استمع إلى الملخص
- تأسست ADL في 1913 وتدعي معاداة الكراهية والسامية، لكنها اتُهمت بالتحيز الشديد لإسرائيل ومعاداة العرب والمسلمين والسود، ومهاجمة الحراكات التقدمية.
- ويكيميديا تدافع عن قرار المحررين، مؤكدةً أن ADL ستظل مصدرًا معتمدًا في مسائل غير متعلقة بفلسطين، مشددةً على استقلالية المحتوى وخلوه من التحيز المؤسسي.
قرر محرّرو موسوعة ويكيبيديا بنسختها الإنكليزية، أحد أكثر المواقع الإلكترونية المقصودة حول العالم، أن رابطة مكافحة التشهير (ADL) مصدر "غير موثوق به عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ما أثار حفيظة مناصري الاحتلال الذي يواصل حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تأسست رابطة مكافحة التشهير (ADL) عام 1913، وتزعم أن هدفها مناهضة الكراهية ومعاداة السامية في الولايات المتحدة. لكنها في الحقيقة مجرد ذراع للترويج لادعاءات الاحتلال الإسرائيلي وملاحقة مناصري الفلسطينيين. وعبر التاريخ، تبنت مواقف عنصرية ضد العرب والمسلمين والسود في الولايات المتحدة، وروجت الخطاب اليميني، وهاجمت الحراكات التقدمية، بما في ذلك الحراك الذي يقوده يهود وفلسطينيون أميركيون ضد الإبادة الجماعية في غزة.
محرّرو "ويكيبيديا" يؤكدون: لا يمكن الوثوق بالرابطة
صوّت محرر "ويكيبيديا"، وهم مجموعة من المشرفين المتطوعين، الأسبوع الماضي، لصالح تصنيف رابطة مكافحة التشهير مصدراً "غير موثوق به بشكل عام" في ما يتعلق بفلسطين وإسرائيل. هذا يعني أنه لا ينبغي الاستشهاد بالرابطة في مقالات الموسوعة حول هذه المسألة إلا في الظروف الاستثنائية.
ولا يزال محررو "ويكيبيديا" يدرسون تصنيف الرابطة أنها غير موثوقة أيضاً في ما يتعلق بمسألة معاداة السامية. يدعم المحرّرون هذا القرار بأغلبية ساحقة، لكنهم يواصلون مناقشته، وقالوا في منتدى عبر الإنترنت إن "الدور المزدوج لرابطة مكافحة التشهير منعها من تقديم روايات غير متحيّزة عن إسرائيل أو معاداة السامية".
وكتب متطوع حرّر أكثر من ثلاثة آلاف مقالة في الموسوعة أنّ "رابطة مكافحة التشهير منحازة بشدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل/فلسطين إلى درجة أنها تعمل في كثير من الأحيان منظمةَ ضغط مؤيدة لإسرائيل...".
هجمة صهيونية ضد "ويكيبيديا"
إثر هذا القرار، تعرّضت الموسوعة لهجمة من مناصري الاحتلال، إذ وقّعت 40 منظمة تصف نفسها بأنها يهودية، وبينها رابطة مكافحة التشهير، رسالة وجهتها إلى مؤسسة ويكيميديا، مالكة "ويكيبيديا"، زعمت فيها أن الأخيرة "تجرد الجالية اليهودية من حق الدفاع عن نفسها من الكراهية التي تستهدفها".
"ويكيميديا" تدافع عن محرّريها
أوضحت "ويكيميديا" أن الرابطة ستضلّ مصدراً معتمداً على "ويكيبيديا"، لكن في المسائل غير المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأكد بيان أصدرته المؤسسة غير الربحية أنه ليست لديها أي مساهمة في المحتوى، موضحةً أن "هذه العلاقة المستقلة ضرورية لضمان بقاء ويكيبيديا محايدة وخالية من التحيّز المؤسسي". ولم ولا تتدخل المؤسسة في القرارات التي يتخذها المحرّرون بشأن تصنيف المصادر.