زاد احتمال تمثيل فلسطيني لدولة أيسلندا في نسخة 2024 من مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، مع وصول الفلسطيني، بشار مراد، إلى النهائيات على المستوى المحلي.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي تأهّل كل من هيرا بيورك وبشار مراد وسيغا أوزك إلى نهائي مسابقة Söngvakeppnin الأيسلندية، التي تحدّد الممثل النهائي للبلاد في "يوروفيجن 2024".
ونسخة هذا العام من "يوروفيجن" مثيرة للجدل بشكل خاص حيث تطالب جهات عدة بطرد إسرائيل من المسابقة بسبب جرائم الحرب التي تمارسها ضد غزة، ما جعلها تمثل أمام محكمة العدل الدولية.
وخلال حفل نصف النهائي غنّى بشار مراد أغنية "الغرب المتوحش"، والتي تقول كلماتها المترجمة من الأيسلندية: " سأذهب إلى الغرب المتوحش، معتدلاً وغاضباً، أقول نعم لا مشكلة، أتعهد بروحي، واغتنم الفرصة".
"يوروفيجن" في قلب جدل إسرائيل
لكن الكلمات تقول أيضاً: "براري الغرب، بشار مراد، في جميع أنحاء الكون، سيغا أوزك، مطر أكتوبر، عدن الجولان".
و"مطر أكتوبر" التي وردت في الأغنية تشير بوضوح إلى الأغنية الإسرائيلية المقترحة للمشاركة في يوروفيجن لهذا العام.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الأغنية التي اختيرت للمسابقة التي ستقام في مالمو السويدية في مايو/ أيار المقبل، ستحمل عنواناً استفزازياً هو "مطر أكتوبر" وتشير بشكل علني إلى أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
لكن بموجب قواعد اتحاد البث الأوروبي، لا يُسمح للدول المشاركة في المسابقة بالترويج أو الإشارة إلى سياسات أو أحداث ذات طبيعة سياسية، لذا فتح الاتحاد تحقيقاً في الأغنية، وسط مطالبات بطرد إسرائيل من المسابقة، ووسط تهديد إسرائيل نفسها بالانسحاب إذا ما رُفضت الأغنية رسمياً.
وعُرف بشار مراد بمعالجته لموضوعات الاحتلال الإسرائيلي والمساواة بين الجنسين في الشرق الأوسط من خلال موسيقاه.
وكان الفنان البالغ من العمر 30 عاماً مقيماً في القدس، وقد تعاون مع ممثلي "يوروفيجن" السابقين في أيسلندا، "هاتاري"، وهي فرقة روك عُرفت بمعارضتها الصريحة للاحتلال خلال نسخة 2017 من المسابقة، والتي أقيمت آنذاك في تل أبيب.
أيسلندا نفسها ضد إسرائيل
في الفترة التي سبقت مسابقة عام 2017، تصدّرت "هاتاري" عناوين الأخبار بسبب تصريحاتها السياسية بشأن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، مما دفع المشرف التنفيذي لاتحاد البث الأوروبي، جون أولا ساند، إلى إصدار تحذير لها.
على الرغم من التحذير، خلال المباراة النهائية، رفع أعضاء "هاتاري" لافتات عليها علم فلسطين أثناء إعلان النتائج. تسبّب ذلك في تغريم البلاد بتهمة انتهاك لوائح المنافسة.
ودعت جمعية المؤلفين والملحنين الأيسلندية بقوة إلى مقاطعة "يوروفيجن" ما لم تُستبعد إسرائيل من المسابقة، وهو ما يعكس عريضةً وقّعها 2.5 في المائة من مواطني البلاد لتنحية إسرائيل.
ويعارض حوالى نصف مواطني أيسلندا مشاركة بلادهم في مسابقة الأغنية الأوروبية لـ2024، وفقاً لاستطلاع جديد أجرته مؤسسة غالوب. وأفاد نحو 80 في المائة ممن قالوا إنهم ضد مشاركة أيسلندا في "يوروفيجن" بأنهم سيوافقون على المشاركة إذا طُردت إسرائيل.
وانضم أكثر من 1400 فنان فنلندي للموسيقيين الأيسلنديين في الدعوة إلى استبعاد إسرائيل من "يوروفيجن"، مستشهدين بجرائم الحرب في غزة.
وجاء في العريضة الفنلندية الموقعة من فنانين وموسيقيين ومحترفين في صناعة الموسيقى: "لا يتوافق مع قيمنا أن يُمنح بلد يرتكب جرائم حرب ويواصل احتلاله العسكري منصة عامة لتلميع صورته باسم الموسيقى".
هذا وهدّدت هيئة الإذاعة الفنلندية بمقاطعة المسابقة في حالة مشاركة دولة الاحتلال.