أعلنت وزارة الإعلام الكويتية، الجمعة، وفاة المطرب عبد الكريم عبد القادر عن عمر 82 عاماً بعد معاناة مع المرض، تاركاً إرثاً فنياً ثرياً ورصيداً كبيراً من المحبة في قلوب المستمعين.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الإعلام، أنوار مراد، إن "الراحل الكبير من بين أكثر الفنانين الذين كانت لهم بصمة على الساحة الفنية الكويتية، نال من خلالها شهرة جابت أرجاء الوطن العربي الكبير بفنّه الراقي وبصوته الأصيل، إذ قدم العديد من الأعمال الغنائية التي تمثل تراثاً غنائياً تفخر به دولة الكويت".
عبد الكريم عبد القادر وُلد في يونيو/حزيران عام 1941، وعمل في إدارة الجوازات في وزارة الداخلية الكويتية، قبل أن يطلب نقله إلى قسم الإذاعة في وزارة الإعلام، حيث تقاعد وأنهى حياته العملية وتفرّغ للغناء.
بدأت موهبته في سن مبكرة. وعلى الرغم من أنه لم يدرس الموسيقى، فإنه تأثر بكبار الفنانين العرب، وفي مقدمتهم محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، إلى جانب تأثره بالفن الشعبي لعدد من الفنانين الكويتيين، أبرزهم عوض دوخي ومحمود الكويتي.
بدأ مشواره الفني في منتصف الستينيات من القرن الماضي، وانطلق من غناء "الموشحات" عبر أغنية "شوقي سعى بي إلى المدينة" من ألحان يوسف المهنا، ما دفع الملحن عبد الرحمن البعيجان إلى احتضان موهبته، فطلب منه الانضمام إليه في القاهرة حيث محلّ إقامته أثناء دراسته في المعهد العالي للفنون. لبّى عبد القادر دعوة البعيجان، ولحّن له الأخير أغنية "تكون ظالم"، وهي أولى أعمالهما المُشتركة. شكّلا ثنائياً لافتاً، وأنتجا معاً عدداً من الأغاني التي لاقت رواجاً واسعاً ساهم في سطوع نجم عبد القادر خلال سنوات قليلة.
لاحقاً، شكّل عبد القادر ثنائية مع الملحن الكويتي أحمد باقر، ثم مع الملحن السعودي عبد الرب إدريس في السبعينيات. كما تعاون في مسيرته مع الملحنيْن الكويتييْن سليمان الملا وغنام الديكان والفنان السعودي طلال مداح.
خلال مسيرته، تعاون مع عدد من الشعراء، أبرزهم الشاعر الكويتي بدر بورسلي، والأمير خالد الفيصل آل سعود، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وعمل مع شركات إنتاج بينها "النظائر" و"روتانا"، لكنه رفض أن يحتكر أي طرف أعماله، على خلاف معظم الفنانين الخليجيين.
وأعلن اعتزاله الفن عام 1980، بعد إصدار ألبومه "تأخرت". لكنّه تراجع عن قراره، وعاد إلى الغناء عام 1984، من خلال ألبوم "وداعية"، ومنه واصل مشواره حتى وفاته. وقد اشتُهر بلقب "الصوت الجريح"، بعد الأغنية الشهيرة "أجرّ الصوت" عام 1988، بالإضافة إلى سمة لون الحزن التي رافقت معظم أغانيه.
وقدّم بعد تحرير الكويت من غزو العراق عام 1991 أغنية "وطن النهار" من كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان سليمان الملا التي اعتُبرت رمزاً لتحرير البلاد، وظلت راسخة طوال العقود الثلاثة الأخيرة كونها أهم عمل في الأغنية الوطنية. كما غنى عدداً من الأغاني الوطنية الأخرى، مثل "حبي وتقديري لها"، و"أم الثلاث أسوار"، و"محمل الخير". ومن أغانيه الرياضية أغنية "باسم الله" التي رافقت صعود جيل منتخب الكويت الذهبي مطلع الثمانينيات على مستوى كأس آسيا وكأس العالم.
وأنتج خلال السنوات العشر الأخيرة العديد من الأغاني المنفردة، وذلك تماشياً مع التطور في وسائل الاتصال.
وحصل خلال مسيرته على عدد من الجوائز محلياً وعربياً، أهمّها جائزة دولة الكويت التقديرية في مجال الفنون عام 2017، وجائزة الأسطوانية البرونزية وجائزة أفضل أغنية في مهرجان القاهرة الغنائي عام 1998.
من أشهر ألبوماته: "وداعية" (1984)، و"الله معاي" (1986)، و"الصوت الجريح" (1988)، و"ظماي أنت" (1993)، و"راجع" (1996)، و"وينك" (2001).
ونعاه عدد كبير من الفنانين الخليجيين عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، منهم الإماراتي حسين الجسمي، والسعودي أصيل أبو بكر، والكويتي عبد الله الرويشد، والكويتية نوال.
إنا لله وانا اليه راجعون
— نوال الكويتية (@NAWALalq8iya) May 12, 2023
رحم الله صوت وطن النهار وصوت قلوبنا #عبدالكريم_عبدالقادر، فقدت الكويت شخص كبير اليوم ومعلم من معالمها، خالص التّعازي لأسرته الكريمة ولنا جميعًا، لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عمرنا ما راح ننسى هالصوت اللي ملك قلوبنا وكبرنا عليه pic.twitter.com/CTRao7BvwG
الله يرحمك بوخالد ويغفر لك ويصبّرنا ويصبّر أهلك وذويك #عبدالكريم_عبدالقادر pic.twitter.com/FrGluwMawx
— Aljassmi حسين الجسمي (@7sainaljassmi) May 12, 2023
رحمك الله يا اخي الكبير رحمك الله يا غالي على قلوبنا يا صوتنا يا معلمنا وعلم من اعلام بلادنا #عبدالكريم_عبدالقادر
— عبدالله الرويشد (@Ruwaishid_com) May 12, 2023
خالص التعازي وصادق المواساة لاسرتك ومحبيك ولنا وللكويت جميعا..
انا لله وانا اليه راجعون pic.twitter.com/DsztwkSz35