثنان في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأفادت "مراسلون بلا حدود" بأن بوركينا فاسو تشهد ارتفاعاً حاداً في حالات الإخفاء القسري، ففي يونيو/ حزيران الماضي اختفى أربعة صحافيين في غضون عشرة أيام، ما جعلها الدولة التي تتصدر عدد حالات الإخفاء القسري عام 2024. اختُطف رئيس تحرير مجموعة أوميغا ميدياس آلان تراوري، وهو صحافي ساخر ينتقد السلطات في مقالاته، واختفى بشكل غامض المعلق في قناة بي إف 1 كاليفارا سيري، المعروف بانتقاده الصريح للمجلس العسكري، وذلك بعد حضوره جلسة استماع مع هيئة تنظيم الاتصالات في بوركينا فاسو، في 19 يونيو. وفي 28 يونيو، اختُطف زميله أداما بايالا، وهو أيضاً معلق في قناة بي إف 1، في وضح النهار بعد تلقيه تهديدات. واختُطف محرر صحيفة ليفينمان سيرج أتيانا أولون، صباح يوم 24 يونيو.
أما في أوكرانيا، فقد اختطفت القوات الروسية الصحافية الأوكرانية زانا كيسيليوفا من منزلها في بلدة كاخوفكا في منطقة خيرسون، في 27 يونيو، وهي رئيسة تحرير صحيفة كاخوفسكا زوريا المحلية، وواحدة من ثلاث صحافيات وقعن ضحية للإخفاء القسري. وهذه ليست المرة الأولى التي تختطف فيها السلطات الروسية صحافيين من دون أن تعلن مسؤوليتها. وقد ألقت تحقيقات "مراسلون بلا حدود" الضوء على الإخفاء القسري لديميترو خيليوك، مراسل وكالة الأنباء الأوكرانية UNIAN، الذي اختطف في 3 مارس/ آذار 2022 من قرية تقع في شمال كييف.
وفي نيكاراغوا، اقتحم سبعة ضباط شرطة منزل الصحافية والناشطة فابيولا تيرسيرو كاسترو في العاصمة ماناغوا، حيث كانت قيد الإقامة الجبرية والالتزام بالحضور إلى مركز للشرطة يومياً، وذلك في 12 يوليو/ تموز الماضي. ووفقاً لـ"مراسلون بلا حدود"، فقد تكون الصحافية ــ التي عملت لصالح منافذ إعلامية متعددة، بما في ذلك المجلة الإلكترونية غاليريا نيوز ــ في سجن حكومي، على الرغم من عدم وجود معلومات رسمية بشأن مصيرها.