مائة يوم على اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي، من دون أن يحاسب القتلة، وسط استمرار الإدانات الرسمية والشعبية، وقد أحيت قناة الجزيرة حيث كانت تعمل وصحافيون وناشطون عرب هذه الذكرى، بالتشديد على وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب وحماية صوت الإعلام الحرّ.
وأصدرت "الجزيرة" بياناً الأربعاء، جاء فيه: "مائة يوم تمرّ على اغتيال شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة في فلسطين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، كفيلة بأن تكشف مدى زيف الرواية الإسرائيلية ومحاولة الإفلات من العقاب، وتظهر حجم الاستنكار والإدانة المتزايدة يوماً بعد يوم، الرسمي منها والشعبي، لمحاولة إسكات صوت الإعلام الحرّ بالقتل والتضليل".
وأضاف بيان "الجزيرة": "لقد أحدث اغتيال الصحافية شيرين بدم بارد ردّة فعل عالمية مستنكرة رغم محاولات التمويه والتضليل الرسمي الإسرائيلي، فخلال المائة يوم الماضية تضافرت التحقيقات المستقلة من قبل مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية العالمية العريقة وتوصلت جميعها إلى نفس النتيجة التي تؤكد روايات شهود العيان بأنها قتلت على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يعزز تأكيدات الجزيرة والعائلة بأنها استهدفت عمداً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. واعتماداً على هذه النتائج، تتابع الجزيرة حملتها لإجراء تحقيق دولي مستقل ونزيه".
وأكدت الشبكة الإعلامية أنها تمضي قدماً في الإجراءات الخاصة بتقديم ملف القضية كاملاً إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تعمدها استهداف وقتل أبو عاقلة.
وفي السياق نفسه، نظمت شبكة الجزيرة، اليوم الخميس، وقفات تضامنية في المقرّ الرئيس في الدوحة، وفي مكاتبها المنتشرة عبر العالم، ودعت الصحافيين والشخصيات والمؤسسات الإعلامية والحقوقية والحكومات التي عبّرت عن تضامنها وإدانتها لاغتيال أبو عاقلة إلى تركيز الأنشطة على المطالبة بمحاسبة القتلة بمختلف أشكال التعبير.
كما أطلقت قناة خاصة على موقع يوتيوب تضم أرشيف شيرين أبو عاقلة على مدار 20 عاماً، "ليظل صوتها باقياً".
100 يوم على اغتيال #شيرين_أبو_عاقلة.. #الجزيرة تطلق قناة خاصة على #يوتيوب تضم أرشيف الزميلة الراحلة على مدار 20 عاما ليظل صوتها باقيا
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 18, 2022
اشترك الآن: https://t.co/dUk979QhDa pic.twitter.com/8iawq0JNZu
وأطلت زميلة أبو عاقلة في "الجزيرة" وصديقتها، جيفارا البديري، من مكان الاغتيال. وغصّت البديري بالدموع وهي تتحدث لزميليها في الاستديو عن عدم تجرؤها هي وزملائها سابقاً على الحضور إلى موقع الجريمة. وقالت: "لم يتحقق العدل حتى الآن".
من مكان اغتيال #شيرين_أبو_عاقلة.. مراسلة #الجزيرة جيفارا البديري: لم نتجرأ على الحضور من قبل، هذه أول مرة نصل فيها إلى هذا الموقع#الأخبار pic.twitter.com/H1uW8s5cc7
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 18, 2022
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب صحافيون وناشطون بالعدالة لشيرين أبو عاقلة.
كان الاحتلال الإسرائيلي استهدف مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، مباشرة في رأسها صباح 11 مايو/أيار الماضي، أثناء تغطيتها اقتحامه في مخيم جنين للاجئين في الضفّة الغربية. وأثارت لقطات لأفراد الشرطة الإسرائيلية وهم يعتدون بالضرب على حاملي النعش والمشيعين، حتى كاد النعش يسقط أرضاً، إدانات دولية على نطاق واسع، وأججت الغضب المتنامي بالفعل من مقتل الصحافية.
وحثت عائلة أبو عاقلة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائها معه في يوليو/تموز الماضي، على المطالبة بمحاسبة إسرائيل، لكن الإدارة الأميركية رفضت دعوات لإجراء تحقيق مستقل خاص بها.