"وأخيراً"... دراما على عجلة من أمرها
استراح المتابعون في ختام مسلسل "وأخيراً"، إذ تكلل العمل بنهاية سعيدة، شأنها شأن الأفلام المصرية القديمة، لكنها توحي بأننا في انتظار جزء ثان.
تحاول شركات الإنتاج العربية السيطرة بالكامل على المنتجين والممثلين. والواضح أن ثنائية قصي خولي ونادين نسيب نجيم راقت للشركة المنتجة، فاعتمدت عليها منذ عام 2020، وصورت إلى اليوم ثلاثة مسلسلات تجمعهما. على الرغم من التمثيل الجيد، فإن هذه الثنائية لم تغدُ أمراً لافتاً بالنسبة إلى المتابعين، لكن توقيع خولي مع شركة الصباح هو الذي دفعها إلى استثمار هذا التعاون، بعد أكثر من أربع سنوات من العمل معهما.
تخرج نادين نسيب نجيم من السباق الرمضاني مُبكراً، بعد نهاية سعيدة لـ"وأخيراً". المسلسل القائم على العصابات والاتجار بالبشر حسم أمره محملاً بانتقادات كثيرة تحدثت عن محتوى مستهلك، ومحاولات لزج الواقع اللبناني ضمنها بطريقة بدت كرتونية، مثل حلقة اقتحام ياقوت (قصي خولي) لأحد المصارف اللبنانية، وإجبار العاملين هناك على منحه وديعته المالية. حكاية شاهدناها منذ زمن، نستعيدها ملونة في قالب من التنفيذ الذي يلزمه كثير من العمل، وليس أن يختتم بالنهاية السعيدة والزواج وإقامة حفل زفاف.
لكن كل ذلك لم يعف الكاتب والمخرج أسامة عبيد الناصر من ضرورة مساءلته حول الحكاية التي ألّفها بلال شحادات. هكذا، نتساءل: أين القصة في كل ما شاهدناه؟ وكيف يبنى مسلسل كاملاً على لقاء الصدفة التي جمعت بين ياقوت وخيال (نادين نسيب نجيم)، وأدى إلى تعارفهما وارتباطهما، كمحور رئيسي في ظل تغليب منطق المافيا على الشارع الذي يقيمان فيه؟
رغم كل ذلك، يدفع ما يعرف بجيش أو طوابير الممثلين على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً "تويتر"، إلى تصدر اسم المسلسل وأبطاله المرتبة الأولى.
لكن، نتساءل أيضاً: هل هذا كل ما يمكن أن ينقل عن المسلسل؟ بالطبع لا، هناك معاناة حقيقية داخل النص والقصة والسيناريو، والحوارات، خصوصاً استغلال المخرج لجمل بالفرنسية أو الإنكليزية كنوع من ركوب الموجة لرفع نسبة المتابعة والتقييم الذي تحرص عليه شركات الإنتاج. لكن خرق النص هنا بكلمات وعبارات أجنبية بطريقة الشارع لم يكن ذا مغزى. "حبيبة هارتي" عبارة رددها قصي خولي طوال فترة عرض المسلسل، إلى جانب مجموعة من التعابير التي لم تؤخذ على محمل الجد، كما كان يحصل في مسلسلات سابقة، تحاول شركة الصبّاح الاستفادة منها وزجها في مسلسلات مبنية من الأصل على أساس ضعيف.
يفضي انتهاء مسلسل "وأخيراً" إلى الجزم هذا العام أيضاً أن الدراما اللبنانية تعاني الأمرين جراء تعنت أصحاب شركات الإنتاج وما تفرضه على الممثلين بداية، وفرض الممثلين شروطهم على المخرج من جهة أخرى، ليصبح الأمر أشد تعقيداً، في ظل بحث كثير من الفنانين عن مهرب من هذه الحالة المسيطرة، في وقت بدأت فيه شركات الإنتاج التحضير لموسم دراما رمضان عام 2024.