"16 أكتوبر"... صوت الفلسطينيين بالإنكليزية

13 اغسطس 2023
أطلق الفريق موقعه الإلكتروني الرسمي خلال العام الحالي (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يعمل فريق 16 أكتوبر الشبابي الفلسطيني على إنتاج المحتوى الرقمي من قطاع غزة وبثه عبر مختلف منصات ومواقع التواصل الاجتماعي باللغة الإنكليزية، لإيصال تفاصيل الواقع الفلسطيني ومُجريات الأحداث في الأراضي المُحتلة إلى العالم أجمع.

ويعكف الفريق الإعلامي الشبابي، التابع لمؤسسة الثريا الإعلامية، على إنتاج التقارير والفيديوهات والمواد التي تروي الحكاية الفلسطينية باللغة الإنكليزية، في ظل غياب المنصات والمواقع التي تعكس الرواية باللغة الانكليزية المُعتمدة عالمياَ، في مُحاولة للتأثير على الرأي العام الدولي لصالح القضية الفلسطينية.

وتأسس الفريق الاعلامي الشبابي الفلسطيني عام 2009، كمشروع صغير لتدريب خريجي اللغة الإنكليزية على مهارات مخاطبة الغرب، وقد بات اليوم يضم خمس أقسام أساسية، يلتحق بزواياها نحو 60 متطوعاً ومتطوعة، يعملون في مجال الإعلام الأجنبي.

وتقول مسؤولة الفريق، وفاء العديني، إن الهدف الرئيسي لفريق 16 أكتوبر هو إيصال صوت الشعب الفلسطيني، ودحض الرواية الإسرائيلية الشائعة في المجتمع الغربي بخصوص القضية الفلسطينية، وقد اختار الفريق اللغة الإنكليزية على اعتبار أنها أصبحت اللغة الرسمية والأكثر فهماً في العالم.

وتبين العديني، لـ"العربي الجديد"، أن الفريق بدأ بمرحلة التطوير اللغوي والإعلامي بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، داخل المكتبات والجامعات والتدريب المستمر، إلى أن انطلق عام 2018، على كافة المنصات، لترويج الفكرة عملياً، كما أسس هذا العام موقعه الإلكتروني الرسمي، ليوثق مختلف أنشطته الإعلامية، إلى جانب رصد وفضح سياسات الاحتلال الإسرائيلي.

ويتضمن الفريق مجموعة من الزوايا، الخاصة بمتابعة أداء الأعضاء للمهام، الخاصة بالمناوبة الإخبارية على المنصات والمشاركة بفعاليات المجموعة، وتنقسم إلى مهام التصميم، ومونتاج الفيديوهات، وكتابة المحتوى، والمراسلون لصنع التقارير المرئية.

ويُناقش المحتوى الخاص بالفريق أبرز الاحداث والقصص الصحافية، وتحديداً القصص المُستجدة بعد كل عدوان إسرائيلي، فقد أعد الفريق عشرات التقارير عن قصص ناجين. واختص الفريق بإعداد برنامج Palestinian Kids Talk (الأطفال الفلسطينيون يتحدثون)، وهو خاص بالأطفال، يقدمونه بالإنكليزية، وقد تضمن 8 حلقات، تطرقت معظمها إلى أبرز انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الاطفال الفلسطينيين، إلى جانب تسليط الضوء على الحياة اليومية في فلسطين، كالحديث عن المواسم الزراعية، والمناطق الأثرية القديمة، والمواهب الشبابية، والصناعات اليدوية والفلكلورية، والصناعات الوطنية الفلسطينية.

وتضمنت أنشطة الفريق تقديم الدورات التدريبية الخاصة بمختلف الفنون الصحافية، ومن أبرزها دورات خاصة في الكتابة الصحافية، والترجمة الإعلامية، وكتابة المحتوى، وفن المُناظرة، ومناقشة الكُتب، ومنها كتاب "التطهير العرقي"، وكتاب "الانتهاكات ضد الأسرى والطلاب" من سلسلة "أولست إنساناً؟".

