وليد أبو زهرة وتلويحة لمغنّي المطر

17 يناير 2024
شارك مسؤولاً عن خيال الظل والتحريك في عمل "الخنفسة" (فيسبوك)
+ الخط -

في الشهر الأخير من العام الماضي، فقد فريق مسرح "مغنّي المطر" الممثل المسرحي والفنان التشكيلي الشاب وليد أبو زهرة شهيداً برصاص قوات الاحتلال في مدينة طولكرم وتحديداً في مخيم نور شمس للاجئين، ما دفع الفريق، الذي حاز على دعم برنامج "وجهات" للمورد الثقافي في دورته الثالثة لعام 2023، إلى إلغاء مشاركته في الدورة السادسة والثلاثين من مهرجان "نيابوليس" الدولي لمسرح الطفل في تونس، موضوع المنحة.

"مغني المطر" مبادرة لمجموعة من الشباب متخصصة في تقديم مسرحيات للأطفال، انطلقت من داخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين.
استلهمت المبادرة اسمها من قصة شهيرة للأطفال، كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل زكريا محمد، وشكلت نقطة ارتكاز لهواة من فتيات وشبّان مخيم طولكرم لتأسيس مبادرتهم بمسرحية للأطفال، قبل أن يتحول اسم القصة عنواناً لمبادرة تجوب الضفة الغربية من شمالها إلى جنوبها بعروضها، ومن ثم إلى مسرح يحمل الاسم ذاته.
يلفت علاء السروجي، أحد مؤسسي "مغنّي المطر"، في حديث إلى "العربي الجديد"، إلى أن الفريق "مجموعة من شباب مخيم طولكرم. في عام 2019، وبالتنسيق مع الكاتب زكريا محمد، حوّلنا قصته إلى عمل مسرحي، ومن هنا انطلقنا كفريق مسرحي يضم فتيات وشبّاناً، مهتم بتقديم أعمال فنية للأطفال في الفضاءات العامة، ونظمنا قرابة ثلاثين عرضاً في مخيمات الضفة الغربية، ومناطق مهمشة في الأغوار الفلسطينية، إضافة إلى عروض في مخيمات للاجئين في الأردن، تحت إطار مركز العودة في المخيم، مع منحنا استقلاليتنا كمجموعة مهتمة متخصصة بمسرح وفنون الطفل"، مؤكداً أن زكريا محمد كان من أكبر الداعمين للفريق، فبعد موافقته على تحويل القصة، "كنّا على تواصل دائم معه، ونستشيره باستمرار في العديد من التفاصيل، قبل أن يخرج العمل ممسرحاً إلى العلن، بتوقيع المخرجة فداء عطايا، حتى إنه شارك في حضور واحد من عروضنا في مسقط رأسه وبلدته الزاوية، قرب نابلس". تشكل الفريق بداية من ميامي عودة، وسالي رجب، وأنفال حدايدة، وخالد أبو عيسى، وهشام فاخوري، وعمرو تايه، وفداء عطايا، إضافة إلى علاء سروجي.
بعد "مغنّي المطر"، قدم الفريق عمل "الخنفسة"، وهي، وفق سروجي، حكاية شعبية تتناول دور المرأة في المجتمع، ولا تخلو من توعية تاريخية، ولا سيما في ما يتعلق بأسماء المدن والقرى الفلسطينية المهجرة عام 1948، مؤكداً أنه عادة ما يجرى اختيار النصوص ومعالجتها بشكل جماعي.
التحق الشهيد وليد أبو زهرة بفريق "مغنّي المطر" عام 2021، وشارك مسؤولاً عن خيال الظل والتحريك في عمل "الخنفسة"، علاوة على خبرته في التقنيات، وأيضاً ممثلاً، لذا كان يقدم، أحياناً، أدواراً متعددة، حتى غنه تدرّب على سد الفراغ في ما يتعلق بتقنيات خيال الظل في العرض الذي لم يكن بدأه مع الفريق. وكان آخر عرض شارك فيه أبو زهرة في يوليو/تموز 2023 في مخيم طولكرم، عبر مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ومقرها مدينة رام الله.
استشهد وليد أبو زهرة أثناء عمله على إنقاذ مصابين بقصف من مسيّرة تتبع لجيش الاحتلال في مخيم نور شمس، في السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2023، مؤكداً أنه كان نموذجاً للشاب الفلسطيني الطموح، وله تأثيره على أطفال المخيّم ممّن كان يعلمهم الرسم خاصة، وينظم ورش توعية لهم ذات بعد وطني، خاصة ما يتعلق بالقرى والمدن المهجرة، ومقاطعة بضائع الاحتلال.

يشير السروجي إلى أن الفريق، ورغم حزن أعضائه الكبير على أبو زهرة، إلا أنهم سيكملون مشوارهم بالعمل على تنظيم عروض لمسرحية "الخنفسة"، والبحث عن إنتاج جديد يهدونه له وللشاعر زكريا محمد، إضافة إلى إكمال مشوار الممثل الشهيد في مجالات التوعية لأطفال مخيم طولكرم، وخاصة مشروع "أنبتت" الذي أسسه أبو زهرة. مشروع يهدف إلى إعادة الاعتبار للأغاني الشعبية الفلسطينية القديمة، وتعميمها على الأطفال في المخيم.

المساهمون