وقفة تضامنية للصحافيين التونسيين مع رسام الكاريكاتير توفيق عمران

25 سبتمبر 2023
أطلق سراح عمران يوم الجمعة الماضي (فيسبوك)
+ الخط -

مثل الاثنين، أمام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية رسام الكاريكاتير التونسي توفيق عمران، لاستجوابه بالتهم الموجهة إليه، ومنها "الإساءة إلى الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، وذلك بعد نشره رسوماً ساخرة من رئيس الحكومة التونسية أحمد الحشاني في أغسطس/ آب الماضي.

ونظّم صحافيون وناشطون حقوقيون، وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة بالتزامن مع مثول عمران فيها، مندّدين بـ"التدهور الخطير" الذي شهدته حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير في البلاد بعد القرارات الاستثنائية للرئيس قيس سعيّد يوم 25 يوليو/ تموز 2021.

وأكدت نائبة رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، أميرة محمد، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الرسام توفيق عمران ظهر في المحكمة للاستماع إلى أقواله في التهمة الموجهة إليه بإصدار شيك من دون رصيد سنة 2015، قبل أن تقرّر النيابة إسقاط التهمة الموجهة إليه بمفعول التقادم".

وأضافت: "يبدو أنّ تهمة الشيك من دون رصيد كانت بمثابة مخرجٍ للسلطات من المأزق الذي وقعت فيه بعدما أوقفت عمران في البداية بتهمة الإساءة إلى الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب رسومه الساخرة من رئيس الوزراء".

وأشارت محمد إلى أنّ "النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين، من خلال تنظيمها اليوم الوقفة التضامنية الاحتجاجية، تؤكد من جديد حرصها على الدفاع على حرية الصحافة وحرية الرأي التعبير في تونس".

وكان توفيق عمران قد أوقف الخميس في 21 سبتمبر/ أيلول الحالي من أمام منزله في منطقة مقرين بالضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية، وبعدها نقل، بحسب محاميه العياشي الهمامي، إلى مركز الشرطة وفُتح تحقيق معه ومن ثم تمّ إيقافه بأمر من النيابة العامة بتهمة الإساءة إلى الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يطلق سراحه في اليوم التالي.

ويُعتبر عمران، البالغ من العمر 64 عاماً، من أشهر رسامي الكاريكاتير في تونس، وكان قد دأب في الأشهر الأخيرة على نشر رسوم ساخرة حول الحياة السياسية عبر "فيسبوك" وفي بعض المواقع الإعلامية التونسية.

ونتجت عن توقيفه ردود فعل غاضبة في الأوساط النقابية والحقوقية التونسية، واعتبرتها النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين خطوة جديدة من قبل السلطات في التضييق على حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، وهو الرأي الذي شاركها إياه الاتحاد الدولي للصحافيين، الذي أصدر بياناً أدان فيه عملية إيقاف توفيق عمران، واعتبرها ترجمة عملية على التراجع الخطير الذى تعرفه حرية الصحافة والتعبير في تونس.

وكانت الحكومة التونسية قد نفت في بيان صدر الجمعة الماضي، أن يكون لرئيس الحكومة أحمد الحشاني علاقة بتوقيف عمران، مشيرةً إلى أنّه اطلع على ما حصل من خلال وسائل الإعلام، ملمحةً إلى أن توقيفه كان على خلفية قضية مالية، وهو الأمر الذي نفاه رسام الكاريكاتير.

المساهمون