وتقول ياسمين مطر، الناشطة في الفريق، إنها تشارك في الحملات الإعلامية على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي بهدف دحض الرواية الإسرائيلية، ونشر الرواية الفلسطينية الصحيحة، وذلك عبر مجاراة كل الأحداث، إلى جانب الاهتمام بالنواحي الثقافية، والوطنية والتراثية الفلسطينية.

وتوضح مطر، لـ"العربي الجديد"، أنها تُحاول الإضافة إلى الفريق، من خلال إعداد تقارير مرئية باللغة الفرنسية، لتوسيع دائرة ايصال الرسالة الفلسطينية حول العالم، مُبينة أن الفريق يهتم بكتابة المقالات، والقصص، والأخبار، إلى جانب صناعة الفيديوهات. وتشير إلى أهمية الاتجاه إلى ايصال الرسالة للعالم بأكثر من لغة، بدلاً من الاستمرار في مخاطبة الذات. وتضيف: "لدى الشباب الفلسطيني مواهب في الغناء، والعزف، والكتابة، والرسم، وشتى المجالات، وبإمكانه مخاطبة العالم بلغته، وبالطريقة التي يفهمها".

أما هديل جنيد، وهي عضو الفريق، فتوضح أنها تختص بكتابة التقارير، والأخبار الصحافية، وتغطية الأنشطة والفعاليات المحلية والميدانية، إلى جانب الاهتمام بالأخبار التي تُنشر على الموقع الإلكتروني.

ويهتم الفريق بمختلف المواضيع المطروحة على الساحة، وفق حديث جنيد لـ"العربي الجديد"، وعلى وجه التحديد القضايا التي تُثبت حق الشعب الفلسطيني بأرضه ووجوده، وتثبت للعالم أن الشعب الفلسطيني ما زال موجوداً رغم القيود والإغلاقات واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ سبعة عشر عاماً.

وتختص نور الغندور بكتابة التقارير وصناعة المحتوى الخاص بمختلف القضايا الفلسطينية، وتحديداً المواد التي تُبرز المواهب الفلسطينية، والنماذج المُشرفة التي يُمكن تقديمها للعالم.

وتبين لـ"العربي الجديد" أن الفريق يعكس بالإنكليزية القضية الفلسطينية بشكل صحيح من دون مُبالغة. وعن اختيار الإنكليزية كلغة مُخاطبة للعالم، تلفت الغندور إلى أن قضية فلسطين لا تعني الفلسطينيين فقط، وإنما تعني كل أحرار العالم، ومن الضروري مواجهة الرواية الإسرائيلية الكاذِبة، برواية فلسطينية صحيحة، مُدعمة بالأدلة والحقائق، خاصة أن العالم الغربي لا يسمع سوى الرواية الإسرائيلية المُزيفة.

ويُسانِد الفريق الناشطين المُتطوعين في الأنشطة التي تُنفذ.

وعن ذلك، يوضِح طالب آداب اللغة الإنكليزية، إبراهيم ياغي، لـ"العربي الجديد"، أن الفريق يُحاول إيصال الرسالة في حدود المهنية، في ظل تناسي العالم للقضية الفلسطينية. ويقول: "من واجبنا مواصلة تذكير العالم بقضيتنا، وتحديداً الدول الأوروبية، وتذكيرهم بأن الشعب الفلسطيني يعشق الحياة ويسعى إليها".

ويشارك ياغي في عدد من الأنشطة التي ينفذها فريق 16 أكتوبر، ومن أبرزها الأوبريت الأول بالإنكليزية، إلى جانب إنتاج الفيديوهات المختلفة، واللقاءات الصحافية للحديث عن القضايا الوطنية، مثل قضية وعد بلفور المشؤوم، كذلك لقاءات لدعم الأطفال وتشجيعهم على تمثيل الشعب الفلسطيني من خلال إيصال الرسائل القوية بالإنكليزية.

المساهمون