وفاة محمود دعائي أيقونة الإعلام الوسطي في إيران

05 يونيو 2022
كان دعائي أول سفير إيراني في العراق بعد الثورة (تويتر)
+ الخط -

توفي، اليوم الأحد، مدير مؤسسة "اطلاعات" الإعلامية الإيرانية، الناشط الإعلامي البارز محمود دعائي، عن عمر ناهز 81 عاماً، بسبب نوبة قلبية. 

وكان دعائي يدير منذ 42 عاماً صحيفة "اطلاعات" الشهيرة الصادرة عن المؤسسة التي تحمل الاسم نفسه، وهي من أقدم الصحف الإيرانية، صدرت نسختها الأولى عام 1926 في العاصمة طهران.  

دعائي كان قد تربى في عائلة فقيرة، أرسلته في العهد الملكي السابق إلى مدينة قم لدراسة العلوم الدينية، فانضم إلى مجموعة الطلاب المعارضين النظامَ البهلوي والمؤيدين مؤسسَ الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، فأصبح دعائي من المقربين إليه ورافقه خلال الإبعاد إلى العراق عام 1965، محافظاً على هذه العلاقة لاحقاً وبعد الثورة الإسلامية عام 1979. 

وكان دعائي أول سفير إيراني في العراق بعد الثورة لمدة عامين، قبل أن توكل إليه إدارة مؤسسة "اطلاعات" الإعلامية، كما كان نائباً في البرلمان الإيراني لمدة 23 عاما حتى عام 2003، وعضواً في جمعية "علماء الدين المناضلين" الإصلاحية اليسارية. 

كان رجل الدين دعائي يُعرف بتواضعه الشديد ووسطيته، وهو ما جعله رجلاً محبوباً عند القوى السياسية والأوساط الإعلامية والفنية المنتقدة في إيران، وعلى الرغم من أن صحيفته كانت حكومية، لكنه حولها إلى منصة لانعكاس آراء ومقالات كتّاب وصحافيين وسياسيين منتقدين بالذات خلال التسعينيات.

وكان دعائي قد اشتهر أيضاً بأداء صلوات الجنازة على الشخصيات السياسية والفنية والثقافية المنتقدة، أمثال المغني الإيراني الكبير محمد رضا شجريان، الذي توفي عام 2020، والسياسي إبراهيم يزدي، الأمين العام لحركة "نهضت آزادي" المحظورة، وكان أول وزير خارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وتوفي عام 2017. 

وتميزت الصحيفة التي أدارها دعائي خلال أربعة عقود بخط اعتدالي مستمر جعلها ومديرها أيقونة للصحافة الوسطية المعتدلة في إيران.  

سينما ودراما
التحديثات الحية

وكان دعائي من المقربين إلى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي دشن عهد الإصلاحات في إيران، ونال غضب المحافظين ومؤسسات الحكم في البلاد، لكن قربه من الإصلاحيين والأوساط السياسية والفنية والإعلامية المنتقدة لم يجعله في موقف عداء مع التيار المحافظ.  

كما يروي معتقلون إيرانيون سابقون، منهم إعلاميون وصحافيون أمثال أحمد زيد أبادي، خاصة بعد احتجاجات 2009 على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، أن دعائي لم يكن يألو أي جهد عبر التوسط لدى السلطات لمساعدة هؤلاء المعتقلين وأسرهم، وكان ملجأ لهم.  

وحصل هذا الناشط الإعلامي الإيراني عام 2014 على وسام الفخر في مجال الثقافة والفن من الحكومة الإيرانية السابقة المقربة من الإصلاحيين.  

كما منحته جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في إيران عام 2017 جائزة "القلم الذهبي"، لمساهماته في الترويج لحرية التعبير والصحافة والتداول الحر للمعلومات. 

المساهمون