وفاة ذاكرة الأغنية السودانية المقدّم والشاعر السر قدور

سيفتقد السودانيون طلة المذيع والشاعر السر قدور في برنامجه "أغاني وأغاني" الذي يعرض منذ 16 عاماً، إذ توفي الخميس في العاصمة المصرية القاهرة، عن 88 عاماً، قضاها في خدمة الفن والشعر والتمثيل وتوثيق الحياة الأدبية والثقافية في السودان.

قدور، المولود في ولاية نهر النيل شمالي السودان عام 1934، عمل صحافياً في صحف سودانية عدة، وتبوأ منصب سكرتير تحرير في إحداها، وانشغل بتغطية قضايا السياسة والأدب والثقافة. كما عمل في المسرح والدراما، وقدم مجموعة من البرامج الإذاعية، سواء عبر أثير" هنا أم درمان"، الإذاعة الأم في السودان، أو عبر إذاعة "وادي النيل"، وهي إذاعة مشتركة بين السودان ومصر أسست لتقوية الروابط التاريخية والجغرافية بين الشعبين الجارين.

عُرف السر قدور بتقديم أشهر البرامج الرمضانية "أغاني وأغاني" على قناة "النيل الأزرق" لأكثر من 16 عاماً، وهو البرنامج الذي فتح الباب لتوثيق جهود المغنين السودانيين، وأتاح المجال لانطلاق أصوات جديدة.

موسيقى

التحديثات الحية

الراب في السودان... موسيقى تنتعش بالحريات

منذ سبعينيات القرن الماضي، غادر السر قدور بلاده مع زوجته المصرية وبناته، واستقر في القاهرة حيث أسس علاقات مع كبار الأدباء والكتّاب والصحافيين المصريين.

وكتب أغنيات عدة للوطن، أشهرها "أرض الخير" التي غنّاها الراحل إبراهيم الكاشف، كما كتب "حنيني إليك" وغناها الفنان محمد ميرغني، و"أنا بهواك" لصلاح محمد عيسى، وألف كلمات أغنية رددتها الفنانة وردة الجزائرية عنوانها "اسألوا الورد".

وللراحل عدد من المؤلفات التي توثق الأغنية السودانية، منها "الفن السوداني في خمسين عاماً" و"الحقيبة شعراء وفنانون". وقد تحول في السنوات الأخيرة إلى مرجع أساسي في الأغنية السودانية.

عدد من الشخصيات نعت الراحل على صفحاتها في منصات التواصل الاجتماعي، وبينهم الأمين العام لـ"مجلس الصحافة والمطبوعات" عبد العظيم عوض الذي كتب عبر "فيسبوك": "أخيراً... ترجل فارس الإبداع والفن السر قدور، بعد رحلة عشرات السنين باحثاً ومنقباً في دهاليز كنوز الأغنية السودانية...".